كمانيليو

كمانيليو
قريبا في المكتبات

الخميس، 29 مايو 2014

الجزء التاني من قصة "بعد الفراق "

الجزء التاني من قصة "بعد الفراق"

تفيق مجددا وتجهش بالبكاء بصوت عالي وبحرقة ثم تركض مسرعة إلى الحمام لتستفرغ
كل ما يستقر بمعدتها..
يرن هاتفها فتذهب بإعياء إليه وتجيب على والدتها:
-         ها يا بنتي ماجد وصل؟
-         لسـ ـه يا ماما
-         مال صوتك يا مها؟
تجيب في توتر :
-         مم م مفيش يا مـ م اما
-         انتي تعبانة يا مها؟
-         لالالا ا اانا كويسة كويسة
ولكنها تجهش بالبكاء من جديد ‘ لم تستطع أن تكتم مشاعرها أكثر..
-         بسم الله الرحمن الرحيم ‘ بتعيطي يا مها ليه؟ مااالك يا بنتي؟ ماجد فييه حاجة؟
تبكي أكثر وتقول بإعياء شديد:
-         طلال وحشني اوووي يا أمي
-         استغفر الله العظيم يا مها! اييه اللي فكرك بيه دلوقتي يا بنتي؟! الله يرحمه يا مها .. يا
بنتي حرام عليكي نفسك واللي بتعمليه ده! ده انتي رايحة تستقبلي جوزك بعد غياب شهر!!
-         مش قادرة يا ماما مش عارفة ليه؟! ماجد حلو اووي اي حد يحبه بس مش عارفة؟
غصبن عني! حب حياتي ضاع مني..
-         بس بلاش كلام ناس مجانين ‘ حب حياتك هو جوزك اللي الكل بيحسدك عليه! حب
حياتك اللي عايش بقاله خمس سنين مستحملك ومستحمل نفسيتك اللي دايما زي الزفت
وقايدلك صوابعه العشرة عشان ترضي عنه وانتي تعيطي وتقوليلي طلال!!
-         يا ماما حرام عليكي ‘ انا بفضفض ليكي عشان مش لاقية حد اتكلم معاه من بعد ما ريم
سافرت تقومي تقطميني بكلامك ده!!
-         عشان شايفاكي خايبة وبتدلعي وهتضيعي راجل يتوزن دهب من ايديكي بتخاريف ملهاش
اساس! انتي مبتشوفيش بنات العيلة عينهم بتطلع ازاي عليه وهو معاكِ في الحفلات وبيتكلموا
عن حبه ليكي! وانتِ ولا هنا..
-         ماما انا هقفل
-         اسمعي يا مها يا تعقلي يا هكلم خيلانك وخلاتك يشوفولهم صرفة معاكي ومع قلة عقلك
دي..
تجيب باستسلام وانهيار:
-         خلاص يا ماما خلااااص بقى ‘ ارحميييني
-         اعقلي كده يا بنتي واستعيذي من الشيطان الرجيم ‘ انا عارفة خيبة ايه دي اللي بتحبلي
واحد ميت ومبقاش في الدنيا!
تغلق مها وتسب بكل غضب نفسها وتصرخ بصوت عالي:
-         حراااام عليكم بقى حراااااام ‘ حد يحس بالناااار اللي جوايا
تأتي خادمتها مسرعة لها وتقول:
-         فيه حاجة يا ستي؟ اصل سمعت صرختك؟
تهب غاضبة بها:
-         امشششي من قداااامي امششششي مش عااااايزة اشوووف حدددد مش عااااايزة حددد
-         مش هتجيبي سيدي ماجد يا ستي؟ كده هتتأخري على الطيارة
تنظر لها وتصرخ مجددا بانهيار:
-         بقلك امششششششي انتي غبيييية امشششششششي
تركض الخادمة مسرعة خارج الغرفة نظرا لحالة سيدتها وهيستريتها التي اعتادت عليها مؤخرا..
تنظر مها مرة آخرى إلى المرأة ثم تخرج من احد الادراج قرص مهدىء وتتناوله بيد مرتعشة
ثم تفتح حقيبتها وتخرج صورة لطلال وتحدثه:
-         وحشتني اوي يا حبيبي؟ يا ترى عامل ايه من غيري؟ طلال انت بتحس بيا؟ انااا مش
قادرة على بُعدك.. صدقني انا مخنتكش لما اتجوزت ماجد ‘ بس انا لقيت ضغط من ماما
