الحلقـــة الثالثــــــــة
-
احنا بنقعد في كذا وقت عشان نقعد نبص ع الطبيعة من حوالينا ونتعرف عليها ونشكر
ربنا عليها .. بنسيب روحنا تتوه في ملكوت الله .. بنرمي كل حاجة وحشة جوانا ورانا
وبنرفرف
بأجنحة جوة دنيا كلها لونها أبيض في أبيض بــ
يقاطعه أيهم بتوتر وعصبية:
-
اييييه الخرررف اللي بتقوووله ده!!! وانا لما احب اعيش اللحظة دي بنفسي ده
لو على اساس
اني في يوم طلبت معايا اتجنن اقوم اجمع جزيرة بحالها واقعد اعمل كده! انت
مصدق نفسك!!
فجأة الكل يشهق والعيون المتربصة بأيهم تبدأ تزداد في الاتساع والتوتر يسود
المكان والذعر
يدب جوة قلب أيهم لما يحس من ردة فعل اللي قدامه انه
ارتكب غلطة كبيرة..
يقوم واحد من الشباب وملامح وشه تكون مكشرة بس يتكلم
بهدوء وفي نفس الوقت كلامه حاد بس
باحترام:
-
المفروض حضرتك ضيف عندنا يعني تحترم صغيرنا قبل كبيرنا ! احنا مفيش حد فينا
يجرؤ يقول الكلام ده لوالدنا الكبير!! ولولا الاحترام كنت عرفتك قيمة
الكلام اللي انت
قلته ده...
يشاورله عادل انه يسكت ويقول:
-
انا مقدر انك جاي من دنيا تانية غيرنا واحنا مبنطلبش منك انك تتأقلم بس على
الاقل تحترم
عاداتنا يا بني .. وبفكرك مرة تانية بالالتزام باتفقنا ..
حس أيهم بالاحراج الشديد من الادب والذوق اللي بيتعاملوا بيه معاه وهو على
عكس ده دايما
لسانه سليط فقال:
-
انا بعتذر ‘ هسيبكم على راحتكم واستأذن أنا
حاول يقوم يمشي فجري محسن يساعده والباقي كمل اللي كان بيعمله وكأن شيء لم
يكن ..
***************************************
اول ما محسن دخل مع أيهم قاله بتردد:
-
هه هو انت جاي من هناك؟
أيهم باستغراب:
-
هناك فين ؟ مش فاهم؟
-
من برة الجزيرة؟
-
ااه! انا من القاهرة
محسن باعجاب شديد :
-
انا مرة روحت هناك في مهمة وبصراحة عجبتنننني اووووي!! الحياة هناك غير هنا
تماما!!
انا فجأة اكتشفت ان عشرين سنة من عمري ضاعت كده بس!!! الدنيا عندكم مليانة
هيصة وبهجة وناااااس عجيبة وغريبة !!
يفضل أيهم باصص على محسن اللي بيتكلم بكل حماس وعينه بتلمع من الافراط
الشديد بكل
حاجة في القاهرة .. فيسأله:
-
هو انت عمرك ما زرت القاهرة قبل كده؟
-
انا زرتها مرتين بس وبعدين اتمنعت
-
نعم!!
-
بص فيه حاجات كتيرة كان نفسي اقلك عليها جايز تفهمني بس انا مقدرش
-
ليه؟!
محسن بخوف بيبص يمين وشمال ويقول:
-
احنا ممنوع نقول اي سر يخص الجزيرة دي
-
انا مش فاهم ! انتم عايشين كده ازاي!! انا حاسس ان في حتة كلها مثاليات
انقرضت؟! طيب
انتم ازاي محدش سمع عنكم قبل كده؟!! بلاش بتدرسوا فين؟ بتاكلوا منين؟
بتتعايشوا ازاااي؟!!!
انتم منفيييين عن العالم الحقيقي!! انتم عايشين في وهم!!!
