كمانيليو

كمانيليو
قريبا في المكتبات

الأحد، 23 فبراير 2014

الحلقــــــــــة الثامنــــــــــــــة والأخيرة - النسيـــــــــــــان

(( الحلقة الثامنــــــــــــــــــــة والأخيــــــــــــرة ))

قلت لك:
ايه اخبارها؟
فقلت لي:
ماتت من عشر سنين
فابتسمت لك لانك فهمت من أقصد,عجيب ذاك العشق حين يجعلنا روح واحدة داخل جسدين
فقلت لك:
ربنا يرحمها ويغفر لها
فبدأت تشرع في الحديث عنها فأشرت لك بأصبعي ان تصمت:
انا اسفة بس حاليا مش قادرة اسمع أي حاجة عنها .. حاول تقدر موقفي
فقلت لي:
انا اسف بس حابب النهاردة افتح معاك صفحة جديدة واقولك اني موافق على خطبة ابنك لبنتي
فقلت لك:
ادم هيفرح كتير
فسألتني:
ليه سمتيه على اسمي؟!
فأجبتك:
اعتقد انت عندك الاجابة اكتر مني
فابتسمت ثم رحلت ..

***************************************

وجلست انا اشرع في دائرة ذكرياتي مرة اخرى فانا لا أملك سواها,حقا ماأصعب اللقاء بعد فراق دام طويلا .. اتتذكر حين كنت اغيب عنك يوم او يومين ماذا كنت تفعل انت او حين كنت تغيب انت ماذا أفعل؟
اتذكر اياما كنت مريضا فيها فنقطعت اخبارك عني وكنت ابحث عنك ولا اجدك واذ فجأة رأيتك أمامي فقلت:
معقووول
فقلت لي:
استني استني انا مش مستوعب
فقلت لك:
مش مستوعب ايه ؟ هو مين اللي اختفى؟ انا ولا انت
فقلت لي:
مش مهم , المهم انتِ ؟ عاملة ايه؟
فقلت لك:
انا الحمد الله وانت؟
فقلت لي:
انا كنت عيان شوية لكن دلوقتي الحمد الله بخير .. انت عاملة ايه؟ احكيلي عملتي ايه من غيري الايام اللي فاتت ؟
كنت دائما متشوق ان تعرف اخباري وكنت انا متشوقة أكثر لكن ماذا حدث حتى تقل اشواقنا تلك؟
هل الحب اخذك مني ام احزاني التي خبئتها عنك هي التي أخذتني منك؟ يارجلا اعشقه حتى في لحظات هذياني..ويارجلا عاش دوما في قلبي وكل امالي.. لو تعرف بمقدار حبي لكنت بكيت أمامي ولكن يكفيني بأنك عدت مرة اخرى الى ادراجي ,ويكفيني بانني اراك الان ولو مرة في الاسبوعِ لكن تلك هي هدية السماء لي,لا تتعجب فلو كنت تسأل القمر عني لقال لك بان هاتين العينين بكت اياما وليالي لفراقك وانها دوما كانت ترفع كفيها وتدعي لك حتى وان كانت هي اخر اهتمامتك!!
اشتقت لنفسي معك واشتقت لحالي حين كنت معي واشتقت لضحكتي حين اكون جالسة في ربوعك واشتقت لكلماتي حين تخرج لك..
اشتقت لايام جمعتنا بكل مودة وخير ولايام كانت صافية وكان اكبر همي وقتها بانك غبت عني يوم او يومين! اشتقت لذكريات جمعتنا بعنف المحبة والى ماضي اشرق ايام حياتي وكنت اعيش على امل ان يعود احبابه الى دنياي.
ولا أعرف لماذا طارت بي الذكريات حين فقدتك وطال فقدانك وانا لا اعلم عنك شي فجالت بخاطري اغنية كنت اغنيها دوما لنفسي
مشتاقة ليك حبيبي..واغلى من حبيبي
هيكون الدمع بختي..والجرح من نصيبي
لكن صعبان عليا..مبقاش فيه حد ليا
والدنيا ضلمة بعدك..والجرح هد فيا
وداع يامية خسارة..والمر زاد مرارة
في نار بتهد قلبي..وتلف الدنيا بيا
مشتاقة ليك حبيبي..وأغلى من حبيبي

********************************************

وخانتني دموعي فنزلت بلهيبها تحرق خدي وفجأة دخل طفلي وسألني:
مالك يا امي؟
فقلت له:
لا ولا حاجة افتكرت حاجة بس

