**************************************
(( الحلقــــــــة الخامســــــــة ))
واشتهرت كألمع مذيعة في عالم التلفاز وأصبح عمري سبعة
وعشرون عاما ولم أتزوج وكان الكل يأس من أن اعيش قصة حب كما أتخيل فقررت الانتحار وأن اتزوج
رجلا يكبرني بثلاثين عاما لمجرد فكرة ان لا اجعله يلمسني كثيرا..
فتلك الفكرة كانت تجعلني أشعر بالتقزز وانا من عهدت نفسي
انك انت فقط من تملك شأني,ولكن الزمن ياسيدي حين يقرر ان يلعب لعبته معنا!
وهكذ وافقت ان اتزوج من رجل, الموت يطرق ابوابه في اي لحظة
حتى لا يستمتع
بحق ليس له وقضيت أول ليله معه في صراع داخلي فظيع وكأنه
بركان جعلني انهار عصبيا ..
لاصحو اليوم التالي واذ
بي أرقد في
مستشفى نفسي! ونصحوا زوجي ان ارتاح نفسيا لان ما اصابني هي
صدمة عصبية عنيفة.
او ياترى تأخرت هذه الصدمة ولم تأتيني الا بعد ان سلمت نفسي
لرجلا يكبرني بثلاثين عاما؟او ياترى هذه
الصدمة بسبب
انني منحت نفسي لرجلا سواك؟او انه صدمة بانني عاقبت نفسي ونمت بين أحضان زوج لا
امتلك له
اي مشاعر سوى انه رجل أناني مقزز!فكيف طاوعت نفسه ان يتزوج بانسانة تصغره كل هذا
العمر؟
وأين انت مني الان؟ هل انت في احضان زوجة تحبك وتحبها؟هل
وجدت نصفك الاخر؟
وكيف تقبلها؟ هل تراك تقبلها بعنف حرمان رجل مثل رجلي؟او
انك تقبلها بحنان فارس متعطش لاميرته؟
وانا اين انا من نفسي بعدما منحت ريعان شبابي لخريف رجلا
تحدى سنه فذبح انوثتي امامي
يقول الطبيب صدمة عصبية عنيفة ولايعرف سببها ؟!او ليس يسخر
مني ومن نفسه هذا الطبيب؟!وكيف
لا يعرف سببها ؟؟ فحين ان نظر الى شعر زوجي الابيض والى
تجاعيد بشرته ونظر لبشرتي الناعمة
وعيناي التي ذبلا بدموعي سيدرك بان صدمتي تلك‘ حين بعت نفسي
وسلمت جسدي لرجل عجوز أخرق نهشه!
أي انتحار هذا الذي أقدمت عليه؟ حين وافقت ووقعت على مماتي
بيدي !اي جنون صاحبني حين اردت ان
انتقم منك فانتقمت
في نفسي!!واي حب هذا الذي جعلني افقد موازين عقلي!فاحبس نفسي بين انياب رجل اكره
حتى ان
انظر اليه؟
*******************************
اتقفت مع زوجي بان لكلا منا حجرته الخاصة وانني مريضة نفسيا
وانه لا يستطيع حتى ان يلمسني..
وشعرت في عينيه نظرات اتهام لماذا تزوجته اذ كنت امقت حتى
ان تلمسني يديه!واصراري على انه
لا يطلقني حتى؟! ولماذا هذا العذاب الابدي الذي منحته لنفسي
ومنحته اياه؟ولكنني رحمته واذنت له بانه اذا
اراد ان
يتزوج غيري فليتزوج ولا اعرف لماذا كنت اقدم على فعل اشياء انا نفسي لا املك
تحليلها!
ولكن ايقنت بان اي حياة من بعدك هي درب من دروب العذاب
وانني قادرة على تحمل اي صعاب الا فراقك.
ولكن الله اراد ان يعذبني فحملت في طفلي الاول والاخير..
