كمانيليو

كمانيليو
قريبا في المكتبات

الثلاثاء، 30 سبتمبر 2014

الحلقــــــــــة الثامنـــــــــة من جزيــــــرة الـــلالا

الحلقــــــــــة الثامنـــــــــة

ولسه هترد لارا تلاقي عادل واقف وبيقول:

-         في ايه يا بنات؟!

تبص ريم بتوتر ليه وبعدين لـلارا وبعدين تبص في الارض .. فيبص عادل بحسم للارا
ويقول:
-         تعالي يا لارا عايزك !
ويمشي ويسيبها واقفة وقلبها دقاته بتدق بسرعة فتبص ليها ريم بإحراج شديد وتمشي من سكات..

***********************************


وبعد خمس دقايق تكون لارا قاعدة مع عادل في الكوخ بتاعه ومستنية يتكلم ..

يبص ليها بخوف وحنان في نفس الوقت ويقول:
-         حبتيه يا بنتي ؟
-         .....
-         حبتيه ؟
تتكسف لارا اوووي ومتبقاش عارفة ترد بإيه وتكون خايفة جداااا فيقولها:
-         انا طول عمري بثق فيكِ يا بنتي .. جاوبي ومتخافيش .. انتِ عارفة اني بسيب الحرية المطلقة
ليكم..
تبدأ تدمع لارا وتقول:
-         انا عارفة انه صعب احب حد من برة جزيرتنا يا والدي بس غصبن عني ! كل ما كنت احاول
ابعد افتكرك وانت بتقولنا من واحنا صغيرين .. العشق غلاب يا ولادي ... والاقي قلبي بيدق
والله غصبن عني !!

يسكت شوية وبعدين يطبطب عليها برقة ويقول:
-         يا بنتي انا مش بمنعك من حبه ‘ انا بس خايف عليكي لتتجرحي في النهاية .. وانتي عارفة قوانينا .. يعني لو اختار حاجة غير اللي احنا عايزنها مش هينفع !
-         عارفة يا والدي .. بس عندي أمل يا والدي تحصل المعجزة !!
-         مع واحد صعب زي أيهم؟! مش عارف اضمنلك ...
-         يعني انت مش زعلان مني يا والدي
-         يا بنتي انا عمري ما حجرت برأي على حد هنا في الجزيرة ! دي حياتنا وده اللي اتفقنا عليه
وعاهدنا بعض عليه .. كل واحد هنا له الحرية المطلقة طالما ما بتجيش على باقي اللي هنا..

ويبص ليها جوة عيونها جامد زي ما بيكون بيحاول يقرأ ما بين عيونها كلام كتير خايف يشوفه ..
فتبتسم ليه لارا بهدوء وتقول:
-         متخفش يا والدي عمري ما هكون زي محسن
فيحضنها عادل ويطبطب عليها ويبوس جبينها ويقولها:
-         ربنا يجبر بخاطرك وميكسرش قلبك ابدا
-         ادعيييلي يا والدي
-         بدعيلك .. ولو احتاجتي اي مساعدة مني .....
فتقاطعه لارا وتقول:
-         لا يا والدي انا عايزة الموضوع ده يكون كامل التصرف ليا لوحدي ..
-         ماشي يا بنتي ..

