"شنطــــــــــــة سفـــــــــــــر" قصــــــــــة قصيــــــــرة

شنطـــــــة ســــــفر

*شغلوا الاغنية قبل ما تقروا وبعدين اقروا مع الاغنية وهي شغالة

وضع حقيبته على المقعد الخلفي للسيارة وكاد ان يهم باغلاق الباب حتى باغتته على سهوة رسالة

نصية على هاتفه المحمول.. فتحها بقلق وهو يتصبب عرقا ‘ ووجدها من حبيبته ‘ ظن انها رسالة

عتاب قبل الرحيل ولكن وجد بها جملة مقتضبة واحدة:"ارجوك افتح المذياع على موجة 100.6

الآن"..

اغلق الرسالة متعجبا واغلق الباب وجلس على المقعد وادار المذياع كما طلبت هي وحرك السيارة

متجها إلى مطار القاهرة الدولي..

شق طريقه بصعوبة بالغة ما بين السيارات المكتظة بجانب بعضها البعض ‘ وكأن البشر جميعا

اتفقوا ان يتواجدوا في شوارع قاهرة المعز في آن واحد لوداعه.. لم يجد سوى موسيقى يبدو عليها

قدم الزمن ‘ كاد ان يرسل لها ماهذه الاغنية التي طلبتي مني ان اسمعها‘ فحين همت المطربة

وصدحت بصوتها الحزين:

"لسه ناوي على الرحيل تفتكر ملهوش بديل ‘ اعمل ايه في الوحدة وانت مش هنا "

واذ بموجة ذكريات عتيقة اجتاحته حتى شعر ان السيارة كادت ان تنفجر من اكتظاظ الذكريات

بداخلها.. تذكر أول مرة حين رأي محبوبته تجلس بين مدرجات جامعته ‘ تذكر أول ابتسامة

منها ‘ أول دفتر محاضرات طلبه منها متعللا انه لم يستطع ان يكتب جميع ما قاله المحاضر..

مشهد يتلو المشهد الآخر ‘ بركان حممه كانت حارة ملتهبة ‘ تحرق قلبه وتُلهب أجيج الشوق

بداخل كيانه..

جائته رسالة آخرى منه كان فحواها" تحمل كلمات الاغنية تلك بكل مكنون داخلي ‘ عذرا لم

أقصد العتاب ولكن الرحيل جاءني غدرا ‘ فأطاحني مقعدة شليلة الحواس"

*******************************************

أغلق الرسالة ونظر حوله ‘ رأى محبوبته شبحا يسبح بملكوتٍ آخر يأخذه إلى سراب بعيد.. بعيد

عن الدنيا ‘ يعود به مجددا لأول مرة صارحها بحبه..

-أحبك

هي تزداد خجلا واحمرارا وتجيب:

-انتظرتها كثيرا وخشيت ألا تقولها

-كيف لا أقولها وانا منذ أن وقعت عيناي تعلمت الحُب من عيناكِ! كيف يا محبوبتي لا أقولها ولا

أشدو بها وأنا همسك يطربني ويذيب بداخلي كهوف من الجليد!!

-أمجد كنت حلما طال معي في أيام السمر فأصبح واقعا قرمزي اللون!

أمسك يدها بكل رقة وطبع قبلة بشفاهٍ متعطشة لانتهال العشق من قلبها حتى الرمق الآخير..

صحى من شروده على جملة كانت ترددها المطربة في الاغنية:

"خت صورتى شوف كده لتكون نسيت عمرى وصباه ولا احساسى بكيانى وبالحياه"

فسقطت دمعة سهوا منه وتذكر حين ذهب بكل أحلامه وصباه إلى والده ليخبره انه وجد من

ستشاركه حياته ‘ في البداية رحب والده كثيرا ! فهاهو كبر الشبل ونضج وأراد ان يتزوج

وبالفعل بعد اسبوع كان يجلس مع والده في بيت محبوبته مع أهلها وذوويها وتم الاتفاق

بينهم وقررت الأسرتين ان يجتمع الشمل.. لكن القدر يلعب لعبته فيشتعل فتيل الثورة

بين أبناء وطنه ‘ فتنقسم الأهالي فكريا وسياسيا وتنضرم النيران بين القلوب ‘ لم تحرق