-
ششششش وطي صوووتك !! حد يسمعنا فيمنعني اني اقعد معاك كمان
-
ليييييه يا عم احنا بنسسسرق!!
-
لانك بالنسبة ليهم انت فتنة!
يرفع أيهم حاجبه ويقول:
-
ليه لا مؤاخذة ! لابس فستان قصير وعامل شعري ؟! فتنة ايه اللي بتقول عليها
دي
-
انت بكلامك ده عن دنيتك بتسحر اللي هنا وتخلي عندهم فضول انهم يروحوا وده
اللي والدنا
الكبير هيرفضه تماما!!
-
هو انتم مش بشر ومن حقكم تعيشوا العيشة اللي انتم عايزنها؟
-
بس احنا جزء من هنا ومن اوائل الحجات اللي بنتعلمها يعني ايه انتماء! بس
انا بحاول اتمرد
على كل الدروس دي ..
-
اشمعنا بقى؟ انت الواد الخطر يعني اللي هنا ولا ايه!
-
عشان والدي الكبير مرة بعتني مكان والدي وكان فاكر اني مش هفتتن بس انا
بصراحة اتسحرت بالعالم اللي هناك .. وطلبت اني اعيش وتقريبا كده بيدرسوا انهم
ينفوني ..
يفتح أيهم بقه من الدهشة ويقول:
-
حاسس اني عايش في كابووس!!
-
ممكن لو اتنفيت اعيش معاك هناك
-
ممكن
-
وعد؟
أيهم بتعجب:
-
اه
-
لا قول وعد
-
وعد!!
-
خلي بالك الوعد أمانة!
أيهم الجملة تهز أعماقه ويسرح لبعيد ..
*********************************************
بعد ما التأمل يخلص تروح لارا عند الجزء بتاعها المفضل واللي بيكون جزء على
الجزيرة
بس في ركن لوحده وبيكون فيها شجرة هي سمتها شجرة الحياة .. بتقعد تقرا في
رواية وفجأة
تحس بحد وراها .. تلتفت فتلاقي أيهم واقف يبص عليها.. تتفزع لارا وتحس
بالتوتر وتقول:
-
خير حاسس بحاجة؟
أيهم يفضل ساكت وسرحان جوة عينها ..
تنزل عينها بخجل شديد وتقول بارتباك:
-
مـ مالك؟
-
مفيش حاسس بحاجة غريبة
-
انا حاسة بيك
يرفع أيهم حاجبه بتعجب ويبتسم ويغمز ليها ويقول:
-
اه ده الغزال واخد باله مني بقى
لارا بعيون بريئة:
-
ممكن اطلب منك طلب قبل ما نكمل حديثنا
-
حديثنا مرة واحدة!! اطلبي يا عسسل معقول حد يرفض طلب القمر !
-
ممكن وانت تتكلم معايا تستغنى عن الغزل اللي بتقوله لانك بصراحة بتخليني
اخجل جدا
واحنا هنا في الجزيرة مش متعودين على كده وانا مش عايزة اخرج عن التقاليد
..
أيهم في سره:
"يخربييييت التقاليد الخنيفة اللي عايشين فيها "
-
اه طبعا يا عسـ ... قصدي يا لارا .. ها بقى حاسة بيا ازاي؟
-
انا عارفة انك جاي من مكان غيرنا هنا تماما وعارفة انك اكيد حاسس ان احنا
ناس مش طبيعية
بس صدقني لو جربت تعيش هنا معانا بقلبك هتعرفنا من جوة..
-
طب ما انا اكيد عايش بقلبي
-
لا اضواء مدينتك لسه مسيطرة عليك ! جرب تعيش باحساسك حولينا.. جرب تنسى
نفسك جوة
كل حاجة في الطبيعة ..
يبدأ قلب أيهم يدق بسرعة ويحس بارتباك فيقول:
-
برضو ازاي؟
-
تسمحلي اديك اول درس؟
يسكت أيهم لدقايق ويخاف وبعدين يقول بارتباك شديد:
-
مش عايز يا لارا
-
ليه؟
-
انا لسه مش مصدق بوجودكم اصلا عشان اعيش اللي بتقولي عليه !