فقال لي:
يبقى بلاش نفتكر حاجات بتخلينا نعيط!
فقلت له:
هحاول يا ابني لكن احيانا بتجتاحنا الذكريات قهر حتى لو مبقناش عايزنها!!
فقال لي بكل عفوية:
انسي يا حبيبتي
فقلت له بنبرة ممزوجة بالسخرية:
يارتني اعرف طريق النسيان منين !
فقال لي:
ايه؟
فانتبهت لنفسي وله وقلت له:
قولي صحيح ايه اخبار خطيبتك؟ مقلتليش؟
فقال لي:
كلمتني النهاردة وقالت ان باباها موافق
فقلت له:
ايوة منا عارفة جالي النهاردة وقالي
فقال لي بانبهار:
وليه مقولتلييش من بدررري!!
فقلت له:
معلش اتلهيت ونسيت
فقال لي بحيوية:
المهم قوليلي بقى هنروحلهم تاني امتى عشان نلبس الدبل؟؟
فقلت له:
لما يأذن ربك


*********************************

كانت اول مرة ارى فيها ابنتك تلك الليلة التي كنتم لدينا فيها وحين رأيتها اسرت قلبي من أول وهلة فهي ماشاء الله وتبارك الذي خلق جمالها كجمال بدر في ليلة اكتماله,كانت في قمة الجمال والرقة وعلمت لماذا خطفت قلب طفلي كما خطفت انت قلبي
فمن يراها يقع في شباك انوثتها الطاهرة ورقة جمالها البريء..عجبت لك يازمن حين أعشق ابنة من سلبتك مني!!
صافحتها بحرارة وقلت لها:
ماشاء الله زي القمر
فجاوبتني بحياء:
شكرا
ثم نظرت اليك وقلت لك:
بنتك زي  القمر ماشاء الله
فقلت لي:
وابنك احلى
فشكرتك بصمت على اسلوبك الراقي الذي لطالما سحر قلبي..
كانت ليلة لا تنسى أبدا فتلك الليلة وبسبب عشق طفلي لطفلتك جمعت شملنا مرة اخرى.
وبعد اسبوع خطب ابني ابنتك في حفلة جاء اليها الجميع وهنأني الجميع حتى أنت على خطوبة ابني لابنتك,الكل كان يبتسم ويغني ويفرح وانا كنت  اسكن ركن في اخر البيت انظر الى طفلي وزوجته المستقبليه ومن ثم انظر اليك!وكأنني مازلت لا استوعب حقيقة مايحدث من حولي!!
وكأنني لا اصدق بأنني اسلم طفلي وبرضائي الى طفلتك!او ليست تلك التي كانت والدتها في يوم من الايام عدوة لي!او ليس هي من خطفت قلبك من بين احضاني اليتيمة؟
فلماذا اسلم طفلي الى ابنتها اليوم؟ ولكن لماذا اقسى على قلب طفلي؟لماذا اجعله يتذوق مرارة كأس الحرمان الذي تذوقته
في بعدك عني؟ولأنسى الماضي قليلا او لاضعه على جنب ولافرح بطفلي الوحيد وقلبي الذي ينبض على الارض.
مر شهرا بعد خطوبة اطفالنا ولم أشعر به وانا كل يوم أراك حيا أمامي,أراك تقف أمامي وليس ذكرى ,اسمع صوتك وتسمع صوتي,وانفتح جرح قلبي القديم وكأنني قد كنت شفيت منه..وصرخ القلب المسكين ارحميني ياصاحبة الجلالة وقفي عن عشقه فما عاد عشقك يرويه,ارحميني ياصاحبة الكلمات والقلم ولتكتبي نهاية هذا الفصل العتيق ولتغلقي ابواب الماضي دون الرجوع اليه.
ولكن كيف؟ان كنا لا نمتلك اسرار عواطفنا فكيف اتحكم في دقات قلبي التي ماعادت تنبض الا لسراب عشقك!
ان كان عرف قيس حلا لجنونه بليلى لما مات من قهر عشقه,وان كان عنتر قد وجد سبيلا في حبه لعبلة لما دونت قصتهم في انبل قصص الوفاء!!
ولو وجد روميو مفتاح لمشكلته مع جولييت لكنت وجدت طريقا لنسيانك!فلا هم وجدوا حلولا ولا انا وجدت انصاف حلولهم!