الثورة فقط كل فاسد ‘ بل نشبت الحريق بين الجميع ونسوا أن الوطن من دون وحدتهم

وخوفهم عليه سيغرق .. بدأ الاختلاف الفكري يظهر ما بين العائلتين ..اخترق الخلاف

الفكري كصاروخا يهدم أحلام أمجد مع محبوبته سارة ‘ لم يستطيعا ان يوفقا ما بين

العائلتين ..وفي يوم جاء والد أمجد بكل ضيق وقال:

-لم يعد يا بني نستطيع ان نناسب عائلة أفكارها سامة مثلهم

-ولكن يا أبي ما بالي انا وما بال سارة بأفكاركم المختلفة؟

- يا بني الشجرة الفاسدة ستطرح ثمارا فاسدة ولا أريد لأحفادي أفكارا تعيث فسادا بنفوسهم وعقولهم!

-يا أبي اخرجني انا وسارة خارج تلك الدائرة

نظر والد أمجد وقد ضاقت عيناه وقال بكل صرامة:

انتهى الحديث ولن أقبل المزيد ‘ وإن كان على الحب ستجده مع فتاة غيرها تفكر مثلنا

************************************

في الاتجاه الآخر كان والد سارة يقول لها أيضا بكل غضب:

لم أعد أراه صالحا لك يا بنيتي

-يا أبي لماذا؟ لقد كنت أكثر انسانا يشجعني على هذه الزيجة؟!

-بعد الثورة اتضحت أفكارهم العفنة

-ولكننا كنا سنتزوج قريبا يا أبي؟!

-حمدا لله اننا لم نتسرع واننا اكتشفنا معدنهم الأصلي ‘ أخبري أمجد أن يأتي وننهي معه كل شيء

لم تسعفها دموعها ولم يسعف أمجد توسلاته لوالده ووالدها ‘ لكنه كان يعلم انها أقوى منه حين

قالت له:

لن نرضخ لافكارهم يا أمجد ‘ لن نرضخ لهم ‘ أكاد أرى الوطن يصرخ يا أمجد من أمثالهم! قسما

بالله أراه ينزف من أمثالهم..

-وماذا في استطاعتي يا سارة

-نهرب بحبنا

-أين نهرب؟الكثير مثلهم هنا سيقتل حبنا أينما ذهبنا!! الوطن كله سيرجم حبنا

صرخت في وجهه قائلة:

-الوطن بريء منهم يا أمجد!! الوطن لم يفرق ما بين أبنائه حتى لو اختلفت أفكارهم ‘ هم

بمعتقداتهم الغبية هي التي أحرقت الوطن وستحرق حبنا يا أمجد..

-سأرحل من هنا ‘ لم تعد ربوع وطنك يا سارة تسعفني

-وأنا؟ أين سأذهب؟وأحلامنا؟وصبانا يا أمجد؟؟حتى لو هربت لآخر العالم ستبقى في قيدي انا

ووطنك يا أمجد.. لا مجال للهرب مننا لا مجال

-سأعود بعد ان تخمد نيران البغض التي أكلت من بستان الوطن ‘ سأتي بعد ان يذهب خريف

أطاح بقلوبنا في مياه عكرة!!

*********************************

استيقظ مرة آخرى من شروده على لوحة تخبره بأنه بعد قليل سيصل إلى مطار القاهرة الدولي

أوقف سيارته وظل يتأمل اللوحة لدقائق وظل يستمع إلى الأغنية التي صدحت مجددا قائلة:

"قبل ما تسافر بعمرى اسجن الشوق والمنى
واطلق الصبر فى وريدى قبل ما يطول بعدنا
حتى لو طال بعدنا حتى لو طال بعدنا انت هنا"

أدار محرك السيارة مجددا وعاد وهو يردد بصوت عالي:

سارة محقة ‘ لن أترك حبي ولن أترك الوطن فلا مجال للهرب ‘ لا الحب ولا الوطن ينتظر خذلان

جديد! لا الحب ولا الوطن ينتظرا هروبا جديد!

