الحلقة الرابعة
خرج ابراهيم من مكتبها وهو بيدور
كلامها تاني جوة مخه:
"انا عارفة انك مش عايز محمود صحبك يعرف بقصة حبنا
‘ اسمع يا ابراهيم انا عارفة كويس
انك بعد شوية هتروح المطار لخطيبتك بس انا عارفة انك ذكي
وانك هتختار في الوقت الص ح مين اللي ينفع تكمل معاها يا ابن الحلال وانا هكون
متفاهمة جدااا معاك وهسمحلك تأمن ليها
حياة كويسة عشان البنت لان من قصتها فهمت انها مسكينة ..
افهم كلامي كويس وفكر في اللي قلته ليك يا حبيبي "
يقول بصوت عالي:
- واضح يا ابراهيم
انك فعلا هيجي عليك وقت ولازم تختار بس في كل الحالات الاختيار هيكون
صعب!!
*********************************
وصلت بيري المطار واللي اول ما نزلت فيه انبهرت جدا بهدوئه الشديد على
العكس من مطار القاهرة
زحمة ومليان ناس وكانت ماشية منبهرة بكل حاجة وعمالة تبص على الارض اللي
كانت مفروشة "موكيت" وقالت بصوت عالي:
- واااو!! موكيت في المطار !! ده لو كان كده في مصر كان زمانه اتشال هيلا
هوبا واتسرق ياه يا شيمو
لو كنتي معاياااا !!
بعدين بصت يمين وشمال وقالت بحيرة شديدة:
- امشي ازاي بقى انا هنا؟؟ وايه كل الهنود اللي هنا دي؟! هما احتلوا البلد
ولا ايه؟
وبعد دقايق كانت قدرت تخلص امورها وتخرج برة ولقت ابراهيم واقف مستنيها
ببوكيه ورد .. جريت عليه
بابتسامة مليانة شوق وحنين وسلمت عليه ..
- وحشتيني ‘ عاملة ايه
- الحمد الله وانت كمان وحشتني اووي يا هيما !! انا مش متخيلة بجد اني
جيتلك هنا
- ههههه لا تخيلي ‘ مامتك عملت ايه لما ودعتك
- اسكت يا هيما مبطلتش عياط لا هي ولا ميزو
- صحيح مازن اخباره ايه في المدرسة
- اهو الحمد الله ‘ مدرسته دي هي اللي قاسمة ضهرنا لا واسمها تجريبية !!
هههه امال لو كانت خاصة
كانت عملت فينا ايه .. وبجد معاش بابا الله يرحمه مبيكفيش اسبوع على بعضه
... كل حاجة بقت غالية
في مصر اوي يا هيما ..
- كل ده معبياه من مصر تلاقيكي هتطيري من الفرحة انك جيتي
- لا والله انا فعلا اللي جايبني هنا عشان مستوى معيشة افضل وعشان وجودك
انت هنا ‘ غير كده انا
عمري ما كنت فكرت اطلع برة مصر دي خالص..
- مخدتيش بالك يعني من الورد اللي انا جايبه
تنبهر بيرى من الورد اللي لونه بنفسجي واللي اول ما تشوفه عينها تلمع
وتعرفه كويس وتقول ببهجة شديدة:
- ليلك !! انت جبتلي الليلك ههههههههه انا بحبك اووووي
- عارف ان ده اكتر ورد انتي مجنونة بيه عشان كده جبته مخصوص ولو انه متعب
جدا
- ليه متعب؟
- يعني ملقتهوش بسهولة اضطريت ادور في محلات الورود الكبيرة في العدلية
بيري باندهاش:
- فين!!
- هههههه دي منطقة هنا فيه محل ورد كبير فيها
- صحيح يا هيما هو ايه كمية الهنود البشعة دي؟!
- ههههههه انتي لسه شفتي حاجة ‘ يلا بينا بقى نخرج
بيري بحماس:
- يلا
****************************************
يخرج ابراهيم وهو حاسس بغصة في قلبه وهو شايف بيري مبهورة جمبه بكل حاجة ‘
افتكر نفس النظرة
اللي كانت مرسومة جوة عيونه اول ما جه البحرين.. الانبهار بأقل شيء وكأنها
مش موجودة في مصر
لفكرة بس انهم برة حدود مصر... اول ما خرجت بيري من المطار وشافت الجو صعقت
ووقفت متنحة
وقالت:
- ايه ده!
-ايه حبيبي؟ مالك؟
- ايه ده!! احنا هنهزر يا هيما؟
- مالك يا بيري بس؟
- ايه الجووو ده!! انا كأني خرجت لفرن؟
- ههههههههه اه ايه رأيك في جو البحرين بقى؟؟
- لا فاجئني وقولي انه مش على طول كده!!
- للاسف كان نفسي ‘ بس الحقيقة المرة هو نادر اما بيتعدل
- انتوااا عايشييييين كده ازاي
- تكيفات بقى في كل حتة!
