(( الحلقــــــــة السابعـــــــــــــة))
واتاني صوتك من بعيد وكأنه اشراقة شمس بعد ليل حزين دام
طويلا ,اتاني صوتك كبهجة اشرقت كهف كساه الالم والانين,بل اتاني وكانه قطرة ماء روت عطش انسان كاد
يموت من قحط الصحراء,ولم اصدق نفسي وقتها فقلت لك:
انت!
فقلت:ايوة
وصمتنا مرة اخرى وكأن الصمت هو شراع محبة يحاصرنا فقلت لي:
مش عارف ابتدي الكلام منين! بس انا اتفاجئت بيكي اوي
فقلت لك:
وانا متوقعتش ان الدنيا هتخلينا نتقابل تاني! وان ابني
هتيجوز بنتك!!
فقلت لي:
وده اللي خلاني اتصل بيكي دلوقتي!
فاندهشت ولم افهم فقلت لك:
مفهمتش؟!
فقلت لي:
اا انا بب بصراحة مش حابب ابنك يتجوز بنتي
اتراك كنت تمزح وقتها حين قلت لي هكذا؟
!لم اعرف وقتها بماذا اجاوبك ولكن دموعي شرعت في
البكاء؟لماذا يارجلا احببته تفعل بي هكذا؟
دمرتني ووافقت !والان تريد ان تدمر طفلي ايضا؟!لماذا يارجلا
هويته طوال حياتي وعصفت بحبك زلازل بيتي فكنت خائنة لزوجي بحبك انت..
لماذا ياسيدي؟
وانا التي ظلت تبحث
عنك في كل قصص الرجال عن رجل يشبهك؟!لماذا تريد ان تهدم اخر ماتبقى بيننا؟!
فقلت لك:
وليه مقلتلهوش ده انت بنفسك النهاردة! ليه مقلتلوش انك مش
موافق على الجوازة دي!! ليييه قلتله
سيبني افكر وعشمته؟؟
فقلت لي:
الصدمة لجمتني! خلتني عاجز عن الكلام
فقلت لك:
وياتُرى ايه سبب الرفض ده؟! هل بسببي انا؟
فصمت قليلا ثم قلت:
ايوة
فصمت انا ولم استطع ان اجاوبك واغلقت السماعة
**********************************
من اين لك بقلب قاسي مثل هذا ياسيدي؟ اكان هذا جزاء انتظاري
وحبي وولعي؟ام ان عقابك مازال لم ينتهي بعد؟
لماذا جعلتني انهار من جديد بعد ما كنت رويتني بصوتك منذ
قليل؟مؤلم ماحدث بيننا الان..ومؤلم هو لحظة التقاءنا بعد فراق طويل..
وطفلي الصغير ماذنبه ان يتعذب لماضي اليم مشترك بيننا؟ماذا
فعلت الدنيا بقلبك؟اين ذهب رجلا كان يسكنك منذ عهد مضى؟
رجلا كان للرحمة عنوان؟ أمعقول فارقته ام ان هناك رجلا اخر
سكنك؟اين ذهب رجلا كان قلبه فيض بالحب والاشواق؟
ازرعت مكانه حديقة اشواك؟اهذا مافعلته بك زوجتك؟بدلت حالك
من انسان جميل الى شرير قبيح؟
اقتلت طفلا كان يسكنك واسكنت مكانه رجلا قاسي عديم الرحمة؟
لا اتذكر كم من ساعة قضيتها في بكائي تلك الليلة , كل مااتذكره بأنك لم تكن سوى
رجل اتعبني في حبه ثم رحل!!
***************************************
في صباح اليوم التالي كنت افطر مع طفلي الصغير وكنت اريد ان
اقول له كفاك حبا في انثاك الصغيرة فما عدت تملك صماميم قلبها ولكن قلبي لم يطاوعني ثم
قبلني قبلة سريعة وذهب ليرى مولاتك الصغيرة.. وبقيت انا افكر كيف افاتحه في
الموضوع ..
ثم قطعت حبل افكاري الخادمة تعلن بقدوم رجل وحين ذهبت
لارى من هو ذاك الزائر الغريب فوجدتك انت.اهذه مزحة ام ماذا؟
فقلت لي:
استنيت ادم يمشي وجيت اشوفك
نظرت لك ولم اجب
فعدت تقول لي:
انا اسف عن اللي قلته امبارح ! اا انا بجد مش عارف ولا فاهم
ازاي قلته
فقلت لك:
اتفضل اقعد
فقلت لي:
انا حقيقي مقصدتش اجرحك
فانتابتني ضحكة هسترية ونظرت انت لي بخوف ودهشة
فقلت لك:
انا اسفة لكن كلمة اجرحك دي ضحكتني اوي!!