النهايـــــــــــــــــــــــــــــــــــــة

الحلقــــة السابعــــــة والعشرون والاخيــــــــرة من ليلـــــــــة قيـــــــــس

الحلقــــــــــة السابعــــــــــة والعشـــــــــرون

وفجأة يسمعوا صوت صرخة بسمـــــــــة..

ليلى وقيس يبصوا لبعض بفزع وخوف وبعدين يجروا هما الاتنين في نفس اللحظة اللي رشا تكون

خارجة هي كمان من اوضتها ويروحوا لاوضة بسمة ‘ يدخلوا عليها يلاقوا التلفون واقع من ايدها

على الارض وهي منهارة واول ما تشوف قيس تصرخ بانهيار وتقول:

محمــــــــد ماااااات يا قيـــــــــــــس محمــــــــد مااااات وساااااابني

قيس يروح على طول يحضن مامته ويعيط ويقول:

بابا راح ساب قيس ومراته وحده خلاص؟

ويبص على ليلى ورشا اللي بيعيطوا ويقول:بابا قيس سابه خلاص؟ ها ؟ سابه كده؟ سابه ليلى؟

سابه رشا؟؟

ليلى تروح تحضن قيس وتطبطب عليه ورشا تحضن بسمة وتحاول تهديها..

وفجأة يسمعوا صوت باب الفيلا بيتقفل

تقوم بسمة بسرعة وتنزل جري فتلاقي فارس داخل بيتطوح واللي كان طول اليوم برة ومكنش

لسه يعرف برجوع قيس..

بسمــــــــة بزعيق وهي بتتهجم بالضرب على فارس:موووووووت ابووووووك موووووووته

حسبي الله ونعم الوكييييل فييييك حسبي الله ونعم الوكيييييييل فيك

***********************************************

في الملحق عند عبد الله ‘ عبد الله وسماح وسعد كانوا نايمين وفجأة يسمعوا صوت بسمـــة وهي

بتزعق..

سماح تقوم وهي بتدعك عينها:فيه ايه يا عبد الله!

سعد يقوم مفزوع:هو ابووويا جه تاني ولا ايه؟!

عبد الله يصحى بقلق:شكل فيه خناقة

سماح:يوووه احنا مش هنخلص بقى من ام الخناقات دي

سعد يقوم بسرعة:انا رايح اشوف في ايه

عبد الله:خليك انت انا هقوم

سعد:اشمعنا يعني انت يا عم تروح

عبد الله:سعددد خليييك مع اختك

سماح:اترزع هنا يا سعد ‘ خلي الليلة تفوت وتعدي

********************************************************

عبد الله في دخلته ليهم جوة الفيلا يلاقي بسمة بتضرب فارس في صدره بانهيار وبتقوله:

مووووووت ابووووك مووووته يا ظاااااالم حسبي الله ونعم الوكيل

فارس كان واقف مصدوم وبيستقبل الضرب من مامته من غير اي ردة فعل..

قيس كان بيحاول يهدي مامته ويقول:مامة قيس اجي معاه اجي معاه وابعد عن شرير ‘ شرررير عمره

ما حس ولا افهم عمرررره ما حس..

رشا:ليلى خدي طنط انتي وقيس ودوها فوق ترتاح

عبد الله بصدمة:ليلى هه هو اللي سمعته ده صح

ليلى بتهز راسها بايماءة

عبد الله:لا حول ولا قوة الا بالله

ليلى لرشا:احنا محتاجين نروح المستشفى يا رشا عشان ناخد جثة عمي الله يرحمه

رشا بعياط:ه هكلم حاتم يجيلنا

ليلى:بلاش روحي انتي وعبد الله يا رشا ‘ احنا بنتعب حاتم كتير سبيه يرتاح شوية

عبد الله:خلاص ماشي ومش محتاج رشا معايا

رشا بضيق لانها حست ان عبد الله مبقاش حتى حابب وجودها قالت:زي ما تشوف

ليلى:روحوا انتوا الاتنين لو سمحت يا عبد الله

عبد الله:ماشي يا ليلى

***************************************************

قيس ينيم مامته على السرير..