*********************************************
رينا قاعدة في اوضتها بعد ما عملت ليها القوة وسابت المطبخ زي ما هو يضرب
يقلب وقفلت عليها
الاوضة بالمفتاح وفضلت تتفرج على افلام اجنبية ‘ وبعد فترة سمعت صوت باب
فاستغربت انه مين ممكن
يكون رجع ‘ استنت دقيقة كده لحد ما سمعت صوت بندر وهو بيقول:
- رينا انا رجعت وخدت اجازة النهاردة وجاي عشان اصالحك!
-......
- حبيبتي انا عارف اني غلطان والله بس غصبن عني !! ما انا بعمل كده لمين!!
ماهو ليكم؟
_....
- رنوووشي عشان خاطري فكي بقى
وقف بندر دقيقتين ولما ملقاش رد ولقى صوت التلفزيون سكت والنور بان من تحت
عقب الباب انه اتقفل
راح لاوضته غير هدومه وخرج على المطبخ ينضفه ويغسل كل حاجة في الحوض..
بعدين فتح التلاجة
وخرج الفراخ اللي جوة التلاجة وبدأ ينضفها بكل قرف شديد ويقول:
- يالهووووي واحنا الرجالة بنيجي ناكل زي البهايم من غير كلمة شكر واحدة!!
ويرجع بذكرياته ليوم كان راجع من الشغل وكانت لسه وقتها ريما عندها سنتين
وسأل رينا:
- عاملة ايه على الغدا النهاردة؟
- حبيبي عاملة مكرونة وفرخة مشوية
- وده اكل !! مالك بتقوليها بكل تعب كده ليه
- يا سلااام يا بندر! ما انت لو تشوف وقفتي على الفراخ دي لوحدها وبنتك
اللي محتاجة تاكل واغيرلها
والعبها مكنتش قلت كده.. وكنت قدرت وقلت شكرا !!
- شكرا يا ستي!!
- مش عايزاها مجاملة
- اصل اقلك شكرا على فراخ!! مبتعمليش حاجة مختلفة يعني عن بقية الستات؟!
يفوق تاني بندر من الذكريات ويقول:
- ده انا عشان اسلقها بس ضهري اتكسر!! حقيقي انا ازاي كنت بشع كده معاها؟!
ليها حق تزعل!!
******************************
على الضهر محمود واقف في المطبخ بيدندن مع نفسه وهو بينضف الفرخة ويقول:
- يا بختك يا عم هيماااا زمانك بتتغدى في اجدع مطعم مع المززززة!! وانا
واقف هنا محتاس بالفرخة!
بعدين ايييه ده اييييييه ده !!
يمسك محمود رجل الفرخة ويحاول يشيل الجلد من عليها ويقول:
- مال رجلها مسلوعة كده ليه!! اااااااااخ يا ناااااري تووووب علينا
ياااااااارب بقى من الغربة دي !!
وحشني اكل امي بقى!! ده انا بضرب نفسي مية جزمة عشان كنت بتبتر على الاكل!!
انا موافق
دلوقتي بطبق كشري حتى منهااااا ..
ويكمل دندنة :
" مشربش الشاااي اشرب قازوووزة انااا مشرررربش الشااااي"
- اتبتري اتبتري يا ختي تعالي الغربة وانتي هتسفي تراااااب مش شاي بس !!
ياااارب طب اتجوز يارب
عشان تهنني كده وتعملي غدا محترم ..
يدخل عليه ابراهيم مقاطعا:
- يا عيني انت اتجننت يا حرام؟!
- بس يا عممم بس لحقد عليك دلووووقتي ما انت تلاقيك اتغديت مع المزة في
اشيك مطعم وسايبني
هايص لايص هنا مع الفرخة دي..
- هههههههه متخافش صحبك افتكرك بوجبة اكل
- اييييه! بجد؟! لالالا قووول والله؟
- اهو والله
- كفااااءة كفااااءة يعني والله .. طب والفرخة دي
- خليها يا عم بعدين نطبخها
************************************
بيري تكون قاعدة مع ياسمين ومهرة في نفس الشقة اللي في سكن المغتربات وده
اللي الوزارة وزعتها
تقعد هناك في العمارة دي على اساس انها قريبة من المدرسة اللي هتشتغل فيها
واللي هي نفس مدرسة
ياسمين ومهرة..