-
بس احنا حقيقة ملموسة انت رافض تصدقها
-
انتم خيال خايف اعيشة اصحى اقع على جذور رقبتي!!
يقعد أيهم لانه مبقاش قادر يتسند على عكازه اكتر..
-
كل اللي اقدر اأكدهولك ان قلوبنا صافية وعمرنا ما هنجرحك زي القلوب اللي في
مدينتك!!
-
عارفة انتم عاملين زي ايه؟
-
ايه؟
-
زي اللي رافض كل حاجة وحشة حواليه فخد الناس اللي شبهه وجري على بعيد! بس
نسيتم
حاجة مهمة اوووي!! نسيتم انكم عزلتم نفسكم عن العالم وبقيتم خايفين من
العالم ده ليهدم الوهم
ونسيتم ان ده هيحصل في يوم !
***********************************************
"اسمعوا الفيديو ده لحد المشهد الي قبل الاخير "
تلف لارا بهدوء حوالين أيهم وهو قاعد في مكانه وتقول بكل رقة:
-
جرب تغمض عينك
يتوتر أيهم اكتر ولسه جاي يتكلم فتقاطعه وتقول:
-
غمض عينك بهدوووء
يبدأ يتجاوب معاها ويغمض ‘ فتقوله :
-
ابدأ اتنفس براحة
يبدأ أيهم يعمل كل حركة بتطلبها لارا منه..
-
نفسك انتظم؟ جاوبني بس بإيماءة منك؟
وبالفعل يتجاوب معاها أيهم زي ما بتطلب منه .. فتقول ليه:
-
صفي ذهنك من كل حاجة حواليك ‘ سيب كل الوجع وراك .. سيب كل حاجة وحشة حصلت
في
حياتك ..
مع الجملة دي يبدأ شريط حياة أيهم يجي قدامه .. يفتكر اول ما والدته اتوفت
لما كان عمره
خمس سنين ومكنش فاهم لما رجع من الحضانة هي اختفت فين .. ساعة واتنين
وتلاتة وهو شايف جدته بتعيط وبتبكي وكل ما يسألها عن مامته تحضنه وتبوسه وتعيط
اكتر ‘ وبعد خمس
ساعات يدخل والده عليه ويقوله بكل جمود وقسوة :
"مامتك ماتت خلاص" يرد عليه وقتها ببراءة الاطفال:
-
يعني مش هتيجي النهاردة يا بابا
-
مش هتيجي تاني خلاص
الجملة دي تنزل زي الصاعقة على أيهم ويبدأ يصرخ ويبكي ويبدأ يشعر انه فجأة
بقى وحيد وهو لسه طفل..
وبعد اقل من سنة يلاقي والده في يوم داخل عليه بست تانية ويقوله دي تقولها
ماما ! فجأة يحس
وكأن باباه اتعدم من الرحمة ‘ فجأة يحس بميت سور بيتبني جواه بينه وبين
والده .. في اقل من سنة
قدر يعيش تاني مع واحدة غير والدته ‘ غيّر كل حاجة في البيت عشان الست
الجديدة ! رمى كل
الذكريات اللي فاضلة لوالدته عشان واحدة تانية .. الكره في قلبه كان كل يوم
بيكبر اكتر واكتر..
ورغم ان الزوجة الجديدة كانت طيبة الا انه مكنش متقبل فكرة ان حد ياخد مكان
مامته في البيت..
مكنش متقبل فكرة عدم احترام والده لذكرياتها معاه .. معرفش يتقبل فكرة
نسيانه السريع لكل الحب
والتضحية والتفاني اللي والدته كانت بتقدمها لوالده ..
صحي من شريط ذكرياته تاني على صوت لارا وهي بتقول:
-
رعشة جفنك بتقول انك بتفتكر حاجة مؤلمة ! عروق ايدك اللي بتبرز اكتر بتقول
انك مش
عارف تصفي ذهنك صح!