مامته وهي مغمضة والدموع نازلة منها وبتقول من غير وعي:ابني اللي تعبت فيه قتل باباه قتله

ابنييييي اناااا قتل باباه قتلــــــــه..

قيس بيطبطب وعينه مليانة دموع على مامته ويقول:ماما نام لازم نام وارتاح نااام شششش نام نينا هوو

*****************************************

اليوم التاني احمد كان قاعد في البنك بعد ما قفل مع سماح سرحان يجي مصطفى ويقوله:

ايه يا عم سرحان في ايه

احمد: ا انا نويت اخطب

مصطفى بدهشة:بجد يا ابو حميييد! يا ابن اللذينة الف الف الف مبروووك مين بقى سعيدة الحظ؟!

احمد:سماح

مصطفى:سماح مين؟

احمد:سماح يا مصطفى

مصطفى يبدأ يستوعب:البت المتريشة اللي بتيجي تحط رزمة فلوس كل شوية دي!!

احمد:مسمهاش بت يا عم ‘ اسمها سماح

مصطفى:يا ابن اللعييييييبة لا لعبتهااااا صح يااااض!! ده انت كده هتعددددي وتطلع لفوووق

احمد بضيق:ا انا اكيد مبفكرش فيها بالطريقة دي

مصطفى:ااه عايز تفهمني انك حبيتها بقى!!

احمد:وفيها ايه لما احبها؟!

مصطفى:يا احمد انت حالتك زي حالتي واكيد كلامي عن الموضوع خلاك تفكر بالطريقة دي

وبعدين مش عيب يعني ولا غلط!!

احمد بضيق:لاااا عييييب وغلط ونبقى مش رجالة لو فكرنا بالطرررريقة دي

مصطفى:اهدى يا عم المحمموووق!! انت محموق اوي كده ليه

احمد بنرفزة:محموووق عشان عايز اضرب نفسي ميت قلم لما فكرت في كلامك وعايز اضربك

لانك كنت بتزن كتير بالكلام ده فوق وداااني..

مصطفى:يعني بتعترف اهو انك واخدها عشان فلوووسها!!

احمد بضيق شديد:ك ككنت واخدها في الاول مفتاح عشان تطلعني لفوووق بس لما عاشرتها وشفت

هي اد ايه عانت في حياتها صعبت عليا اوووي واستحقرت نفسي واستحقررررتك وبقيت مخنوق

ومش طايق نفسي وكانت عايز ابعد ! بس بدل ما ابعد لقتني بقرب منهااا اكتررر وبحبها اكترر

ولما زارت امي ‘ امي طارت بيها وفضلت تدعيلنا ‘ مينفعش يا مصطفى ابقى ندل ووسخ معاها

كفاية اللي شافته طول حياتها مش هبقى انا والزمن عليها..

مصطفى:بذمتك انت بتقول الكلام ده ليا ولا ليك!!

احمد:ليا قبل منك بس انت كمان لازم تشيل الافكار الزبالة دي من دماغك! ما اهو اكيد الناس

اللي عندها فلوس دي متولدتش وفي بقها دهب!

مصطفى:لا يا ابو حميد فيه ناس اتولدت في بقها دهب والناس دي متستاهلش تعيش معانا كبني

ادمين..

احمد:واحنا ليه البشر نعاقبهم ولا نشغل نفسنا بيهم حتى! مش فيه ربنا واحنا في الاول ولا في

الاخر بشر!

مصطفى:يا ابو حميد انت مش عايش جنة ولا حلم بمبي جميل انت عايش في دنيا بقت زي الغابة

اللي معاه قرش بيخليه يعيش معزز مكرم واللي زي وزيك بيداس تحت الرجلين..

احمد:....

مصطفى:متشغلش بالك يا عم ‘ الف مبروك انت وطالما حبيتها بجد يبقى تعيش وتتهنى يا

زميل..

احمد بابتسامة:عقبالك يا مصطفى لما تلاقي واحدة تشيل معاك الهم

مصطفى:او تزيده هههه اصل حاكم الستات دول بمختلف انواعهم واشكالهم فقر يجيبوا الاكتئاب

يا عم انا حلو كده متقرش عليااا..