************************************


بعد يومين تكون سها بلغت الشرطة والشرطة تبدأ بالبحث عن أيهم .. تكون  سها قاعدة مع جدتها اللي عمالة بتعيط واحمد قاعد معاهم ..
-         خلاص بقى يا تيتا ابووس ايدك بطلي عيااااط
-         يعني هيكون اختفى فين يا سها
-         البوليس بيدور يا تيتا
-         يا حبيبي يا ابني !! احنا اللي طول عمرنا مهملينه وهو يا حبة عيني تلاقيه طفش
-         طفش ايييه بس يا تيتة!! بنقولك كان طالع الغردقة واختفى!!
-         ايوووة يبقى طفش يا ضنايا
تبص سها بتعجب لاحمد اللي يشاور ليها بانها تعدي كلام الجدة عشان تريّحها .. فتقول بصوت
واطي:
-         ده انا اللي هطفش!!
-         يااااريت يا تيتا يكووون طفش وميحصلهووش حاجة
فتصرخ الجدة وتقول:
-         يالهووووي أيهم مااااله؟ ماااااله يا سها أماااانة عليكي لا تقوليلي!!
-         يااااااااااااربي!! يا تيتا ابوووووس ايدك بقى هو انا لو اعرف كنت هفضل مرزووعة هنا
عمالة اضرب اسداس في اخماس!!
-         طب يا بنتي ما تسألي اي زميل ليه في الرحلة اللي طالعها دي
-         تيتا عشان بس تعيشي معانا ع نفس الكوكب ! أيهم منعرفش صحابه اللي كان هيسافر معاهم!
-         يعني مطلعش الرحلة!؟ يبقى نايم في بيته وانتي تلاقيكي مخبطتيش كويس يا سها عليه !
اصل يا حبة عيني نومه تقيل..
-         تيتاااا أيهم مش في البييت ولا في الشغل ولا في اي حتة احنااا نعرفهااا .. ارتحتي
-         يبقى اتخطف !! مكنش يووومك يا ضنايا
تبص سها لاحمد وتقوله:
-         قوم روحني فورااا يا أحمد!!