ومنه وانا كنت في حالة مش واعية لنفسي ولا واعية لأي حاجة في الدنيا من حواليا ! تخيل
يا حبيبي حتى ريم سافرت لبرة عشان تكمل الماجستير وسابتني هي كمان لوحدي.. انا
محتاجك اوووي .. انا لوحدي من غيرك .. انا بخاف في الضلمة .. بخاف حتى وانا في
حضن ماجد! كل ما ابص في الوشوش والعيون بحس ان فيه مليون شخص شرير عايز
يخنقني.. سبتني ليييه يا طلال سبتني ليييه لوحدي..
***********************************************
تعود بذكرياتها إلى الخلف ‘ عندما كانت تتأبط ذراع طلال ويمشيان معا في إحدى الحدائق
لتلفت إليه بطريقة مباغتة وتقول:
-         هتفضل تحبني لأمتى؟
-         لحد ما أموت
-         بعد الشر عليك ‘ بس لا بجد يعني مش هتزهق مني بعد الجواز
-         حد يزهق من جوز العينين دول؟!
-         اصل بسمع كتير ان بعد الجواز الحب بيدبل
-         مافيش حب بيدبل الا لو صاحبه نفسه اللي بيدبل ‘ وانا طول ما قلبي بينبض بنظرة عينك
اللي فيها لمسة من السما دي يبقى الحب هيفضل جوايا..
*************************************
تمر الذكريات سريعا أمام أعينها لتصل إلى ذلك اليوم المرير ..
-         يعني ايه ؟
-         جالي اني اطلع على الجبهة عشان الحرب
-         لالالا يا طلال وتسبني ؟
يمسك يدها مطمئنا لها:
-         حبيبتي وانا هروح فين ‘ هحرر الوطن لينا ولعيالنا في المستقبل واجي اخطفك من العالم كله
-         ب بب بس مينفعش حد تاني يروح؟!
-         هههه حد تاني ايه يا مها!! بقلك دي مؤمرية جاتلي ولازم اطلعها ‘ بعدين الجيش محتاج
لكل حد دلوقتي ..
-         انا خايفة اوووي
يحضنها بكل رقة ويقبلها فوق جبينها بحنان ثم يقول:
-         متخافيش ابدا وانتِ في حضني ..
تمر الأيام ويذهب طلال إلى الجبهة ليحارب ليأتي لمها الخبر الصادم بعد فترة بوفاة طلال..
كانت تجلس في صالة منزلها حين سمعت دقا على الباب فهرعت لتفتحه ظنا منها بأن طلال
عاد ‘ لترى ماجد يقف بكل حزن ودموعه تنساب فوق خديه..
مها بتعجب:
-         ماجد! مالك؟ طـ ط طلال لسه مرجعش؟
-         .....
-         ماجد بتعيط ليه؟ في ايه؟
-         ......
-         مااااجد ماااالك!!
-         طـ ....
-         طلال ؟؟
-         طلال ...
-         ماااله يا ماجد انطـــــــق!! طلااااال مااااااله
-         طلال استشهد يا مها
-         ههه ايه! هه لاالالالااااا انت كداااااب انت كدااااااب
ثم تركض إلى والدتها وتقول بهستيريا وجنون:
-         يا مامااااا تعااااالي شووووفي الكداب ده يقول ااييييه
كانت الأم تسمع الخبر وبدأت في البكاء بحرقة ‘ فنظرت مها لها بعصبية ثم قالت:
-         انتي بتصدقيييييه ليييييييه!! لالالالالااااااااا ده كدااااااااب طلااااال ممتشششش طلال قالي
انه رااااجع متعيطييييش متعيطييييييييييش..
-         لا حول ولا قوة الا بالله ‘ استهدي يا مهااا
-         بقلك كدااااااااااااب كدااااااااب طلال عمررررره ما يكدب علييااااا افهمواااااا هو راجع!!
ثم تبكي بحرقة وتقف واجمة في منتصف الصالة وكأنها بدأت تعي ما أخبرها به ماجد لينتهي
بها الأمر بإغمائة أوقعتها على الأرض..