احمد:هههه

*************************************************************

بعد يومين رشا وليلى ونوال قاعدين في الصالة وكلهم لابسين اسود وقيس مع مامته في اوضتها..

رشا:من ساعة ما عرف وهو حابس نفسه في الاوضة ومبيتكلمش ولا بينطق ولا بياكل ولا بيعمل

اي حاجه..

نوال:طب وانتي يا رشا حاسة منه ايه؟

رشا:مش عارفة ‘ انا حتى اصلا كلمت بابي النهاردة وقلتله يجي يكلمه عشان نتطلق خلاص

ليلى:ما تحاولي يا رشا تبتدي معاه صفحة جديدة

رشا بابتسامة هادية:انا وفارس يا ليلى مكناش بنحب بعض الحب الصح ‘ انا كنت بحاول بكل انانية

احتفظ بيه معايا يمكن الاقي معاه اللي فضلت طول عمري نفسي اشوفه حواليا ! فارس سكته

عمرها ما اتقابلت مع سكتي ولا هتتقابل ومينفعش نقضي بقية عمرنا بنضغط على نفسنا اننا نتقابل

في يوم عمره ما هيجي!

نوال:سبحان الله بقيتي يا رشا فيلسوفة

رشا بابتسامة مرهقة:الدنيا بتدي دروس قوية اوي يا نوال لدرجة انها ممكن تبدل شخص بشخص

تاني خالص بنفس الملامح!!

***********************************************

قيس بينزل من فوق واول ما ليلى تشوفه نازل بتقوم بفزع وتقول:فيه حاجة يا قيس

قيس:لا ليلى قيس مفيش حاجة مش خاف ليلى

نوال:مامتك نايمة يا قيس

قيس:ماما تعبانة ونام

ليلى:حبيبي انت جعان

قيس:تؤ قيس مش اكل

ليلى:انت من امبارح مكلتش

قيس:شرير فين

رشا ونوال وليلى يبصوا لبعض باستغراب وخوف..

ليلى بخوف:ليه؟

قيس:قيس كلمه

ليلى:بلاش يا قيس

قيس باصرار:قيس كلمه ‘ لازم كلمه

رشا:قيس اشمعنا عايز تكلمه ضروري اوي كده؟

قيس:قيس لازم قوله كلام محشور جواه

ليلى بتوتر:احنا مش حمل خلاف تاني يحصل بينكم

قيس يبدأ يتني صوابع ايده ويقول بضيق:قيس كلم شررير قيييس كلمه

نوال:خلاص يا جماعة خلوه يكلمه وبعدين هما مش صغيرين

رشا:هو في الاوضة بقاله يومين مبيخرجش منها

**********************************************

قيس يخبط على باب الاوضة بتاعت فارس ويدخل على طول من غير ما يستنى الرد ..

يدخل يلاقي فارس قاعد على السرير وكله حزن ولحيته مش حالقها وعينه حمرا..

قيس يقعد قدام فارس ويقول:قيس طول عمره كان استغرب من فارس ليه اكره قيس وهو مش عمله

حاجه وكان عارف انه عشان قيس عيان في مخه .. بس فارس ليه مقلش لنفسه ان ده من ربنا

وقيس ملوش ذنب..

فارس قاعد بيبكي في صمت..

قيس:بعدين قيس اما شاف ليلى مكنش اعرف ان فارس عايز ليلى بس فارس طماع كان عنده رشا

وزعل ليلى وبعدين ارجع عوز ليلى تاني ‘ بس قيس وليلى كانوا حبوا بعض..

فارس:شششششش ارجووك مش قادر اسمع حاجة سبني واطلعععع برة

قيس بعند:قيس وليلى حبوا بعض بس فارس مش سيبهم وخد قيس طلعه مجنون بس قييييس مش

مجنووون فااارس ‘ انت اللي مجنووون انت اللي جوة مخك عيان ‘ قيس احسن منك بيفكر

فارس:....

