أولا زي ما قلت في البيج القصة دي قديمة جداااا وكتبتها زماااان فبعتذر عن اسلووبي الكتابي فيها لان مكنش لسه اسلوبي نضج اوي واكيد اسلوبي فيها متغير كمان ..
النسيــــــان - الحلقـــــة الأولــــى
النسيان..ذاك الشعور الذي يتسلل الى ذاكرة الانسان فيأخذ من عمره ويرحل
به الي عالم ابعد من خيالناا.الكثير منا يقضي
عمره كله حتى يتذكر لحظات ولا يستطيع والبعض منا يقضي عمره كله حتى ينسى ويأبى العقل
ان يطيعه في النسيان,فنتسأل هل النسيان لعبة الحياة معنا؟ ام انه لعبة القدر
الذي يحبسنا بين أطلال ذكرياتنا؟
ولماذا نصبح أحيانا فريسة ذاك النسيان العتيق؟ لماذا فجأة نتحول الى عصفور
هش بين قضبان سجن النسيانِ؟
المؤكد انه نعمة من الله وأحيانا يكون نقمة لانسان لايستطيع ان يلقي ببعض
من ذكرياته في قمامة النسيان .فيدور
في دوامة ذكرياته المعلقة ويخنقه حنينه الى ماضي اصبح سراب.وقصتي معك كانت في صراع طويل
في دوامة النسيان والايام,فلطالما حاولت ان اطويها في صفحات زمني العتيق,ولطالما
حاولت ان اقتلها بأنياب نسياني!!ولكن أبى عقلي وقبله قلبي ان يطويك بعيدا عن ذكرياتي وأمالي..
فكنت دائما صورة لذاكرة معلقة بحشايا القلبِ..صورة ابت ملامحها
ان تتغير مع الوقت وظلت راسخة في شباب
العمر حتى وانا في اخر رحلة الشيخوخة.. كنت أكبر وتكبر معي ذكرياتي وأفني عمري بعيدا عنك وكنت أقتل كل ماتبقى
في مجلد حياتي من ايام مضت..
الا انت بقيت خالدا في علقم سحابة عمري وها انا اودِع للعالم كله اخر كلماتي وقد انتهيت من كل ماتبقى لي من احلام
وامال وعمرا افنيته في خدمة الجميع. ولم يتبقى سوى طفلك الوليد بداخلي الذي ظل
ملازمني ولم يتركني حتى الان!!
***********************************
انظر الى نفسي في المرأة واجد الشعر الابيض قد بدأ ينهش عمري فأرى في
عيناي ومضة ضوء اخيرة باتت كالشبح تظهر كل حين
واخر.. أتذكرك وكأني قد نسيتك يوما!! كيف لنا ان نتقابل بعد هذا العمر
الطويل؟! وكنت قد يأست ان ألقاك مرة اخرى بعدما أضعتك؟
أهذا عقاب الزمن أم انك قدري كما قلت لي سابقا!! أتتذكر ؟؟ حين سألتك
بالماضي من انا لك؟
فأجبتني : انتي قدري اللي عمري ما قابلته في يوم !
لكم كنت غامض حتى في اجوبتك يا حبيبي ولكم كنت قدرا صعب المنال!!
لم أفهم وقتها معنى كلماتك وقلت لك: ازاي ابقى قدرك وازاي مقابلتنيش
في يوم ؟! انت عايز تجنني؟!
قلت: هيجي يوم وتفهميني فيه
كنت دوما احب ان اسمعك ‘ انت
فقط ‘ كنت اشعر في حروف حديثك معنى الامان ‘ معنى الاحتواء.
وكنت اغار جدا من ان يشاركني
اللقب انثى غيري ومع ذلك تركت الكثير من غيرك ان يشاركوك وتركت الكثير من غيري ان يشاركوك في قلبك الحنون.. وياليتني لم أفعل وياليتني اخذتك من
يدك وذهبت بك الى بعيد وتزوجتك فبت رجلي وبت انا طفلتك..