تدهورت حالتها النفسية وظلت لا تتحدث لمدة أسبوع ‘ طلبت من ماجد أن ترى طلال قبل
أن يدفن ولكنه نصحها بعدم رؤيته وذلك لتشوه وجهه .. رافقتها ريم في تلك الفترة العصيبة
وحاولت مرارا وكثيرا أن تخرجها من الوحدة القاتلة التي أغرقت نفسها بداخلها..
-         دلوقتي عدى اكتر من خمس شهور يا مها على موت طلال الله يرحمه وانتِ حابسة
نفسك بين اربع حيطان يا مها؟
-         هعمل ايه ؟ ما خلاص كل حاجة ليا راحت
-         يا مها انتِ العمر لسه قدامك
-         عمري كله راح مع طلال
-         بعد الشر عليكي يا حبيبتي بس لازم بقى تخرجي من الحزن اللي انتِ فيه ده!!
تبكي بانهيار :
-         مش قااادرة ‘ بشووفه كل يوم يا ريم ‘ بشوووفه معايا في كل حتة مش قااادرة صدقيني
غصبن عني..
تحتضنها ريم وتربت فوق ظهرها بحنان وتقول لها:
-         طب قومي حبيبتي واسمعي خاطري بقى المرادي ‘ البسي وتعالي نخرج مع ماجد
-         مش قادرة يا ريم
-         لااا هتقومي تلبسي وهتخرجي مش هسيبك! كفاية دلع بقى
لترضخ بالفعل في نهاية الأمر إلى طلب ريم وتخرج معها ومع ماجد الذي ما إن يراها حتى يبتسم
لها بحب فيقول لها:
-         وحشتيني يا مها ‘ عاملة ايه دلوقتِ؟
-         اهو عايشة يا ماجد
-         اخيرا وافقتي ريم عشان تخرجي؟
-         اه تخيل نشفت ريقي يا ماجد عشان توافق
-         انا مبقتش عايزة اشوف الشارع ده تاني
-         انا بقى عارف هخليكي توريني ابتسامتك الحلوة دي تاني ازاي
مرت الأيام وكل يوم يقترب ماجد أكثر لمها ولعائلتها ‘ ويصر دوما على أن يبقى بقربها
ولا يتركها للوحدة تفترس ذكرياتها وحاضرها ..
-         انا شايفة يا مها ان ماجد بيحبك ومش هتلاقي احسن منه يديكي الحب وتبتدي فرصة
جديدة معاه..
-         بس انا يا ريم مش شايفة حد غير طلال
تجيبها ريم بعصبية:
-         افهمي بقى طلال خلاص ماااات وانتِ لسه عايشة يا مها! انتِ من حقك تعيشي حياتك
ومن حقك تكملي حياتك مع راجل ياخد باله منك! متنسيش احنا ستات بنبقى دايما محتاجين
راجل معانا يحمينا من طمع الناس فينا ونهش الديابة لينا!!
-         يا ريم
-         مها أرجوكِ فكري بعقلك لمرة اخيرة مش هتخسري وبعدين فرحيني بقى قبل ما أسافر
-         ايه! تسافري؟ وهتسبيني لوووحدي يا ريم؟!
-         مش لوحدك يا مها ‘ ماجد طول عمره جمبك وحوليكي ‘ انتي بس اللي مش واخده بالك
***********************************
تفيق من شرودها وتأخذ حقيبتها وتذهب إلى المطار لتستقبل زوجها ماجد.. انتظرت قرابة
النصف ساعة ثم ظهر ماجد ومعه حقيبته وما إن رآها حتى ابتسم لها بإشراق وبحب واكتفت
هي ان تبتسم له بوهن .. ركض إليها بشوق واحتضنها ثم قال:
-         وحشتيييني اوووي اوووي يا روووح قلبي
لتجيبه ببرود:
-         عامل ايه؟
-         الحمد الله حبيبتي ‘ متتخيلييش اد ايييه بجد كنت بعدي الأيام عشان اشوفك
-         طب يلا بينا ‘ ماما هتيجي لينا عملالك غدا مخصوص
-         ههههه وحشني اكلها اووي ‘ يلا بينا يا روحي
تأبط ذراعها وهو كله شوق بينما كانت ترمي نظرها بلا مبالاة على المارة بجانبها ‘ لترى وجها

