الحلقة السادسة عشر
تركي بيركب عربيته
بعد ما وصل بيري المطار واول ما بيركب بيجيله مسج بيشوفها من برة باسم بيري فيبتسم
ابتسامة مليانة حب ويفتحها واول ما يفتحها يتصدم!
يقرا تركي الرسالة
وانفاسه من كتر الغضب والصدمة كانت سريعة.. الرسالة كانت عبارة عن :
"شكرا لكل
حاجة انت عملتها ليا وحقيقي لو قعدت اشكرك من هنا لحد آخر عمري مش هوفيلك وقفتك
جمبي واكيد بتمنالك حياة سعيدة مع خديجة وانك تحاول تبتدي صفحة بيضا وجديدة معاها
‘ بس حصلت حاجة خفت احكهالك لاني معرفش ليه خفت تضايقك .. اللي متعرفهوش ان امبارح
ابراهيم بعد ما وصلتني كلمني وطلب مقابلتي واعتذرلي وانا غفرتله باسم الحب ..
واتفقنا اننا هنكمل حياتنا في مصر ‘ كان لازم اقلك بس مقدرتش اقلك وانت معايا ‘
استنيت اركب الطيارة واكتبلك الرسالة دي.. بشكرك فيها من كل قلبي وبتمنالك كل
الخير في حياتك"
يرجع يتصل بيها
بسرعة بس يلاقي الموبايل مغلق ‘ يرجع يدخل المطار ويسألهم عن الطيارة اذا كانت
طارت ولا لا فيقولوله انها طارت فيقول لموظف الاستعلامات:
- يا طويل العمر
توني موصل خطيبتي من شوي! اشلون طارت!!
* يا طويل العمر
انا لسه موصل خطيبتي من شوية ازاي طارت
- لأن كانت النداء
الأخير ومن ركبت اكيد طارت الطيارة
- ما في طريقة اقدر
اكلمها وهي في الطيارة
- لا صعب طبعا
للاسف ما في ...
*****************************************
بعد تلت ساعات وصلت
بير ي القاهرة واول ما خرجت لقت شيماء صاحبتها منتظراها ‘ واول ما شافوا
بعض جريوا على بعض
وحضنوا بعض بلهفة وشوق .. بيري اول ما اتحضنت من شيماء وكأنها كانت
محتاجة الحضن ده
عشان تفرغ كل الطاقة السلبية اللي مشحونة بيها فضلت تعيط جامد..
شيماء بخوف وفزع:
- انا اول مرة
اشوفك بتعيطي بحرقة اوووي كده يا بيري!
- مش مصدقة اني
اخيرا رجعتلكم ‘ كلكم وحشتوووني اوي يا شيمو وماما واخواتي
- منتظرينك جااامد
في البيت بس طبعا انتي عارفة ان مامتك تعبانة ومبتقدرش ع المشاوير البعيدة
فانا قلتلها هجيبك
ونيجي على طول..
- ربنا يخليكي ليا
يا حبيبتي .. اهم حاجة هي لسه معرفتش؟؟
- لا اطمني لسه متعرفش
.. احكيلي بالتفاصيل عن الحيوان ده ! اقسم بالله ده لو كان هنا في مصر لكنت
عرفته قيمته الواطي
!!
بيري تعيط اكتر
وتقول بانهيار:
- اخر حاجة يا شيمو
كنت اتخيلها يعملها فيا ! انا يوديني الغربة عشان يبهدلني كده! وتخيلي يهددني هناك
شيماء بعصبية تضرب
بايدها تابلوه العربية اللي هي بتسوقها:
- وربنا ما هرحمه
بس لو شفته !! هخليه يعرف قيمة نفسه العرة ده!! اوعى يكون فكر نفسه راجل!!
والله انتي اللي
كنتي عملاله قيمة المعفن الشحاااات!!
بيري تعيط اكتر
فتكمل شيماء:
- متعيطيش يا بيري
عليه ‘ صدقيني حبيبتي ده كلب ولا يسوى
- انا بعيط على
نفسي مش عليه
- نفسك تستاهل منك
انك تضحكي وتدلعي نفسك وتعيشي مش تبكي ..
- ببكي على كرامتي
وعلى قلبي اللي اترموا بسهولة عشان واحدة عندها فلوس ومنصب!
شيماء بحرقة:
- بأذن الله شفتي
ربك كبير ازاي بأذن الله وبعوووونه هيرجع كلب يتيم مش يلاقي اللي يتف عليه وبكرة
تقولي شيمو قالت..
- ههههههه كلب مش
يلاقي اللي يتف عليه هههههههههه
- ااااه اومال اصل
الصنف ده كده بياخد على نفوخه لحد ما يبقى لا ليه صاحب ولا عنوان ويبقى مش لاقي
وقتها بقى حتى اللي
يتف عليه ..
- مش عارفة ماما
هتعمل ايه !! خايفة عليها بجد
- متخافيش مامتك
اما هتسمع اللي عمله اكيد مش هتقف في صفه وبطلي اصلا تفكري في كل ده ‘ احنا
مصدقينا انك اخيرا
رجعتلنا بقى يا بيرووو ..
*********************************************
مهرة بتخلص هي
وياسمين شغلهم وجاين يركبوا لقت محمود واقف وبينادي مهرة.. مهرة بتستغرب وبتقول:
- ايه ده ‘ محمود
ايه اللي جايبه هنا ؟! هو ميعرفش ان بيري سافرت؟؟
- شكله بيشاورلك يا
مهرة روحيله كده
تروح مهرة لمحمود
اللي بيكون واقف باحراج شديد وبيبتسم لياسمين من بعيد ويسلم عليها من بعيد بعدين
يبص لمهرة بشوق
وإحراج :
- انا اسف اني جيت
هنا بس كنت حابب اشوفك واطمن على بيري؟
- بيري! هو انت متعرفش انها سافرت؟
- لا عارف بس قصدي اطمن سافرت وصلت ولا ايه الظروف؟
تبص مهرة في ايدها على الساعة وتقول:
- اه اكيد زمانها وصلت من زمان دلوقتي .. اول ما نكلمها هقلها انك جيت تطمن
عليها بنفسك
- ربنا يخليكي يارب وقوليلها محمود بيقلك انه على استعداد يخدمك في اي وقت
وياريت تخرج صداقتي
بابراهيم من الحسابات..
مهرة بابتسامة :
- اكيد متخافش هي دايما تقول عنك انك محترم وجدع ومش هتنسى عمرها وقفتك
جمبها برضو قصاد
صاحبك..
- ربنا يحفظها يارب
- اي خدمة تانية؟
محمود بإحراج شديد:
- يعني لو مفهاش اي مضايقة ممكن ابقى اتواصل معاكي؟
بتعجب شديد:
- انا؟!!
- اه لو مش هيضايقك طبعا؟
- انا؟؟؟ تتواصل معايا انا؟
- اه ؟
- اا نن ا اصل ا اانا يعني ......
- انا اسف لو احرجتك والله
- لا بالعكس بس انا ... لا طبعا اكيد ميضايقنيش
- يعني لو حبيت اتعرف عليكي اكتر مفيش مانع؟ صح؟
مهرة بخوف شديدة:
- تتعرف
- ايوة واكيد مش هتعدى حدودي معاكي
- اكيد انا فاهمة طبعا ... ماشي مفيش مانع
- طب ممكن رقم تلفونك
مهرة بلخمة وخوف :
- اه تلفوني اا اا ه رقمي حاضر طيب اه ماشي
محمود يبتسم ببراءة على إحراجها ولبختها ..
*************************************
تركي بعد ما خلص شغله واللي طبعا مكنش مركز فيه اوي بيرجع للبيت بيحاول
يتصل برقم بيري المصري اللي كانت ادتهوله بيلاقيه مقفول بيستغرب لانه اتصل بالمطار
واتأكد ان الطيارة وصلت من زمان فبيقول لنفسه:
"لما هي وصلت من زمان ليه مفتحتش تلفونها لحد دلوقتي؟! ولا هي ممكن
تكون ادتني رقم مش شغال؟ لا ازاي هتديني رقم مش شغال وهي كانت وقتها مهتمة طبعا
انها تتواصل معايا عشان اما اخلصلها ورقها! امال ليه مفتحتهووووش بس!"
تدخل عليه العنود فجأة وتقوله:
- تركي ايش جابك احين؟! معقولة خلصت اليوم بدري كدا؟
تركي وهو سرحان ومضايق:
- العنود لو سمحتي خليني لحالي احين الله يخليكي
- حبيبي ما ودي اشوفك كذا مضايق مرة ومو عارفة كيف اساعدك!
- ما اني زعلان من خويتك انا زعلان على شي ثاني
* مش زعلان من صاحبتك (قصده بنت خالته) انا زعلان على حاجة تانية
- من وشو يا عمري؟ انا اختك .. تتذكر يا تركي لما جيت مرة ابكي في حضنك في
نص الليل ؟
تركي وهو مبتسم:
- اي اتذكر كنتي توك اصغيرة جيتي لبابي تبكي وتقوليلي تركي مشاني افتح
الباب مرة خايفة
- ههههه طول عمرك حنون يا تركي وتسمعني اما اتضايق وتاخذني بحضنك .. تكلم
معاي يمكن اقدر
اقلك على حل ما انت شايفه!
- اااخ يا العنود لو بس تعرفي كيف راح انجن عليها؟!
- منهو ؟ خدييييجة!!!!!
- اي خديجة هاذي لو اشوفها اذبحها!
- تقصد منو ؟
- واحدة ثانية القدر جابها في طريقي صدفة
- حبيت يا تركي؟
يبص تركي لاخته وعينه فيها حنين وشوق لبيري ودموع قهر:
- ويوم ما جيت احب لقيت حبل الاعدام
تقوم العنود فورا تحضن اخوها وتطبطب عليه وتهزر معاه بالمصري:
- يارب الحبل ده يتلف على خديجة الرخمة ‘ اصلا من وهي صغيرة وهي بترخم عليك
دايما مش عارفة
ازاي حبيتها
يضحك شوية ويبصلها باستغراب:
- مش غريبة انك انتي شخصيا بتقولي كده؟!
- هي صحبتي وبنت خالتي اه بس انت اخويا حبيبي وبعدين انا عرفت اني هضحكك
بالطريقة دي ! عشان
انت دايما بتحب تسمع انها رخمة ...
- ههههه
- متقلقش هتدبر بس انت عارف شعور البنت التانية تجاهك ايه ولا ناوي على ايه
؟؟
- عارف بدليل انها لما عرفت ظروف خديجة وقصتها قررت تنسحب !
- هو انت حكتلها عن خديجة؟!!!!
- كان لازم اكون صادق معاها ومتتخدعش ! هو انا عارف الموضوع هيرسى على
ايه؟!
- طب وبعدين؟
- مش هسيبها تنسحب! انا ما صدقت لقيتها !!!
تبتسم العنود بخوف وتحاول تطمن اخوها وبعدين تبص على الورد اللي محطوط على
شباك اوضته وتقوله:
- بس متنساش تحذرها انك مجنون ليلك
- هي الليلك نفسه!
- ايه ؟ مش فاهمة؟
- هي الوفاء والاخلاص والحب اللي عشت ادور طول حياتي عليهم ! ومش بس كده هي
كمان بتحب الليلك
- يا مجنوووون هههههههه عشان كده تلاقيك حبيتها
- زي ما جمعنا الورد ده مش هخليها تتوه مني تاني ‘ بس اوصلها بس!!
***************************************
بيري قاعدة في حضن مامتها بعد ما خلصوا الغدا والام بتبص فجأة لايد بيري
ومبتلاقيش فيها دبلة
الخطوبة فتقولها باستغراب:
- فين دبلتك يا بيري؟؟
بتقوم بيري وتبص لمامتها بحزن :
- انا وإبراهيم يا ماما سبنا بعض
- ايــــــــــه!؟ ليه يا بنتي؟
- عشان يا امي طلع خاين وملهوش أمان
- خاين؟ ازاااي يا بنتي؟ ده د ده لسه مكلمني امبارح بيسأل عني وبيطمن وكان
بيقلي لو احتجتي اي حاجة
مع بيري اجبهالك وهي جيالك؟!
- ايـــــــــــــــــــه؟!!!! إبراهيم؟
- ايوووة!!! خاين؟ خاين ازاااي يا بيري
- البني ادم اللي عامل فيها مثالي ومحترم وجابني الغربة معاه كانت المديرة
بتاعته بتتلزق ليه يا امي
- معقووول
- ولما خيرته بيني وبينها اختارها هي يا امي ! اختارها هي ومعملش حساب عشرة
ولا حساب اني فنيت
سنين استناه يكون نفسه ولا عمل حساب اني جريت وراه للغربة عشان اتجوزه!!
- وازاي يا ضنايا تسكتي كل ده ومتقوليليش؟
- مكنتش عايزة اقلقك عليا يا امي ‘ كفايا حمل اخواتي عليكي
- تغور الغربة يا بنتي وتغور اي حاجة توجعك
بيري بتردد وقلق:
- بس انا جتلي يا ماما فرصة شغل تانية هناك
الام بحزن:
- هتسبينا تاني؟؟
بيري وهي سرحانة:
- كنت جاية وعاملة حسابي على فترة راحة بس شكله خلاص معدش ينفع يا أمي
النزول..
*************************************
إبراهيم قاعد في مكتبه سرحان وبيفكر يا ترى زمان بيري قالت لمامتها ولا لا
وفجأة تدخل عليه أشواق
- شفيك حبيبي قاعد هلون؟!
*مالك حبيبي قاعد كده
- كنت بفكر
- فيني؟
إبراهيم بابتسامة مجاملة:
- أكيد
- مب مصدقة عمري انا اسبوع وبتصير ملكتنا!
*مش مصدقة عمري اسبوع وهيتكتب كتابنا
إبراهيم بقلق وضيق وابتسامة باهتة:
- ربنا يخليكي ليا حبيبتي
- ويخلييييك يا بعد عمري
*ويخليك يا عمري
......................................