يفتح أيهم بعصبية عينه ويقولها :
-
انااااا عااااايز افهممممم انتي عاااااايزة توصليني لايه من الهببببل
ده!!!!
تبص لارا بكل براءة شديدة وتقول:
-
جواك حاجات افتكرتها دلوقتي
أيهم بنرفزة:
-
ملكيييش دعوووة!! انا عايز اقوم امشي
-
ليه مش عايز تسيب مساحة لنفسك انها تتنفس!!
-
انا كل اللي شايفة اني بدي مساحة لنفسي عشان افتكر كل حاجة وحشة!
-
طبيعي اول مرة كل الذكريات الأليمة اللي جواك تيجي في بالك ! بس بعدين مع
الوقت هتتعود
انك تسيطر على افكارك ونفسك وتبدأ تطرد كل الافكار دي بعيد...
-
انا مش عايز اكمل اللعبة السخيفة دي
-
حاول من فضلك تاني ‘ نجرب تاني النهاردة
يجز أيهم على سنانه ويتنفس بقوة ويقول:
-
آخر مرة
-
يبقى عشان ننجح سيب نفسك للاخر
يبص ليها أيهم وبعدين يبص على منظر الموج وهو بيروح ويجي وعلى الطير اللي
بيرفرف في السما ويسرح لبعيد .. فتقاطعه
لارا وتقوله:
-
غمض عنيك تاني واتنفس بانتظام
وبعد ما يعمل أيهم كده تقوله
-
ركز في موج البحر ! ركز في صوت الطير اللي حواليك
يشاور أيهم بإيمائة براسه انه بدأ يركز فتقول لارا:
-
هتلاقي صراع دلوقتي جواك! زي زحمة مين يتسابق عشان يخرج من عقلك الباطن!
الماضي
اللي بتهرب منه وصوت الطبيعة اللي حواليك .. سيب الماضي واتنفس بعمق ومع كل
نفس
ركز في المووج والطييير .. حس باشعة الشمس بتاخدك جوة البحر وتعوم جواه ..
سيب
اعصابك ترتاح خاااااالص .. خلي جسمك يطفووو على البحررر وبس .. ها ؟ قدرت
تعمل
كده؟ متتكلمش بس هز راسك ..
يهز أيهم راسه بــاشارة لا وحواجبه تكشر وتبدأ تاني الذكريات ترجع ليه ‘
يفتكر مامته وهي
بتستناه كل يوم من الحضانة وتسأله عن يومه وتزاكر معاه دروسه وبعدين يفتكر
اما ماتت ازاي
كان والده مهمله وكان كل يوم يرجع من الشغل تعبان وبعد ما يرتاح يقعد مع
مراته وميسألهوش عن يومه ..
اعصابه تتوتر تاني فتقوله لارا بصوت اعلى شوية :
-
ركزززز في جسمك اللي بيطفو مع الموووج ! متحاولش تعوووم ‘ رخي اعصاااااابك
خالص
يبدأ أيهم يركز فعلا مع صوت الموج ويتخيل نفسه سايب نفسه يطفو مع المية بس
وسط
ده الذكريات كل شوية بتروح وبتيجي .. بس بدأ يحس ان الذكريات بتجري بعيد
عنه
بيبقى محتار مش عارف يروح يجري وراها ولا يسيب نفسه للتيار ..
لارا ترجع تقوله:
-
اتخيل ان الموج رماك على الشط والموجة بتروح وبتيجي عليك تنعشك من فترة
لفترة ...
وبالفعل يبدأ أيهم يتخيل ده وفي عز ما هو متخيل يلاقي فجأة الذكريات رجعت
وبقوة .. يفتكر
اما كان بيبقى فيه حفلات في المدرسة ويقول لوالده عليها ويقوله مش فاضي
وتاني يوم يلاقي
كل الابهات والامهات مع صحابه وهو قاعد وحيد محدش معاه .. وطبعا جدته كانت
بتحاول
على اد ما تقدر تروح بس مكنتش بتقدر نظرا لسنها وظروفها الصحية .. بيفتح
عينه فجأة
وبيقول بكل عصبية:
-
كفااااااية سخافة
فتقوله لارا بهدوء:
-
ده مش سخافة !