اشتاقت إليه كثيرا قادم من داخل صالة القادمون من السفر يتأبط هو الآخر ذراع سيدة غيرها!!

انتظروا الجزء الثالث ...

الأربعاء، 28 مايو 2014

الجزء الأول من "بعد الفـــــــــراق" قصــــــــة قصــــيرة

* بعد الفراق قصة قصيرة ولكن هنزلها على اجزاء قصير نظرا لانشغالي معلش 

الجزء الأول من القصة

كانت ترتدي ثوبها الأسود الذي لطالما أغضب زوجها منها عندما يراها ترتديه ‘ لانه يعلم جيدا
ذكرى هذا الثوب.. مرت خمسة أعوام ونشبت بينهم العديد من الشجارات حوله ‘ لكنه أضناه الشجار
وأضناه ذكرى عالقة بينه وبين زوجته من ماضيها الأليم.. لم تعتد بعدها على التعود على فقدان
خطيبها السابق!! لم ترحم زوجها الحالي من عذابه وجنون غيرته على الرغم  من انه أول من مد يد
العون والمساعدة لها لينتشيها من بين الحزن وأغوار الألم.. وضعت الحمرة التي يعشقها هو على
شفتاها في محاولة بائسة منها ان تشتت انتباهه عن ثوبها المفضل.. لم يكن الثوب مجرد ثوب عاديّ
ولكنه كان هدية أهداها سابقا خطيبها الذي قدرت الأيام ووصل لها نبأ مقتله في الحرب!