لماذا تركتك؟ وانت كنت قلبي؟
ولماذا قبلت الانسحاب من حياتي وانت تعلم جيدا بانك كنت الحياة؟ لماذا خشيت عليك من نفسي وقد كنت نفسي؟؟؟ ولماذا لم احارب مخاوفي الهشة من اجل حبك
الذي لم احظى يوما به ولن أحظى!!!
أتذكر من اربعين عاما حين قابلتلك اول مرة فشعرت باحساس غريب لم اشعر به
من قبل؟,
رأيت في عيناك حزن قابع ممزوج
بوحدة انسان يصارع الدنيا وحده لا يملك من الاسلحة سوى طيبة قلبه التي اُقسم بانني
لم ارى مثلها حتى يومي هذا.
نسيت اسمي وكأن النسيان قد بدا لعبته معي منذ ان قابلتك فانساني من انا
وانساني همومي وكل أحزاني وتذكرتك
انت فقط,تذكرت انبل
عينان قد اراهم في حياتي‘ عينان بهم هدوء الطبيعة وسحر العقل. وجئتك عطشة بحناني ..مازلت اتذكر ذاك اليوم
وكأنه كان وليد لحظة اليوم ولكن هل تتذكره أنت؟
حين رأيتك قلت لك لماذا أرى في عيناك كل هذا الحزن؟ فابتسمت قائلا: ومين فينا الحزن مخبطش على بابه؟
ولكنني وجدت في عيناك شكرا. مازلت اذكر نظراتك لي وقتها وكأنك وجدت في
كلامي طوق نجاتك, بل وكأنك كنت تريد ان تأخذني
بين أحضانك وياليتك فعلتها!!ولكن ليس للندم الان طريق بيننا..
وبدأت تحدثني عن نفسك وانا ظللت أسمعك..كنت تتحدث لي وكأننا كنا نعرف بعضنا
منذ ان ولدنا لم أشعر قط بأنك
غريب وانني لتو قد عرفتك ولم تشعر انت بانني غريبة اقتحمت اسوار غربتك الحزينة.
**
مرت الايام واكتشفنا بان كلا منا يعرف الاخر أكثر من نفسه فكنت أعرفك أكثر
من نفسك وكنت تعرفني أكثر
من نفسي وتعاهدنا على الصدق والوفاء وأن نبقى تؤام أفكار بعضنا,كان كل
من يرانا يحسبنا أقارب وكنت اتسائل دوما
هل كنت تشبهني الى هذا الحد او اكنت انا اشبهك الى هذا الحد؟او هل روح
أخلاقنا كانت تشبه بعضها الى هذا الحد.
كنا نتشابه
كثيرا كثيرا يا رجل قُدر لي ان أقابله ثم أتركه ليرحل معه عقلي وأجن من بعده!!
كنت انت ترسم لوحاتك وكنت اشاركك بالكتابة
عليها وكاننا كنا نصفين أكملا بعضهم البعض. كنت افرح جدا حين يقول
الناس عنا باننا تؤام في الروح! لانك دوما
كنت وستظل تؤام أفكاري وقلبي التؤام الذي لم يشاركني حبي!!
كنت تسمعني حتى في صمتي,لم يقابلني حتى هذه اللحظة انسان مثلك يفهمني من نظرة ويسمعني في صمتي,يفهم اشاراتي ويفهم
نظراتي,يعاتبني بالهمسِ,ويشرح أحوالي دون ان انطق..لم أقابل رجلا حللني ببراعة مثلك,بل واستطاع ان يقتحم اسوار عقلي
وافكاري,فكنت اجد معك كل سبل راحتي.كنت في حضورك أكون انا على طبيعتي طفلة
مرحة تقفز سعادة بين حضن كله امان وحنان
كنت استمتع وانا احكي لك بالتفصيل عن يومي واستمع لك وانت تحكي عن يومك,كنا
وجهان لعملة واحدة
خلقنا من امهات مختلفة ولكن دوما كنا قلب واحد!!
نعم سيدي مازلت اتذكر حديثنا الرائع الفارغ من أي تفاصيل مُهمة! ولكن
للحديث معك اهمية ورونق خاص..
أتذكر حين قلت لي يوما: .....
انتظروني الحلقة الجاية .....