قيس:فارس انت مجنون خليت الكل اكرهك وقول عليك شرررير مش بس قيس وخليت بابا قيس

يمووت ويروح خليته يموووت وهو زعلان وانت السبب فارس

فارس بيبكي اكتر:كفاية بقى

قيس:سيبنا فارس وابعد قيس مش عايز شوف مامته هو كمان روح زي باباه بسببك! قيس

مش سيب فارس خد حد منه تاني زي ما زمان كان خد لعب منه..

وبعدين يخرج قيس من الاوضة يلاقي رشا واقفة بتعيط فيقول:

ليه عيطي رشا

رشا:مفيش

بعدين بتسيبه ينزل تحت وتدخل هي على فارس فتلاقيه فاتح الدولاب وبيلم هدومه..

رشا بدهشة:بتعمل ايه يا فارس

فارس:مبقاش ليا مكان هنا

رشا:متزعلش مني يا فارس بس انت اللي عملت كده في نفسك

فارس:هه انا مليش مكان هنا من زمان اوي

رشا بعياط:لا كان ليك مكان بس انت اللي مكنش بيعجبك يا فارس اللي في ايدك وكنت بتبص

دايما على اللي في ايد غيرك..

فارس:واهو احسن حل امشي نهائي وانسحب من حياة الكل

رشا:بس مهما لفيت مش هتلاقي مكان احن من هنا

فارس بألم:هبعتلك ورقة طلاقك قريب

رشا بألم:شكرا يا ابن خالتي

فارس:متعرفيش حد اني ماشي ‘ عايز امشي في هدوء ومن ما حد يعرف

**************************************************

سماح مع احمد بتقول بدموع:ي يعني انت في الاول كنت طمعان فيا؟!

احمد:في الاول والله يا سماح بس حبك غيرني خلاني غصب عني احبك ‘ حتى امي حبتك اوي

وبقت تدعيلنا ربنا يوفقنا مع بعض ووصتني عليكي يا سماح ‘ قالتلي البنت دي في عيونها شافت

كتير فكون حنين عليها ومتقساش عليها زي ما الدنيا قست

سماح بدموع:يعني بتحبني بجد يا احمد دلوقتي

احمد:اوي يا سماح

سماح بتبتسم بكل حب

*************************************************

بعد اسبوع عبد الله بيلعب في الجنينة مع سعد والدادة قاعدة بحنان تتفرج عليهم وهما بيلعبوا..

سعد بيشوط الكرة على الدادة..

عبد الله وهو واقف قدامه الناحية التانية:انت احول يا بني! ما انا هنا قدامك

سعد:يا عم عايز حنان تلعب معانا

عبد الله:بس يا عبيط

سعد:متقولش عبيط يا جدع

عبد الله:العب يلا يا عبيط

في نفس اللحظة تدخل رشا من برة ‘ سعد اول ما يشوفها:ايه ده رشاااا جت

رشا بابتسامة:وحشتني يا سعد

سعد بيجري عليها:انتي مبقتيش عايشة معانا ليه

رشا:ما انا خلاص يا سعد مبقتش انفع اعيش معاكم

وبعدين بتبص لعبد الله بشوق وحنين بس عبد الله بيحاول يهرب بنظراته لبعيد

************************************************

على بليل عبد الله كان قاعد في الملحق هو وليلى وسماح وسعد ..

عبد الله:فيه خبر بقالي فترة مخبيه عليكم

سماح:خير يا عبد الله؟

عبد الله:ابوكم

سعد بخوف:يالهووي انا جتتي بتترعش اول ما بسمع اسمه

ليلى:ماله يا عبد الله؟!

عبد الله بارتباك:فف ففي السجن

ليلى وسماح:يالهوووووي! لييه

عبد الله:قتل اللي اتجوزها واللي كانت سبب كل المصايب اللي حصلتلنا

ليلى:رغم انه قسي علينا لكن في النهاية ده ابونا

عبد الله:قالي اقلكم انكم تسامحوه وانه كان غلطان لما افترا علينا كده

سماح بدموع:جاي يندم دلوقتي! ده كان عامل كلكيعة لكل حد فينا من جوة لولا الزمن والايام والشقا

والمرمطة هما اللي دوبوا الكلاكيع اللي عملها جوانا..ربنا يسامحه بقى

ليلى بتغمز لسماح:او الحب اللي دوبها

عبد الله يبتسم وقلبه يوجعه فجأة اول ما يسمع كلمة حب..