*********************************

اليوم مر عام آخرعلى ذكرى زواجها ولكنها مازالت لم تنسى جرحها الغائر ‘ ذكرى حبها القديم.. لا
تعلم لما وافقت على "ماجد" حين عرض عليها الزواج مكررا لها كثيرا أنه قادر على احتوائها
واحتواء حزنها.. لم تكن تعلم أن حب "طلال" كالهواء يتغلغل بداخلها وبداخل كل تفاصيل شريانها
.. انه حبها العذري الذي منعته الظروف من أن يكتمل.. جلست أمام المرأة تصفف شعرها قبل
ان تذهب إلى المطار فاجتاحتها الذكريات القديمة..
تذكرت حين كانت في عامها الأول في الجامعة ‘ كانت معها صديقة عمرها المفضلة ريم والتي
كانت سببا في معرفتها بطلال حبيب وجدانها كما كانت تلقبه دوما..
كانت تقف عند مدرج إحدى قاعات المحاضرات تنتظر قدوم ريم لها ‘ فهلت ريم ومعها طلال
وماجد..
كانت تقف والضجر يكسو ملامحها وما إن رأت ريم حتى صرخت بغضب في وجهها:
-         كل ده تأخير؟! لطعاني ساعة يا ريم؟!
-         احم احم اعرفك يا ست مها على طلال وماجد هما سبب تأخيري
خجلت مها من غضبها المشتعل وهدأت قليلا ثم نظرت بخجل إلى طلال وماجد وقالت
بحياء ودلال:
-         أهلا بيكم
نظر إليها طلال نظرات جعلت الجمر يشعل فتيله داخل أوصدتها وقال:
-         ولا يهمك يا ستي احنا اللي اسفين اننا اخرنا صحبتك عنك ‘ بس بما اننا سنة اولى لسه
والدكتور قرر انه يجمعنا بمشروع معاها في المحاضرة فعشان كده اتاخرنا..
-         ولا يهمك
نظرت لها ريم وقالت مداعبة:
-         يا سلام يعني هو ولا يهمك وانا كنتِ هتاكليني؟!
ضحك ماجد على دعابة ريم ونظر لمها باعجاب وقال لها:
-         انتِ مش معانا في المحاضرات صح؟
لتجيب ريم عنها:
-         لا هي اداب اسباني مش انجليزي زينا
نظر ماجد لها بكل اعجاب وقال:
-         اشمعنا الاسباني؟
-         بابا عنده شركة وبيبقى محتاج دايما ناس عندهم لغات ‘ وانا حبيت اتخصص اسباني
افاقت من شرودها وهي تتحسس بشرتها ‘ مازالت ذكرى تعارفهم تزورها بين الفينة والأخرى!
لم تعتد بعدها فكرة ان ماجد كان يحبها من النظرة الأولى كما هي أحبت طلال من النظرة الأولى
الذي أحبها أيضا من النظرة الأولى!! تمر الأيام والليالي وتقترب أكثر لطلال ليحترق قلب ماجد
شوقا وندما وأسفا على قلب يهوى قلب ملكا  لصديقه.. لم تكن تعرف بمشاعر ماجد على الرغم
من تلميحات ريم كثيرا لها..
-         على فكرة ماجد بقى بيحبك
-         ماجد ايه يا بنتي ! ماجد بيعتبرني اخته الصغيرة وحبيبة صااحبه  طلال
-         يا سلام! اصلك ما بتشوفيش اول ما بتهلي علينا عينه اللي هتكون بتاكلك دي!
-         بالنسبالي مفيش عين بتسرقني زي عين طلال ونظراته ليا!
-         همممم
-         عارفة اول ما بيلمس ايدي بحس اني في دنيا تانية! واني طايرة لفوق لسابع سما ! بحس
اني ممكن المس السحاب بايديا؟! تخيلي؟
-         هممم وايه كمان يا ست العصفورة؟!
-         الا هو ليه يا ريم كل اللي بيحب بيحس انه طاير لفوق؟!
تنظر ريم حولها حائرة ثم تجيب بحزن وتقول:
-         شايفاني غرقانة زيك في الحب عشان افهم يعني!!
-         يمكن عشان الواحد لما بيحب يا ريم بيحس بحرية؟ واحنا الحرية عندنا بتبقى محصورة
ففي فكرة الطيران؟!
-         ممكن
-         تؤ انتي مستفزة اوووي
-         ليه؟
-         مش متجاوبة معايا كده في فلسفتي زي طلال حبيبي
-         ماشي يا ختي ابقي اتفلسفي معاه لما يقعد معاكِ
تمر الساعات ليلتقي الأربع مجددا في كافتيريا الجامعة ‘ تسبق مها خطوات ريم إلى الطاولة
التي كان يجلس عليها طلال وماجد بابتسامة مشرقة  وما إن يراها طلال حتى يهرع هو الآخر
بكل شوق وحب إليها..
-         وحشتيني
-         وانت اوي يا حبيبي
بينما كانت ترصد حالة الحب والهيام التي كانوا يعشونها زوجا من العيون بكل حزن ‘ التي
كانت هي الأخرى مرصدة من عيون ريم!!
-         ازيك يا مها
-         ازيك انت يا ماجد ، معلش مخدتش بالي منك
ابتسم ماجد بوهن وقال:
-         طبعا مش طلال موجود ازاي بقى هتاخدي بالك من اي حاجة في الكون حواليكي
لتلمع عيناي مها بكل هيام وهي تنظر لطلال وتقول بكل نعومة:
-         فعلا لما بشوف طلال بحس ان الكون اتخلق جوة عيونه ..
يقترب منها طلال برقة ويمسك يدها بنعومة ويقول:
-         طب ايه يلا حبيبتي نروح احنا مشوارنا؟
لتأتي ريم من خلفهم وتقول:
-         ايه ده؟ مش هتزاكروا معانا؟
فيبتسم طلال ويقول :
-         لا هنروح انا وماهي مشوار كده
ثم يغمز لمها بكل حب فتضحك هي وتكمل:
-         خليها مفاجأة
تفيق مرة آخرى من شرودها على دمعة حارة سقطت من عينيها ‘ فتمسحها سريعا وتضيف
بعضا من مساحيق الجمال لتخفي علامات الإرهاق والسهر التي رسمت هالات سوداء تحت
أعينها.. حاولت يائسة ان تنفض غبار الذكريات التي تجتاحها ذكرى تلو الآخرى ولكنها لم تستطع..
فعادت بذكرياتها مجددا لليوم الذي ذهبت فيه مع طلال ليختاروا دبل الخطوبة..
كانا يجوبا محلا تلو الآخر بكل بهجة وحب وعشق ‘ نظر لها بهيام وقال:
-         ده ماجد وريم هيفرحوا اووي لما يعرفوا اننا هنتخطب
-         اووي يا حبيبي ‘ يااااه يا طلال متتخيلش انا فضلت أحلم باليوم ده اد ايه! انا بجد لحد دلوقتي
مش قادرة أصدق ان أخيرا انا وأنت واحد..
-         انا اسف انا احتج!
تنظر له بدلال وغنج وتكمل قائلة:
-         ليه بقى؟؟
-          عشان انا وانتي واحد من اول ما عينك رمت شباكها على قلبي
تزداد خجل :
-         ههههه انت بتعرف ازاي تخليني حلوة اوي بيك كده؟!
-         انا اللي بيكي بحلوّ
-         ربنا ما يحرمني منك يارب
-         ولا يحرمني ابدا منك
تفيق مجددا وتجهش بالبكاء بصوت عالي وبحرقة ثم تركض مسرعة إلى الحمام لتستفرغ

كل ما يستقر بمعدتها..

انتظروني في الجزء الثاني