طفلي كان ثمرة الليلة الاولى والوحيدة التي جمعتني برجلي ! وسعد زوجي كثيرا به
وكانه كان ينتظر احد يونس
حياته تلك التي كتبتها له,وظل يعاملني
بحنان اب لابنته حين تمرض وكنت انا اكتفي بان اجعله يقبل
جبيني ولكن
حين يحاول اكثر من ذلك فأنفر
بعيدا عنه,في يوم صرخ بوجهي وقال:
اذا كان وجودي مقزز لهذه الدرجة بجانبك فلماذا تزوجتيني؟
نظرت له نظرة اخرست كل الكلام بداخلي وبداخله واجهشت من
البكاء
فاتاني بحنية وقال:
اعتذر منك حقا
وكانه ادرك سبب زواجي منه ولانه كان رجل ذو قلب طيب قال لي:
لو عايزة تنفصلي انا مستعد لكن متحرمنيش من اني اشوف ابني!
فقلت له:
لا انا مش عايزة اتطلق والطفل اللي هييجي هنربيه سوا واوعدك اني اخليه يحس اننا اسرة سعيدة
نظر لي نظرة شكر وامتنان ونظرة رجل ضعيف قتلت امرأته اخر ماتبقى له من
كبرياء رجل وتركني
وذهب الى حجرته وهكذا كنا نعيش تحت سقف واحد لايعلم احدا منا
اي شيء عن الاخر سوى المعلومات القليلة,وكنت أظل انا حبيسة جدران غرفتي اتحسر على طفلا سوف يأتيني بعد بضعة أشهر
كنت افكر فيه وافكر فيك,اتراك انت الاخر
سوف تصبح أب؟ وماذا ستنجب ابنة ام ابن؟وماذا ستسمي المولود؟
هل تتذكر حينما اكتشفنا باننا نريد ان نسمي
بناتنا نفس الاسم حنين..أترانا كنا نعرف دون ان نعي بان لن
يبقى بيننا سوى الحنين!وانا ماذا سأنجب
هل سأنجب طفل يشبهك حتى وان كنت ليست ابوه؟او انني سأنجب
طفلة اسمها حنين وهي ثمرة حنيني اليك؟
كنت أبكي واتساءل هل ليلة واحدة كانت ثمرتها طفل مسكين
بأحشائي سيولد لام مريضة وأب ينهش الموت جسده؟
او انه عقاب الله حين يصدر على عباده؟او ربما كانت هذه هي
رحمة الله التي لم أدرك معناه الا مؤخرا!
عجيب هوقدر الانسان حين يضعه في مفترق الطرق.
*********************************
اتى طفلي الى هذه الدنيا و فارقنا والده بعد بضعة أيام من
ولادته وكأنه لم يعد يستطع تحمل الفرحة
فتكفلت بتربيته وحدي,كنت اراك في طفلي فهو يشبهك كثيرا
واخترت له اسمك حتى اردده دوما في الجهرِ دون خوف..
عيناه تشبه عيناك تلمع في صداهما براءة الرجالِ,وشعره نفس
لون شعرك!
اتراك حبيبي اذا رأيته ستقول بانك انجبته دون ان تدري.اترى طفلي يكبر اطفالك
ام العكس صحيح؟ام انك تزوجت من انثى عاقر لاتنجب؟
احتضنت طفلي وكأنني احتضنك انت ولكن هذه المرة لن يهرب طفلي
مني كما هربت ياسيدي.
فانا والدته من حقي ان ارعاه ومن حقي ان اراه يكبر يوما بعد
يوم ومن حقي ان احتضنه بشتى الطرق
واينما كان ومن حقي ان اساله وان اعاتبه وان اغمره بحناني
وشوق دام حبيس الجدران لسنين طوال
ام انت فليس من حقي حتى ان ابحث عنك او ان اسمع الى صوتك....
كان حلم حياتي ان يكون طفلي فتاة فاسميها حنين كما كنا نحلم
دوما ان نسمي أطفالنا حنين..
حتى عاداتنا مازلت معلقة بجدراني كصور لاناس من الزمن
البعيد.ولكن هناك بعض من العادات لم أعد امارسها من بعدك!