-
لا سخافة وهبل !! وانا غلطان اصلا اني سمعت كلامك!! ده مجرد وجع وبسسسسس!!
انا مش عايز افتكر القرف ده كله!! مش عااااااايز
-
ومين قالك انك بتفتكر انت بتصفي
ذهنك وعقلك الباطن من كل المشاعر اللي بتأذي نفسك من
جواك!!
أيهم بحرقة وعصبية اكتر:
-
واناااا مش مجنووون زيكم ! ولا واحد من جزيرة الترلالاي بتاعتكم دي عشان
اسمع خرافاتكم!!
بتسكت لارا فيزعق فيها اكتر:
-
سااااااااااكتـــــــــة لييييييه!!
لارا بهدوء:
-
بسمعك وانت بتنفس عن غضبك لان ده في حد ذاته كويس!! بس انت وقفت عشان
بتحاول تهرب .. انت فيه حاجة وجعاك من جوة فبتحاول تهرب منها ..
يروح أيهم ليها بكل ضيق ونرفزة ويمسك ايدها بكل قووووة ويقولها:
-
انتتتتتتتتتتتتتي اييييييييييييييييه !!!! اوووووعي تكوووووني فاكررررة
نفسك انك شاااطرة
وبتستفزززززيني انتي مجررررد واحدة غبية عايشة مع ناس اغبية زيييييها!!!
انا لولاااا
القررررف اللي فيه ده كنت مشييييت!! بس اناااا هتصل باي زفت يجي ياخدني
منهااااا
بس مش عاااارف الموبايل شبكته زففففت ليه
لارا بتتألم من مسكته وتقول وعينها فيها دموع:
-
لو سمحت ايدي بتوجعني!!
يتنرفز أيهم اكتر ويقولها:
-
عاااااايزككككك تصررررخي فياااا زي البنات الطبيعية !!!! اضرررربيني
قووووليلي ان مينفعش امسك ايدك كده!! مش تقوليلي لووو سمحت!!!!
لارا الدموع بتزيد في عينها اكتر:
-
شكلي فشلت ... عن اذنك
وبتحااول تمشي بس أيهم يمسكها بقوة اكتر ويقولها بصوت كله حزن ووجع:
-
مينفعش تسبيني دلوقتي لاني محتاجك
ويحضنها فجأة من غير مقدمات ويغمض عينه وينسى جوة حضنها كل ألم وكل ذكرى
وحشة
عدت عليه ..
لارا بتنزل دموعها جوة حضنه وتبقى مش عارفة تتصرف ازاي ‘ بس تحس ان قلبها
بيدق
بشكل سريع جدااا ‘ وخدودها بتحمر من الخجل اووي .. ومشاعرها بتتوتر وتكون
مرتبكة ...
أيهم يحضنها بايده الاتنين ويحس كأنه متعلق بطوق أمان ..
تبدأ لارا تغمض عينها وتسيب مشاعرها هي كمان وتبدأ ايدها تلتف حوالين ضهر
أيهم .. بعد
دقايق يقولها:
-
من ساعة ما أمي ماتت وانا مشتاق لحضن وملقتهوش على الرغم من اني حضنت كتير
-
.......
-
طول عمري كنت بشوف الكل عنده حضن يرجع ليه الا انا!!
-
......
-
كنت بتمنى الاقي والدي فاكرني ولو في يوم واحد بس !! بس للاسف مكنش فاكر
غير مراته !!
-
......
-
حتى مراته رغم انها عمرها ما أذتني الا انها لو كانت حاولت بس تحضني في يوم
جايز كنت الين معاها !!
-
.....