ليلى بحزن:يعني هيتحكم عليه بالاعدام

عبد الله وهو موطي راسة:للاسف ايوة

سماح:لا حول ولا قوة الا بالله

عبد الله:ا اانا حبيت اقلكم ومخبيش عليكم

سماح:ربنا يسامحه بقى

ليلى:يارب

سماح:المهم كويس انكم اتجمعتوا التجميعة دي وبمناسبة الحب ‘ احمد كل ما ينوي انه يتقدم تحصل

مصيبة في الفيلا تخلينا نأجل بس لحد كده بقى وكفاية وهو عايزيتقدم..

عبد الله:المرادي انتي مقتنعة بقلبك وعقلك يا سماح

سماح:اووي يا عبد الله

عبد الله:خلاص خليه يجي

سماح تقوم بكل لهفة:اما اروح اكلمه بقى

بعد ما سماح تقوم يقوم وراها سعد ويقول:اما اروح اسمع هيقولوا ايه

ليلى تبص لعبد الله وتقول:وانت يا عبد الله مالك؟

عبد الله بدهشة:مالي؟!!

ليلى:ليه وشك ملامحه قلبت اول ما جبنا سيرة الحب!

عبد الله بارتباك:ها لا مفيش

ليلى :لو بتحبها اهي الفرصة بقت احسن دلوقتي قدامك

عبد الله بألم:معدش ينفع

ليلى:ليه؟

عبد الله:جرحت كرامتي ومش واثق  فيها

ليلى:بس الحب بينسي ولوعلى الثقة فهي اتغيرت!!

عبد الله:جايز في يوم من الايام ينفع لكن دلوقتي لسه الجرح واجع ومعلم

ليلى وهي بتطبطب على ايد عبد الله:ربنا يهدي سرك

********************************************************

بعد سنة ليلى تكون واقفة في المطبخ وبتعمل الغدا بنفسها وجرس الباب يرن وبعده سعد يدخل جري:

انا جيت من المدرسة

ليلى بحب:طب يلا يا حبيبي روح غير هدومك بسرعة قبل ما الكل يجي وخلاص الغدا قرب يخلص

سعد:يوووه انا لسه هستنى لما الكل يجي

ليلى:سعددد

سعد:طب عملتيلي فرخة لوحدي

ليلى:اه عملتلك فرخة ليك لوحدك

سعد:ايوووة كده بقى

ليلى:ههههه يلا يا طفس

قيس يدخل على ليلى ويروح يحضنها من ورا وهي واقفة بتطبخ ويهمس:

قيس حب ليلى

ليلى بابتسامة مليانة حب:وانا بموت فيك

قيس:بس قيس جعان

ليلى:برضووو انت كمان!! اللي يسمعكوا كده يقول الواحد مبيأكلكوش

قيس:سعد اجه من مدرسة؟

ليلى:اه وخليته يطلع من المطبخ باعجوبة

قيس:قيس روح شوف سعد

ليلى:قيس

قيس يلف لليلى:ايوة ليلى

ليلى بابتسامة فيه مفاجئة عايزة اقلها ليك

قيس بفرحة:ايه ليلى مفاجأة قيس؟

ليلى:اسبقني على الجنينة هشيل بس الاكل من على النار واجي اقلك

قيس بلهفة وفرحة يجري زي الاطفال على الجنينة..

***********************************************

سماح بتلبس وتقول لاحمد:يلا يا حبيبي هنتأخر كده على ليلى

احمد:بلبس اهو يا سماح

سماح:ماشي يلا بس بسرعة

احمد:ههه يا بنت الحلال اهوو

********************************************

ليلى في الجنينة بتروح لقيس اللي قاعد ومتلهف واول ما تقعد قيس يقولها:ها ليلى قوول بقى ليلى