****************************************

ولم تمر شهورا كثيرة حتى اتممنا مراسم زواج أطفالنا وبقيت انا وحدي في بيتي اسرق من عمري اخر لحظاتي وماتبقى لي من ذكريات
وكنت تتصل بي تطمئن على حالي من فترة لفترة وفي يوم أتاني رجلا طلب مني ان اكتب مذكراتي كمذيعة وكاتبة مشهورة فقلت له:
ايامي انا كفيلة اني اعرفها او الناس القريبين مني لكن معتقدش في حياتي فيه شيء يُذكر!
فقال لي:
ايوة بس صدقيني الفكرة دي روعة خاصة ان ليكي جمهور كبير وشايفينك غامضة وحابب يتعرف عليكي
اكتر!
فقلت له:
اللي يعرفني بجد هيعرفني باي طريقة مش من كتاب متزين وصفحات شايلة نص ذكرياتي والنص التاني
وقعت سهوا مني..

فلم يستطع ان يقنعني بل اقنعته انا عن فكرتي ومن ثم قلت له:
لكن اوعدك اني اكتب اول رواية ليا
فقال لي:
اسمها ايه؟
فقلت له:
النسيان!
فقال لي:
عنوان يجذب الانتباه!!
فقلت له:
ومين فينا مكنش عنده موعد مع النسيان؟؟
ثم قال لي:
وانا وكل الجمهور منتظرين بأذن الرحمن..


***************************************

صحوت اليوم التالي على صوت طرقاتك لبابي وحين فتحت وجدتك تحمل ابتسامتك العذبة معك ..
ممكن ادخل؟
انا:
اتفضل طبعا
انت:
عارف اني جيت فجأة , بس حقيقي محتاج اتكلم ممكن؟
انا:
غريبة؟
انت:
حسيت انك محتاجة تعرفي حجات كتير
انا بتعجب:
دلوقتي؟! بعد كل الوقت ده كله؟
انت:
انا لما مشيت من حياتك فجأة زي ما قلتلك فده عشان هي طلبت مني كده
انا:
طب كنت اعتذر؟ مكنتش طالبة اكتر من كده؟ قوولي انك ماشي وانا هقدر
انت:
حتى الاعتذار ده وقتها مكنش حقي
انا:
بس كان حقي انا؟؟
انت:
كان حقك بس زي ما قلتلك مكنش ينفع اخسرها هي ‘ انا اسف صدقيني الوضع كان صعب والقرار اصعب

نظرت اليك فوجدت داخل عيناك حديثا طويلا ولكنك صمت عنه للمرة الثانية !

*******************************************

أغلق اخر صفحاتي في قصة دونتها بقلمي وبذكريات أيام حياتي أكتبها من أجلك انت فقط..
كما كتبت كل دواويني لك ولكن هذه المرة أسرد اليك واقع لربما لم تشهده في قصتنا معا,حتى وان كان قد فات قطار الحقيقة لكن وجدت انه من حقك ان تعرف حقيقة فتاتك وأن لا تظلمها اكثر وأن تعرف بأنني أحببتك حتى أخر أنفاسي..
وحتى لو لم تشعر بحبي أبدا فيكفيني ذكريات جمعتني بك ويكفي بأنك من استهلك قلبي حتى أخر رمق لي ويكفي بأن عيناي لم تشهد أروع من عيناك ولن تشهد,ويكفيني بأنني أخذت من وقتك ولو بضع من الثواني ,بل ويكفي بأنني بسبب عشقك دون قلمي العديد من الدواوين واصبحت عاشقة غامضة لرجل مجهولا أقتحم أسوار دنياي ولا يعرفه أحدا سواك.
ويكفي بأن الله منحني طفلا رجلا يشبهك جعلني أصبر على مرارة فنجان قهوتي..
وكتبت اليك اهداء خاص على طبعتك التي سوف أهديها اليك ولكنك حين تعرف الحقيقة وحتى تستوعبها فلا تتاخر على قلب يتيم طال انتظاره لك...
أعشقك ياهذا ولا اخجل في تصريحي مباشرة بعشقي..فحرماني منك جعل مني امرأة جريئة
وها انا اعترف لك واعترف لجميع البشر بأني وبكل قواي العقلية أحببت هذا الرجل وسأظل امرأته وحده

**********************************************
اغلق صفحات القصة وظل يبكي على امراة احبته بشده فماتت دون حتى ان تسمع منه كلمة أحبك ياامرأة خالدة في عصور ذذكرياتي  وياامرأة عصفت بأمواج نسياني..ومن ثم فتح غلاف القصة مرة أخرى وظل يكرر جملة كتبت في مقدمة القصة
أنت وحدك من بين الجميع تعرف هل هذه القصة حقيقة أم خيال؟!!!


النهايـــــــــــــــــــــــــــــــة