-
انتي ساكتة ليه؟
-
بسمعك
-
انا عمري ما حكيت ده لحد
-
وده اللي كنت بتهرب منه ؟
-
ايوة هو! لاني اتعودت اعيش حياتي واقضيها بالطول والعرض! كل يوم سهر وفسح واسيب
دي
اروح لدي عشان محسش اني وحيد ومع ذلك كنت بحس اني وحيد!!
-
ودلوقتي حسيت بايه؟
-
حسيت انك بتشديني لدنيتك! وانا مرعووووب اوي من دنيتك
-
ايه اللي مخوفك؟
-
انا عشت حياتي غير حياتكم تماما! انا لسه مش عارف اتأقلم
************************************
تفتح لارا عينها فتلاقي نفسها لسه في حضنه فتبعد برقة عنه وتبص في الارض
وتقوله باحراج
شديد:
-
اا اانا لازم امشي
يمسك ايدها برقة ويقول:
-
انا اسف لو كنت وحش معاكي من شوية
بابتسامة رقيقة عرفت تدوب كل حاجة بتوجعه من جوة قالت:
-
ولا يهمك .. انا عارفة كل اللي بتمر بيه
-
هنحاول تاني؟
-
وتالت مش هيأس .. عن اذنك
-
بقلك صحيح قبل ما تمشي
-
نعم؟
-
انا بحاول اتصل من موبايلي بس مش لاقي شبكة ! هو هنا ايه مفيش اتصالات
-
لا مفيش
-
امال لما بتحبوا تكلموا حد بتعملوا ايه؟
-
بنبعت مرسال
-
نعم!
-
بنبعت مرسال!!
-
لا معلش بعيدا عن المرسال يعني ايه مفيش اتصالات عندكم!!
-
صدقني مفيش انا حقيقي مش هكدب عليك!
-
ما هي دي المصيييبة انك مبتدكبيييش!! طب ياريتك كنتي بتكدبي!!
-
لو محتاج شيء ضروري ممكن تبعت مرسال للي انت عايزه
-
انا لو عملت كده مع صحابي هيفتكروا اني مخطووف يامااا انتي متعرفيش حاجة
اصلك!! والنبي يا لارا سبيني دلوقتي عشان مضايق !
-
طب ليه مضايق!
-
معنى كده مش هعرف اتصور سيلفي في ام الجزيرة دي واحطها على الانستجرام!!
-
ايه؟ يعني ايه
-
لا لالا متخديش في بالك دي حجات كده مريبة بالنسبة ليكم
-
مممم
-
ولا اتكلم واتس اب ولا اتصل!! امال انتم يا لارا بتعملوا ايه وانتم فاضيين
كده؟
-
بنمارس الرياضة وبنقرأ الروايات وطبعا بناخد دروس
-
اه وبتشربوا اللبن قبل ما بتناموا طبعا
-
ممم مش شرط والله على حسب
-
اه لا خير خييير طيب شوفي بقى انتي كنتي ناوية تروحي تعملي ايه .. سكتك
خضرا
تبص ليه لارا بكل اندهاش وتقول:
-
انا مش فاهمة اوي انت مستغرب ايه ! بس لو احتاجت اي حد ابقى قول لاي حد ..
الكل هنا
هيرحب بمساعدتك ..
-
هو المصيبة يا لارا ان انا اللي بفكر اساعدكم من الورطة اللي انتم فيها دي
!
-
ليه؟!
-
طب معلش معلش سؤال سخيف شوية انا عارف .. معندكم نت طبعاااا
-
نت؟!
-
ااااااه يبقى لااااا اصل ده بديهي يعني المفروض ابقى واخد بالي منه !!
تبص لارا للسما وتقول بسرعة وبخضة شديدة:
-
عن اذنك انا لازم امشي بسررررعة انا اتاخرت اوووووي
وتجري فجأة ومن غير ما تفهم أيهم في ايه وتسيبه في حيرة واندهاش لتصرفها
المريب...
.............................................