ياسمين بفرحة:
- وانتي هتدرسي ايه؟
- فن
- انتي خريجة فنون جميلة؟
- لا هو انا تصميم داخلي الصراحة بس خطيبي ملقاش ليا فرصة حاليا الا مدرسة
فن
مهرة بجفاء:
- انا رايحة ادخل اوضتي
تبص بيري ليها بتعجب وبابتسامة باهتة:
- اتفضلي
تستنى ياسمين لما مهرة تدخل اوضتها وتقفل الباب بالمفتاح وتلتفت لبيري
وتقولها:
- بصي متزعليش منها مهرة طيبة اووي بس هي لسه حصلها مشكلة كده في المدرسة
معكننة عليها
- لالالا عادي انا معرفهاش عشان اخد من الاول كده موقف منها
- انا مبسوووطة اووووي ان فيه حد جديد بقى معانا في نفس الشقة
- هو الحياة هنا حلوة؟ يعني لطيفة مش صعبة ولا معقدة؟
- لا متخافيش هو الحياة هنا هادية وفي السكن اينعم بتحصل شوية خناقات بس ده
من الضغط اللي كل
واحدة فينا بتشوفه بس هتلاقي برضو معظمنا كل واحدة في حالها ..
- ااه هو انا ابراهيم خطيبي قالي ان الحياة هنا مش صعبة اوي
- انتي خطيبك هنا بقاله فترة؟
- اه
- طيب ليه مستنتيش تتجوزوا وتيجي هنا وانتي مراته عشان تقعدي معاه
احسن من قعدة السكن دي!!
اللي كاننا في سجن فيها؟!
- اصل لسه جوازنا مطول وانا بصراحة محتاجة الشغل هنا ..
- ايوة ايوة فاهمة .. طيب ما تحاولي برضو تدوري على فرصة شغل كده احسن من
انك تكوني تابعة للسكن هنا .. انا حاليا بعمل ده ... اصل انا كمان بشتغل شغلانة مش
شغلانتي! يعني انا خريجة هندسة وتخيلي جيت هنا بدرس رياضيات!! حاجة تقرف والسكن
بدأ يخنقني!!
- ما انا هبقى ادور مع ابراهيم بقى
- ايووة خلاص بصي لو احتاجتي تدوري معايا وانا بدور تعالي
- بجد؟
- ايوووة طبعاااا انا اصلا حبيتك كده من اول وهلة
تبتسم بيري بسعادة شديدة وتقول ليها:
- وانا كمان ارتحت ليكي اووي وبتفكريني بشيمو صحبتي في مصر
- الله خلاص ابقي عرفيني عليها لما ننزل مصر ان شاء الله
- خلاص ماشي .. هو صحيح انا لو حبيت انزل اتمشى الصبح قبل الباص ما يجي
ينفع؟!
- اه طبعا ينفع هنا ممكن تخرجي من 6 الصبح عادي بس الرجوع هو اللي ليه
ميعاد ... والزيارات كمان
مينفعش اي حد يزورك كده فجأة! بس انتي هتخرجي بدري كده تروحي فين؟
- يعني اتمشى اصل انا من النوع اللي بحب استكشف المكان من حواليا
- ماااشي بس خلي بالك الصبح بيبقى فيه سعوديين سكرانيين كتير فخدي بالك بقى
متهوويش.. والباص بتاعنا بيتحرك سبعة الا بما ان المدرسة جمبنا خالص..
- ماشي ولا يهمك .. يلا انا هقوم انام لحسن تعبانة من السفر .. تصبحي على
خير
- وانتي من اهله
****************************************
تاني يوم تصحى بيري كلها نشاط وحيوية من الساعة خمسة الفجر تصلي الفجر
وتحضر الفطار وبعدين
تلبس وتنزل تتمشى شوية في المنطقة حواليها .. في نفس الوقت تركي كان لسه
مرجعش لبيته من اليوم
اللي قبله وكان سهران مع صحابه وكان شارب سجاير بنجو ومهييس على الاخر ...
كانت بيري ماشية
وحاطة السماعات في ودانها وبتبص حواليها بتأمل في كل مكان وتركي كان ماشي
بعربيته وعمال يتمطوح
بالعربية يمين وشمال وفجأة لقى بيري قدامه فكسر عليها وفرمل جااامد ..
نزل من العربية بسرعة ومشي ليها بخطوات بيترنح :
- انتي ما تشوفين!
بيري قلبها دقاته كانت سريعة من الخوف وافتكرت تركي سكران وافتكرت كلام
ياسمين وفضلت تقرأ
القرآن وهي مرعوبة ووشها اصفر..
تركي شاف خوفها صعبت عليه فبدأ يقرب ليها وهي بدأت تبعد لورا من سكات
- لا تخافين ! بس ابي اطمن انتي بخير؟
- اا اا نن انا مش فاهمة
- اوه انتي مصرية
- ه ههو انت مصري؟
رقتها في الكلام وبراءة عينيها مكنتش مخلياه مركز معاها وبدأ يتفحص جمالها
وبعدين قال:
- ا ااه
- طب طط طب انا لاز لازم امشي
- طب اوصلك؟
بيري بخوف شديد ورعب:
- لالالالالالالا بعد اذنك
وتحاول تجري بعيد عنه بس تركي يجري وراها ويحاول يمسك ايدها بقوة