*********************************************


في الجزيرة كانت الشمس منعكسة بأشعتها الذهبية على موج البحر الازرق الصافي وكان الورد
اللي بيتزرع بدأ يفتح ويزدهر .. لارا وسالي كانوا قاعدين والاطفال حواليهم بيرسموا
وكان كلهم لابسين تي شيرتات بيضا وبعدين لارا بصت ليهم شوية وقالت :
-         يلا كل واحد يختار لون ويختار صديق او صديقة ويلون تي شيرت اللي معاه باللون اللي
شايفه يليق على اللي معاه وبعدين يقولنا ليه ..
يجي أيهم ويتفرج عليهم من بعيد ويستغرب اللي هما بيعملوه فيروح ويقعد جمب لارا ..
-         صباح النور على أحلى ابتسامة عيني شافتها
تبص لارا ليه بخجل :
-         صباحك كله أمل يارب
-         ايه بيعملوا ايه كده؟!
-         دي زي ساعة بنخليهم يعيشوا جوة الألوان ومعانيها
-         نعم!
-         يعني بنخليهم يجربوا احساس كل لون
-         أهلا وسهلا ! ايوة وده ايه لازمته! عندكم الوان زيادة مش عارفين تودوها فين يعني مثلا؟!
-         لا طبعا !! الألوان حوالينا وفي كل مكان بتأثر جدااا على نفسية الواحد ! واحنا بنحاول
نستخدم ده بشكل إيجابي على الأطفال !
-         هو ليه التركيز اووي عندكم على الاطفال
-         عشان هما دول اللي هيكملوا مسيرة الجزيرة ! زي ما احنا دلوقتي بنعمل هما هيجي عليهم الوقت ويعملوا ده مع الاجيال اللي جاية ! الجزيرة دي فكرة عايشة ومستمرة طالما عارفين
كويس يعني ايه انتماء ! والانتماء نابع فعلا من جوانا ..
-         بس اكيد هتلاقي حد بيتمرد زي محسن
-         ده  اكيد بيبقى وارد بس بنسبة قليلة وبنحاول نعالجه بسرعة ! بس احنا مع محسن مخدناش
بالنا فعشان كده عقبال ما حاولنا نعالج كانت فترة وأزمة وعدت !!
-         طيب وهما بعد ما بيلونوا على لبس بعض زي العبط كده هيعملوا ايه بقى؟!
-         اصبر وشوف
وبعد دقايق تقول لارا ليهم:
-         يلا كل اتنين يطلعوا هنا بالدور ويقولي لون ايه وليه
فيطلع محمود ومعاه تالا ويقول:
-         اناا لونت تالا باللون الأزرق
-         طيب واشمعنا اخترت اللون ده بالذات ليها
-         عشان هي شبه موج البحر ده
ويشاور على موج البحر الصافي ‘ فيبتسم أيهم تلقائي على طريقة تفكير محمود وبعدين تالا
تقول :
-         وانا لونته بالاصفر
-         ليه؟
-         عشان لون الاصفر شبه الشمس ومحمود دايما نشيط زي الشمس
يبص أيهم للارا بتعجب:
-         هما ازاي بيتكلموا كده؟
-         هما بيحسوا اكتر فعشان كده انت مستغرب كلامهم
-         جداا
-         طب استنى نشوف الباقي .. يلا اللي بعده
يخرج ولدين تانيين ويقول واحد منهم :
-         انا اخترت اللون البرتقالي لحمزة عشان بحسه هو مليان حركة
-         قصدك طاقة يعني؟
-         ايووة
-         طيب وانت يا مازن اخترت ليه اللون الاخضر لحمزة؟
-         عشان مازن بيحب الحياة وبيحب الشجر وبيحب كمان شجرة الحياة  بتاعتك يا لارا
يبص ليها باستغراب أيهم:
-         هو ايه حكاية الشجرة دي؟
-         اقلك انا
-         قولي يا كل الأنا
تتكسف لارا لأن جملة أيهم كانت ماجأة ليها فارتبكت وقالت:
-         اسمع من غير غزل
-         سامعك والله يا حبي .. ها قوولي
-         يا أيهم انا فعلا بتحرج وانت كده مخليني متوترة ومرتبكة جدا
-         .....
-         مالك؟!
-         ساكت عشان تتكلمي الله !
-         الشجرة دي من وانا صغيرة وانا بروي فيها كانت عبارة عن حاجة صغيرة جدا ويوم بيوم
كانت بتكبر معايا ! زي ما يكون كانت بتستمد القوة والحياة مني والعكس صحيح..
أيهم يبدأ يسمعها باهتمام:
-         ها وبعدين؟؟
-         وفي يوم انا تعبت جداا ‘ جالي مرض غريب ومكنتش بقوم من ع السرير وكانوا أهل الجزيرة
كلهم بيراعوني وبيداوني ‘ بس كل يوم كنت بدبل اكتر !
-         طب من ايه ده؟
-         كان فيه جرثومة جابتلي مرض هو اللي استهلك كل طاقتي
-         وبعدين؟؟
-         وكنت كل يوم بوصيهم انهم ياخدوا بالهم من الشجرة دي بالذات! لأني كنت متعلقة بيها زي ما
تكون كل عيلتي ! وكل الثروة اللي عندي وكل ما املك !
-         معقول للدرجة دي كنتي بتحبيها ؟!
تبص ليه فجأة جوة عيونه وتقوله:
-         جربت تصاحب الطبيعة؟!
-         اممم بصراحة لا ! اصل انا مش مجنون زيكم!!
-         بالعكس بقى احنا العاقلين وانت المجنون ! ربنا معملش الطبيعة اللي من حوالينا دي الا لسبب