قووول

ليلى:هههه طب استنى بس

قيس:لا قيس اعرف دلوقتي يلا ليلى قوول ليلى قووول

ليلى بتمسك ايد قيس بكل حب وتحطها على بطنها وتقول:هنا في بيبي صغنن

قيس بفرحة شديدة يقول:ايه ليلى؟ ايه؟ بيبي صغنن ليلى؟ بجد ليلى ولا العب مع قيس

ليلى بحب وفرحة:والله يا قيس

قيس:يعني قيس يكون اب زي باباه اللي مات؟ يعني قيس يكون عنده بيبي صغنن زي حنان

ليلى:ايوووة

قيس بصوت عالي:هييييييه قيس يكون عنده بيبي صغنن هييييييييه

بسمة تكون من فوق اوضتها بتتفرج عليهم من الشباك ومبسوطة لفرحة قيس

في نفس اللحظة اللي سعد يطلع جري وهو بيضحك على قيس وينط عليه والاتنين يفضلوا

يتنططوا زي العيال الصغيرة..

في نفس اللحظة بيدخل حاتم وماسك في ايده نوال وجايبين معاهم رشا

قيس بيجري حواليهم مع سعد وهو بيضحك ويقول:قيس عنده بيبي في بطن ليلى قيــــــس عنده

بيبي بيبي في بطنه ليلى في بطنه هنااااااك

الكل يضحك ويروحوا يقعدوا على الطرابيزة اللي في نص الجنينة..

ليلى:حاتم اتصل بعبد الله شوفه اتأخر من الشغل ليه

في نفس اللحظة سماح واحمد يدخلوا:احنا جينا سلامو عليكم

ويروحوا يسلموا على الكل ..

ليلى:انا هروح اجيب طنط من فوق..

بسمة تكون واقفة قدام صورة ليها زمان وهي شابة وجمبها محمد وشايلة على ايدها فارس

وواقف جمبها من الناحية التانية قيس وفي عينها دموع حزينة..

ليلى:يلا يا ماما الكل جه تحت

بسمة:ماشي يا بنتي

ليلى:لسه يا ماما بتقفي قدام الصورة تعيطي؟

بسمة:كان نفسي يبقى معانا ‘ الام يا بنتي مهما غضبت من ابنها لكن عمرها ما بتقدر تنسى انه

ابنها..

ليلى:ربنا يهديه يا ماما

********************************************

فارس في مكتب صغير فتحه ليه في اسكندرية قاعد لوحده ومعاه نفس الصورة اللي في اوضة بسمة

وبيبكي ويقول:

معدش ينفع البكى بعد ما عملت كل حاجة تخليني عايش وحيد! كنت فاكر بانانيتي اني هجمع

كل حاجه حلوة نفسي فيها اتاريني بعمل كل حاجة تخليني اعيش منبوذ بعيد عن اهلي..

استاهل الوضع اللي انا بقيت فيه دلوقتي! لا اخ ولا ام ولا اب ولا حتى حبيبة تونس

ايامي! حتى رشا لحقت نفسها واتغيرت وانا فضلت اعاند واحرق نفسي بنفسي.. استاهل

***********************************************

بليل بعد ما الكل يمشي قيس وليلى يكونوا قاعدين في الجنينة وقيس ماسك ايد ليلى بكل حب وشوق

قيس حب ليلى اوي

ليلى:وانا من غيره ولا حاجه

قيس يحضن ليلى ويقول:قيس هيعمل كل حاجه عشان يبقى اب كويس لبيبي جوة بطن ليلى ولما

يجي بيبي تاني مش خليهم اكرهوا بعض

ليلى بتفهم قصد قيس فتحضنه اكتر وتقول:ان شاء الله حبيبي

قيس:قيس اسأل سؤال لليلى ممكن

ليلى:اسأل يا روحي

قيس:ليلى خاف من بيبي في بطنه؟

ليلى بدهشة:ليه؟

قيس:ليلى مش خاف بيبي في بطنه ده اطلع زي قيس

ليلى بتبوس قيس وتقوله:ولو طلع ده مش عيب بالعكس يا حبيبي ده هيبقى قلبه ابيييض وبريء

زي  باباه..

قيس وهو بيشاور على نفسه:انا باباه قيس باباه انا

ليلى:انت قيس روح حياتي

قيس:وانتي ليلة قيس

النهايـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة