الحلقة الحاديــــــة عشـــــــر
وفجأة
تسمع بيري صوت ابراهيم بيناديها بكل غضب:
- بيـــــــــــــــــري!!
تتخض بيري وتبص تلاقي إبراهيم بينزل من عربيته بكل غضب وبيروح ليها ويمسكها
من ايدها بعنف يقومها ويجُرها وراه .. فتزعق ليه وتقوله:
- انت اتجننت
يقوم تركي بكل غيظ ويمسك ايد إبراهيم بكل عنف وحقد ويقوله:
- انت اشفيك انت ! منو مفكر نفسك!
إبراهيم يبص باستغراب لتركي ويبص لبيري ويقول:
- مين ده؟!
- ملكش دعوة مين ده ! انت مبقاش ليك وجود في حياتي فاااهم
- انتي اتجننتي يا بيري ولا اييييه ؟؟ بقلك ميييين دددده
تركي بعصبية وهو مبرق :
- اظن اخوي سمعت وشو قالتلك صح! يلاااا امشي من هنا لاجيبلك الشرطة احين
تروايك شغلك عدل!
* اظن سمعت هي قالتلك ايه يلا امشي من هنا بدل ما اجيبلك الشرطة تعرفك شغلك
كويس
إبراهيم بكل غضب:
- انت مااااال أهلك ! دي خطيبتي اصلااااا يعني انا حررر اعمل فيها اللي
عايزه
بيري بكل تحدي ترمي الدبلة في وشه:
- الدبلة اللي بتربطني بيك اهي .. خدها وغووور
إبراهيم بكل صدمة:
- ايه اللي بتعمليه ده؟! وكل ده ليه ؟! عشان شفتيني بتكلم عادي مع مديرة الشغل
! دي المديرة عارفة يعني
ايه ؟؟ يعني مقدرش اقلها لا ع حاجة وبعدين انتي حطيتي راسك برايها
ليييييييه ..
- انا محطتش يا إبراهيم انت اللي حطتنا في الموقف ده لما ادتها مكانة اكبر
من حجمها ...
- بيري حبيبتي احنا الاتنين اتصرفنا غلط ‘ تعالي بس نمشي من هنا ونتكلم
بهدوء بعيد عن الانسان ده ..
تُركي وقتها قلبه دق من الخوف ‘ خاف ان بيري قلبها يضعف وتروح مع ابراهيم
وبالتالي تضيع منه بعد ما
صدق انه لاقاها ..
بيري بكل قوة :
- إبراهيم انا حذرتك لو مشيت من الشركة من غيرك هتندم وصدقني انا خدت
القرار ومش راجعة فيه
وقتها تُركي قلبه رقص من الفرحة وابتسم وكان عايز يتكلم بس سكت عشان بيري
متاخدش منه موقف ..
إبراهيم بصدمة كبيرة:
- بيري فكري كووويس ان قرارك ده هيلخبطلك الدنيا !
- بتهددني؟
- اعتبريه زي ما تعتبرييييه! فكري يا بنت الناس كويس بدل ما تلاقي دنيتك
اتهدت وانتي فاهمة انتي محتاجة اد ايه للي وصلتيله بيا !!
تُركي يبص بقرف واشمئزاز من إبراهيم لانه فهم انه بيساومها على قعدتها في
البحرين وانه كان له اليد
في انها تيجي البحرين..
تبتسم بيري بكل هدوء وتقول:
- ولا حاجة في دنيتي المقرفة دي تسوى كرامتي!
تبص لتُركي وتقوله بكل عند :
- ممكن توصلني
إبراهيم مقاطعا:
- هتندمي يا بيري! مش إبراهيم اللي واحدة ترمي الدبلة في وشه
تقول بيري بعند اكتر:
- هتوووصلني يا تُركي
تركي بكل فرحة:
- طبعا .. امشي بينا
**********************************
مهرة وياسمين قاعدين في الشقة وكل واحدة بتخلص الشغل اللي وراها من تحضير
دروس وتصحيح دفاتر...
وفجأة يرن جرس الباب من تحت فتروح مهرة ترد باندهاش:
- ايوة مين؟
محمود بكل تردد:
- ااا آآ هي بيري موجودة؟
- لا .. هو حضرتك خطيبها
محمود باحراج شديد:
- اممم لا هو انا صاحب خطيبها بس كنت عايز .... يعني ... اطمن عليها
مهرة بقلق وخوف:
- تتطمن؟!!! ليه ؟ هي فين ؟ هو حصلها ايييه؟؟؟
ياسمين لما تسمع مهرة تقول كده تجري عليها وتقولها بعدم فهم:
- في ايه؟؟
- مش عارفة ده صاحب خطيب بيري وبيسأل عنها وبيقول عايز يطمن!!
- اساليه في ايه!!
مهرة ترجع تقول لمحمود:
- هو في ايه ؟ ايه اللي حصل؟ وبيري من الصبح مرجعتش البيت!!
محمود بتوتر وقلق:
- طب ممكن تنزلوا ليا عشان افهمك
- طيب طيب ادينا خمس دقايق وهننزل ليك
ياسمين بتوتر :
- ربنااااا يسترررر ربنا يستررررر
***********************************
مهرة وياسمين ينزلوا لمحمود ويمشوا معاه بعيد شوية عن السكن عشان محدش يعلق
على وقفتهم ..
محمود بتوتر وإحراج شديد:
- انا مش عارف اقول ايه او افهمكم ازاي
ياسمين بتوتر:
- لو سمحت فهمنا لحسن قلبنا وقع
- بصوا هو بيري وإبراهيم حصلت مشكلة بينهم جامدة واللي عرفته انها رمت
الدبلة في وش إبراهيم
مهرة وياسمين يبصوا لبعض بصدمة:
- ايــــــــــــــــه!!
- اا انا توقعت انها تكون رجعت عشان اتكلم معاها بهدوء..
مهرة بتوتر :
- لا هي من ساعة ما قالت لينا في المدرسة انها رايحة تقابل ابراهيم مجتش
ياسمين بقلق:
- واحنا توقعنا انها كل ده معاه وهترجع !!
محمود بخوف:
- طب اتصلوا بيها كده
تتصل ياسمين بيها تلاقي التلفون مغلق ‘ في نفس الوقت اللي يكون محمود سرحان
مع مهرة اللي سرحانة وفي عالم تاني..
************************************
مهرة ترجع بذكرياتها لورا ليوم الخناقة وتفتكر يوم ما عبد القادر مد ايده
عليها فتجري تعيط وتقفل باب الاوضة عليها .. تسمع اخته شادية وهي بتوسوس له:
- تخيل يا عبد القادر بقلها اشوف من لبسك حاجة وبقلها وانا منكسرة ! ما انت
من يوم ما اتجوزت يا اخويا
وانا مبحبش اتقل عليك في مصاريف !
تزعق وتبصلي بقرف وتقولي ما عندك لبسك!!
عبد القادر يغضب اكتر واكتر فتقول الام:
- كده يا ضنايا ! كده تعمل في امك واخواتك كده
- ما انا اهو يما مديت ايدي عليهاااا !
شادية بحرقة وتمثيل اكتر:
- مش كفاية ! واحد زيك مكنش فوتها ليها! وكان مساها بعلقة محترمة! عشان
تتعلم الادب! لكن اللي انت
بتعمله ده اسمه دلع..
حنان قاعدة سامعة وبتموت من جواها زي مهرة اللي قاعدة جوة اوضتها وكل ما
تسمع كلامهم تتكسر
ويتحرق قلبها من القهرة..
بعد خمس دقايق سمعتهم نزلوا حمدت ربها وبعدين سمعت خبط عبد القادر على
الباب وهو بيقول:
- افتحي يا مهرة
- مش هفتح يا عبد القادر
- بقلك افتحي يا مهررررة متخليش الدنيا تولع بينا اكتر ! انا شياطين الدنيا
بتترقص قدامي
- وانا مش هفتح يا عبد القادر ! انت فاكرني اكمني يتيمة هتبيع وتشتري فيا
انت واهلك
الجملة دي نرفزت عبد القادر اكتر ففضل يكسر الباب لحد ما يدخل واول ما شاف
مهرة فضل يضرب فيها
كتير وهي تصرخ من الوجع والألم
وكانت بتردد:
- حسبي الله ونعم الوكيل فيك
*************************************
بعد يومين من خناقة مهرة مع عبد القادر كانت دايما بتعمل الاكل ليه في صمت
ومترضاش تاكل ولانه كان
بيحبها بس زن اهله عماه كان قلبه بيتقطع على منظرها وحس بالندم انه مشي ورا
كلام مامته واخته
وضربها لحد ما اتعورت .. دخل وراها الاوضة بعد ما حطتله الاكل وقالها باسف:
- انا غلطان حقك عليا
بصت ليه مهرة بانكسار وقالتله:
- ده انا كنت عاملة خدي مداس لاهلك عشانك ! تقوم تيجي عليا كده
- والله مش عارف انا عملت كده ازاي بس كلامهم ....
قاطعته:
- قلتلك اسمعني الاول !
- ماهو مكنش ينفع تكدبي امي برضو! مهما كانت دي ست كبيرة
- ولو الكلام اللي بيتقال ده مش صح ؟! اتظلم اناااا؟؟؟
- معلش حقك عليااا ..
حاول يضمها ليه ولان قلبها كان طيب حاولت تداري وتحافظ على بيتها وسامحته
..
وطبعا لما اتصالحوا شادية عرفت بالموضوع فاتضايقت جدا ونارها غليت اكتر انه
بعد ده كله برضو راح وصالحها .. بس ميأستش وقررت انها تعمل حاجة اكبر من كده عشان
توقع ما بينهم للابد .. فاتفقت مع واحد أجرته وادته رقم مهرة يتصل بيها ويعاكسها
ويهددها انه معاه صورها ولو فكرت تبلغ جوزها هيروح يوريه الصور ويقله انهم على
علاقة سوا ...
كل يوم كان بيجي لمهرة تلفونات معاكسات من الراجل ده وحاولت كتير تهدده بس
هو هددها زي ما اتفق مع شادية وطبعا شادية كانت ادتله كام صورة لمهرة عشان ياكدلها
انه معاه صورها .. مهرة اتغيرت وبقت عايشة في رعب ومبقتش عارفة تتصرف ازاي وبقت
على طول عايشة على اعصابها .. لحد ما لاحظ عبد القادر تغيريها ..
- مالك يا مهرة؟ فيكي حاجة؟
- آآ ... آ انا ع عايزة اسافر البلد عند امي شوية يا عبد القادر
- ليه بس؟ تعبانة؟ ولا ايه؟
- يعني الايام دي فعلا بدووخ كتير
عبد القادر يبص ليها بفرح ويقول:
- حاااااامل؟؟؟
تبص ليه مهرة وتقوله:
- معرفش !
عبد القادر بلهفة:
- طب قوومي قووومي حبيبتي نكشف بسررررعة
- بس توعدني اروح اقعد عند امي شوية
- طبعاااااا
وبالفعل كشفت مهرة وعرفت انها حامل وفرحتها هي وعبد القادر نستها الهم كله
اللي بقالها فترة عايشة في ناره..
شادية لما عرفت اتغاظت اكتر انه خطتها لحد دلوقتي مجبتش نتيجة ووقتها اتفقت
مع الراجل انه يبعت لاخوها مسج فيها صورة من صور مراته ويقوله انهم ع علاقة ..
***************************
وبعد ما وافق عبد القادر ان مهرة تسافر تاني يوم ‘ كان قاعد في الصالة وهي
في اوضتها بترتب شنطتها وبعد خمس دقايق دخل عليها الاوضة وعينه مليانة شرار وعروقه
كأنها هتنفجر من العصبية والشر الي جواه .. ومع كل خطوة ليها كانت انفاسه الغاضبة
بتسبقه ليها وهو بيقلها:
- عايزة تسااااااافري لعشيييييقك يا فااااااااااجرة
*****************************
تفوق مهرة مفزوعة من ذكرياتها ع صوت محمود وهو بيناديها:
- انسة مهرة انتي مش معانا؟
تبص له بخوف وتلتفت حواليها وكأنها بتستوعب هي فين وتقوله بنظرات تايهه:
- ها ؟
ياسمين بقلق:
- تلفونها مغلق يا مهرة ومش عارفين هي فييين هنعمل ايييه! انا بدأت اخااااف
محمود بقلق اكتر بس حاول يظهر عدم القلق:
- متقلقوووش هي لو اتأخرت عن الوقت المسموح لرجوعكم للسكن وقتها انا هبلغ
الشرطة
**************************
بيري قاعدة في العربية مع تُركي قدام البحر وهي دموعها نازلة وسرحانة وفي
دنيا غير الدنيا .. وتُركي
طول وقت سكوتها بيتأملها وبيتأمل ملامحها البريئة الحزينة وقلبها المكسور
.. مد ايده بقلق وتردد
وطبطب عليها وقالها بحنان دافي:
- محدش يستاهل تحزني عليه !
- آخر حاجة اتصورها انه يطلع شخص بالحقارة دي! مش ده اللي حبيته
- مش يمكن اللي حبتيه ده كان مجرد قناع؟!
تبص ليه بعيون مليانة آلم وتقول:
- وانا ذنبي حياتي وقلبي ايه لما اتواعدوا مع قناع مزيف مش حقيقة!
- هيجي يوم تحمدي ربنا فيه على الألم ده لانه صحالك عيونك المغمضة
- وعقبال ما يجي هياخد مننا ايه؟
- بإيدك مياخدش منك حاجة وبإيدك برضو ياخد منك كل حاجة
تعيط بيري وتقول:
- انا معنديش القوة احارب
- ممكن اقف جمبك احارب ليكِ
- وانت ذنبك ايه ! انت زي مليان ندوب
- مش يمكن طريقنا واحد؟!
- مين قال؟
- ليلك هي اللي قالت
تبص ليه بعدم فهم فيقولها:
- نادر اوي اللي يعرف عن الوردة دي ومن ساعة ما لقيتك بتحبيها زي وانا حاسس
ان دي إشارة ليا انا
- إشارة! ليه؟
- لأن الوردة دي معنى البراءة نفسها ! وانتي بريئة اوووي ..
ابتسمت بحزن وانكسار ليه فكمل وقال:
- طب تعرفي قصة الوردة دي؟
- تقريبا
- يعني انتي عارفة ان الوردة اتزرعت على قبر بنت احبها امير انجليزي ولما
خانها ماتت من الحزن والوفاء فصحابها لما زاروا قبرها زرعوا حوليه ورد الليلك
الازرق وتاني يوم لما زاروها تاني لقوه انه بقى لونه ابيض! فبقت الوردة دي شعار
للقلووب البيضا اللي رغم الخيانة والوجع بتفضل بريئة ؟!
- جايز وجايز لاني لقيت في الوردة دي الحزن اللي انا عايشة فيه والامان
اللي بدور عليه ..
- انا وانتي حبينها من غير ما نعرف ان حبنا ده كان جزء عشان يجمعنا سوا
تبص بيري لتُركي بخوف وتقوله:
- انت قصدك ايه ؟!