لا ده فيه مليووون سبب يا أيهم.. بس انتم في العالم بتاعكم فقدتم القدرة على التأمل والسلام
النفسي والصفاء.. فحجات كتيرة حلوة حواليكم تاهت وسط الزحمة ..
-         طيب وبعدين كملي ايه اللي حصل؟؟
-         في يوم لقيت سالي جاية جري عليا وبتقولي ان فيه ورد كتير دبل على الشجرة
-         طيب؟؟
-         مش عارفة ايه اللي حصلي! فجأة ضعفي وعجزي اتحولوا لطاقة رهيبة ! طاقة حب
وحياة رهيبة !! طاقة عشان انقذ بيها الشجرة دي .. جريت خدتها في حضني وقعدت اكلمها
زي ما تكون صحبتي وبحكيلها عن شوقي وان اللي منعني عنها هو تعبي ومرضي وبقيت بسقيها
مية واقلها اووعي تموتي وتسبيني ..
-         وبعدين؟!
-         يوم ورا يوم الورد اللي دبل كنت قطفته عشان ميعديش الباقي والحياة رجعت جوة الشجرة
دي تاني !! زي ما تكون كانت تؤام ليا ! او صورة ليا بس بهيئة تانية في عالم موازي
للعالم بتاعي!!
-         تفتكري فيه تفسير؟ او منطق؟؟
-         والدي الكبير وقتها قالي ان الطبيعة بتحس بينا واني عشان كل يوم كنت بسلم عليها فهي افتقدت
ده وحست بتعبي واننا احنا الاتنين استمدينا قوتنا والحياة من بعضنا !!
يبص ليها أيهم بكل حب وإعجاب ويقولها:
-         عارفة؟
-         ايه؟
-         زي الحلم الجميل اللي بيتسرب جوة صحرا ‘ بتبدلي كل سواد وتزرعي مكانه شجر وورد!
-         انا؟
-         ايوة انتي!
-         مش يمكن ده لانك انت من جواك اصلا ملاك
-         ايه؟
لارا بخوف:
-         ايه؟ انا قلت حاجة غلط؟؟
-         لا انتي لاول مرة تقولي حاجة حلوة في حقي
فتضحك لارا ضحكة صافية وتقول:
-         ههههه خضتني يا أيهم
-         سلامة قلبك من الخضة
تنزل لارا عينها في الارض من كتر الخجل وترتبك بزيادة فيكمل أيهم ويقول:
-         لارا
-         نعم
-         انا عايز اتجوزك
وقتها ملامح لارا اتغيرت والابتسامة اتبدلت وملامحها بقت حزينة ‘ فيبص أيهم عليها باندهاش
شديد ويقولها:
-         مالك يا لارا؟!
-         انت قلت ايه!!
-         انا عايز اتجوزك! عايزك تشاركيني حياتي يا لارا!! انا بس دلوقتي عرفت ليه معرفتش
احب قبل كده؟ عشان مكنش ينفع احب حد غيرك! مكنش ينفع احس بقلب صافي زي
قلبك! مكنش ينفع حد اصلا يشاركني دنيتي الا انتي!!
-         انت متأكد من طلبك يا أيهم
-         طبعاااا!! انا مش طفل يا لارا ولا مراهق لسه فرحان بلعبة جديدة جت قدامي! انا لفيت ودورت
وعارف قيمتك..
-         بس انت مش عارف انت داخل على ايه
-         لاااا بتهززززري
ترفع حاجبها في دهشة وتقوله:
-         ايه!!
-         انتوااا كمان!
-         احنا كمان ايه؟
-         انتوا كمان بقى هتقولولي مهر وشبكة وهات النيش اللي لحد دلوقتي محدش عارف هو ايه لزمته في البيت والصالة واوضة النوم عليك وانتم هتدخلوا بالمطبخ واوضة السفرة ومش عارف ايه
والكلام اللي فيه عك كتير ده!!
-         ايه اللي انت بتقوله ده يا أيهم ! نيش ايه ؟! ومطبخ ايه وكلام ايه!!
-         امال ؟
-         انا مبتكلمش على ده دلوقتي
-         امال قصدك ايه يا لارا؟؟
-         انا قصدي ....
-         ها؟
-         أيهم احنا بصراحة فيه قانون مهم انك تعرفه دلوقتي
-         ايه؟
-         انا مينفعش اتجوزك الا بشرط
يبلع ريقه بخوف ويقول:
-         اللي هو؟
-         عشان تتجوزني لازم تكون مننا
-         يعني ايه؟!
-         يعني لازم تعيش بقية حياتك هنا!
-         نعــــــــــــــــــــــم!! لا طبعا انا هتجوزك واخدك نعيش هناك ! في العالم الطبيعي بتاعنااا
تتصدم لارا من ردة الفعل وتقول:
-         بس احنا مينفعش نخرج من الجزيرة حتى لو كنا بنحب!
-         ايييه الخرف اللي بتقوووليه ده يا لارااا!!! هو ايه اللي مينفعش! لا طبعا انتي حرة انتي مش
صغيرة وانا بحبك حبيبتي وانتي كمان صح! انتي كمان بتحبيني يا روحي وهاخدك غصبن
عنهم لو خايفة يعني منهم ونروح نعيش هناك في القاهرة..
لارا بعيون حزينة ومليانة دموع:
-         مش هقدر اكسر القواعد حتى لو ....
أيهم بخوف وفزع شديد:
-         حتى لو ايه؟ حتى لو ايه لارا ؟
لارا بدموع:
-         حتى لو بـ حـ بـ ــك
يبتسم أيهم وفي نفس الوقت يجري عليها يحضنها بخوف وهلع زي ما تكون هتطير منه ويقولها:
-         لااااااا ما هو مش معقول يوم ما اسمعها اسيبك تضيعي منك لاااااا انسسسسسي مش هسيبك

................................