*********************************
أتتذكر حينما كنا نعود من الجامعة متعبين ومنهكين فكنا ننام
في الحافلة ام الان فانا اخشى النوم
من بعدك فكيف انام وانا لا اعلم هل انت تنام جيدا ام
لا؟وكيف يغمض لي جفن وانا لا اعلم هل انت بخير
من دوني او لا؟ حمقاء تلك الانثى حين تعشق رجلا ليس من حقها
فدوما تظن بانه ليس بخير دونها بينما هو
في أحضان امراة غيرها,يتنفس من حب امراءة سواها وينتهل من
نهر عشق غيرها وتظل هي تبكي رجلا اختار
سواها واختار حياة اخرى بينما هي تنتظر ان يأتيها الى محطة
انتظارهم القديمة فيمر قطار العمر دون ان يأتيها ودون ان تفعل شيء سوى
الانتظارِ!!
اي جنون وهم هذا الذي اخذني الى ذكرياتي من جديد فسبقتك الى
كوخ كنا بنيناه فوق تلال الرمل على شاطىء البحر وكأنني سوف اجده مازال موجودا
لم تجرفه أمواج البحر الى مكان بعيد او لربما دفنته كما ندفن بعد الموت,ويحللنا
الموت فنصبح رماد.
أتراني اصبحت رماد في ذكرياتك؟ام انك بنيت لامراتك هذه عش
الزوجية فوق رماد احتراقي
دون ان تنتبه بأنك سحقت امراءة اخرى كان كل ذنبها أن تحميك
من قلبها المريض!
وعلى غفلة من الذكريات اتاني صوت بكاء طفلي فأيقظني من
دوامة ذكرياتك التي تحاصرني وذهبت اليه
احتضنته وهمست باسمه واسمك معا وقلت له:
وحشتني اوووي يا أدم
اتراني كنت أقصده هو أم اقصدك انت؟
**************************
فنيت باقي عمري في تربية طفلي وحدي وكأنني كنت لا أريد احد
ان يتقاسم معي "أدم" تلك الصورة المصغرة منك فهو يشبهك كثيرا ولا أعرف كيف؟! أتراه شرب مني كل
ذكرياتك التي كانت بداخلي؟لا أعلم لذلك احتفظت بحق تربيته لي وحدي انا فقط.
ربما اكون قد خسرتك انت ولكنني لن أسمح لاحد اخر ان يعبث
معي ويأخذ مني طفلي الاول والاخير وشبهك الصغير,كان أدم هو روحي التي تمشي على الارض كان يكبر
واكبر انا معه وكان يخط طريقه في هذا الزمن العجيب وانا اخط ذكرياتي معه ومعك
ومن ثم عدت مرة اخرى الى العمل حين كبر ادم قليلا ودخل الى
المدرسة وعدت اعمل برنامجي المشهور حديث من القلب
هل كنت تراني؟ هل كنت من احد معجبيني وانا لا اعلم؟ام انه
سراب عاشقة اضاعت كل مالديها من امال.
اترى كان لقائنا عبر شاشة التلفاز؟ هل تعلم بانني كل حلقة
كنت انتظر ان استمع الى صوتك مثل باقي الجمهور!
***********************************
كنت املك امل يجعلني كل مرة امارس حقوقي الانثوية
في أن أظل أمامك دائما. وكان لدي يقين يجعلني اصبر على حياة فارغة مثل هذه بانك في
يوم من الايام سوف تعود..
ولا تسألني لماذا كل هذا اليقين او من اين جئت بصبرا كهذا
في انتظارك!لانني لا أملك جوابا.
اشتهر برنامجي حديث من القلب وكان حديث من قلبي اليك بان
تراني وتعود لي كسابق اوانك
كانت رسالة خفية وامام مرأى الجميع علي استطيع في استيقاظ ذكرياتي تلك التي دفنتها في قبورك وأعيدها مرة
خرى الى حياتك,لا تلومنني اذا كانت
طفلتك البريئة كبرت واصبحت أنثى عمياء في الحبِ,فهي دوما كانت تشعر بانها تخوض
معركة مع الحياة بأن تجدك قبل
فوات الاوان.
مرت الايام وشهرتي ازدادت وقررت ان اعود الى وطني مع
طفلي,ان اعود الى وطن كانت تسكنه ذكرياتنا معا
كان شوقي وحنين يدفعني دائما الى هذا الوطن الذي كنت ظننت
بان مجرد خروجي منه هو خروج ذكرياتك مني ولكن كانت تلك من احدى حماقاتي!
وعدت....
استنوني الحلقة اللي جاية