نظرت لي باستغراب وقلت:
كأني بتكلم مع واحدة عمري ما عرفتها في يوم
فقلت لك:
وانا كأني انتظرت انسان عمري ما عرفته ابدا!!
ثم بكيت لاول مرة في حياتي منذ ان عرفتك لم ابكي قط أمامك ..
ولكن ها الزمن جعلك ترى دموعي لاول مرة منذ زمن طويل.
فقلت لي:
انا مش عارف ابتدي منين , بس الكلام كتيييير اوووي جوايا !
كل حاجة كانت خارجة عن ارادتي
ومش عارف اذا هتفهمي ظروفي وتقدريها ولا لا !
فقلت لك:
زمان كنت بفهمك وتفهمني لكن دلوقتي بقى ما بينا زمن طووويل
اووي زي السد محتاج مننا نهدمه
عشان نفهم بعض!
فقلت لي:
زي ما انتي متغيرتييش!!
فقلت لك:
محدش بيفضل زي ما هو يا ادم ! كلنا بنتغير لكن بتفضل جوانا
ملامح لينا زي بذرة النواة محصودة جوانا , مهما شوهتنا الحياة ومتاعبها , ملامحنا
بتبقى مرسومة !! ممكن غبار الحياة يخفيها لكن مع اول نداء من قلبنا , بيحي ذكرى
كانت على وشك انها تموت..
فقلت لي بابتسامتك المعهودة التي طالما اسرت قلبي:
افتقدت كلامك كتير اوووي
فابتسمت بعينان مغرورة بالدموع:
يا ترى كنت بتقرأ ليا؟
فقلت لي:
مفيش ديوان نشرتيه سيبته يعدي الا لما قريته!
*****************************************
اتعرف وقتها فقط سامحتك على غياب السنين وكأني بهذه الجملة
ماعدت اريد اي عتاب
كنت اتمنى لو ان تأخذني بين أحضانك وتذيب جبال من الجليد
بنيتها واسوار ارتفعت ضبابها حتى لا تراني ولا اراك في ليالي صيف حارقة.
واكتفيت بصمتي في وجودك فقلت لي:
انا فكرت امبارح في كلامي معاكي ولقيت ان دي انانية مني ,
خصوصا لما شفت ازاي الاولاد متعلقين
مع بعض عاطفيا , فجيت ع ععشان اسحب كلامي اللي قلته ليكي
امبارح..
فقلت لك:
مفهمتهوش امبارح عشان اسألك النهاردة ليه غيرت رأيك ؟!
فقلت لي:
خوفت على نفسي منك , خوفت من ماضي كنت قفلت بابه انه يرجع
يتفتح من تاني واحنا يادوب بنقول
يلا حسن الختام!!
فقلت لك:
وانا مش هسأل عن ماضي معدش ينفع نفتش في اوراقه لاننا هنتعب
اكتر .. وانا تعبت منك بما يكفي ودفعت حياتي كلها تمن التعب ده..لكن فيه سؤال واحد بس على الاقل من حقي افهمه !
فقلت لي:
احكيلي اتجوزتي ازاي؟ عن حب؟
فنظرت لعيناك واردت لو اقول لك بأن القلب لم يعشق سواك
ولكنني قلت:
لا‘ انا اتجوزت واحد اكبر مني بكتيييير
فتعجبت وقلت لي:
ليه كده!!
فقلت لك:
محاولة انتحار مني!
فقلت لي:
غامضة
فقلت لك:
تلميذتك!!
فقلت لي:
لسه فاكرة؟!
فقلت لك:
وهو انا كنت نسيت اصلا! حاولت انساك ولقتني بنسى النسيان
نفسه بيكون ازاي!!
فصمت قليلا ثم عدت وقلت لي:
انا عارف اني غلطت في حقك لما مشيت من غير سابق انذار لكن
كل حاجة كانت خارج ارادتي!!
قلت لك:
يا ترى جه الآوان عشان اعرف ولا لسه مش من حقي؟
انت:
زي ما خفت امبارح , خفت من سنين طويلة انك متفهميش موقفي ,
كنت مخير ما بين اتنين ! واحدة
ادتني كل الحب اللي اتمنيته في يوم من الايام واللي كنت
عمري ما احلم بيه وكانت مستعدة تشاركني كل
لحظة وواحدة تانية انا .....
ثم توقفت عن الحديث فنظرت إليك لتكمل ولكنك لم تستطع
فقلت لك:
وواحدة تانية جبانة , هربت من الحب !
انت:
مش عارف ايه بالظبط اللي حصل , بس انا مكنش ينفع اجي اقلك
اني همشي ... مقدرتش ... مقدرتش
ازعلها مني في يوم من الايام ولو حتى باعتذاري ليكي...
انا:
ايه اخبارها؟
..............................
استنوني الحلقة اللي جاية