القصة دي ارتجالة كانت في عصير الكتب بيني وبين الكاتب وائــل الخطيب ملحوظة انا الجزء اللي كتبته هخليه بلون الوردي وجزء الكاتب وائل هخليه باللون الأزرق ..
لملمت أطراف ردائها تستجمع دفئا يستحيل الحصول عليه ..وفي وسط ذلك الصمت الذي يخيم على المكان وعلى ارجوحتها الأثيرة أغمضت عينيها .. وتذكرت ..
اخذت الذكريات تتداعى الى ذهنها وبداخلها تعصف ملايين من البراكين والاسئلة ..
ترى من باع ؟؟!!!
من خان ؟؟؟؟
أي حب هذا الذي وإن مضى رغم جرحه يستدعى معه الأمان ؟؟
والسبب هو ..
دائما هناك هو ..
دعني احدثك سيدي
يا من كنت سببا مباشرا فيما انا فيه
دعني أذكِّرك وأذكِّر نفسي
يوم أن قلت عني عاهرة ..
اتذكر اول مرة قلت عنى عاهرة .. يوم احببتك كما اريد وكما يكون الحب لا كما تريد انت , يوم
ساعة مناسبة للغاية حتى تهرب و تذهب لترتاح من هذا الطقس .
قامت واتجهت إلى غرفتها وفتحت خزانة ملابسها لا تراها فالنور مطفئ , تلتقط ما طالته يدها ..
تسير حافية على ارض تترنح ما بين برودة و حرارة بهدوء كقطة حتى لا يسمعها احد
تدخل الحمام , لا تشعل الضوء , قررت ان تستحم فى الظلام كما كانت روحها تفعل دوما فى زمن من الازمان , فى معبد ما فى ارض ما لا يعرف احد شيء عنها الان .
تخلع ملابسها كما لو انها تخلع عمرها
وسؤال ينهشها من الداخل ماذا افعل هنا ؟!
هذا مكان لا يشبهنى , و زمان لا يحدثني , يا الهي ماذا انا بفاعله ؟؟!!
تتنهد بعمق .. تفك خصلات شعرها مموج , اسود عنيد .. هو شعرها لذلك يشبهها , تمرر اصابعها خلاله لعل علق فيه حزن فكان له ان يسقط مع ما يتساقط من شعرها .
تفكر ان تقصه , لكنها تذكرت ان المرأة لا تقص شعرها الا لو كانت تنهى او تبدأ علاقة جديدة
و هى لا ذلك و لا ذاك , لكنها تتذكر كم مرة قصته حداداً على خيبة قلبية جديدة , هزت رأسها بعنف , لا تريد ان تتذكر ..
ستترك شعرها هكذا .. كيف للحزن ان يتشبث بها لو قصر شعرها .
تتقدم و تفتح الماء لتدخل فى أحضانه , مياه باردة قد تكون قادرة على اطفاء بعض من هذه النيران , و هى و ان كانت تقف فى الظلام , فوهج نيرانها يريها كل شيء ..
ينزلق الماء على كتفيها راسماً حدودها
و حده الماء هو اعظم فنان و حده القادر على التشكل بكافة أشكال الكون , كيان لا لون له و لا طعم , و لا حياة بدونه
هذه المياه تعرفها , و تعرف تاريخها
هى الان تقف تحت الماءو تفكر ..
كيف ضاع من العمر ما ضاع و كيف انها تقف وحيدة تماما فى هذه الصحراء
كم تبدو الدموع الآن شيء تافه مبتذل لكنها لا تسطيع ان توقفها ..
ففي غمرة أحداث حياتها تظل صورته دائما هي عنوان كل يوم..
عجيب هو ما قد يشكله إنسان في حياتك, كيف أن تحترق كل يوم و تحكي له عن هذا الاحتراق وهو لا يصدق أو لا يبالي ما زالت الاسئلة تتسارع بلا اجوبة شافية
هل حقا الأمر يستحق فعلا ما خضته وما سأخوضه؟
هل سأنال يوماً ما اتمناه؟
هل حقاً سأجده في أحضاني كما أتمنى ؟ هل سأعيش معه لحظات العشق بلا ندم ولا خوف؟
أتمنى أن أستشعر خشونة كفيه على نعومة جسدي , لترسم على صفحات روحي ملامح حب يصل إلى حد الانصهار
إن ما يثير بحق في نفسي حفلات الظلام الهمجية هو إحساس عميق بالحزن , و ما يثير العجب أن في حالة الحب تلك وأكون وحيدة هكذا .
شوقي له مجنون , منذ أن أحببته و أنا أحكم عالمي بالمخبولين , طردت كل الحكماء , و نبذت كل الأصدقاء و الأوفياء
و فتحت أبواب مدينتي على مصراعيها و أسكنت الجنون و ذريته
كيف لا ؟
أليس هذا هو القدر ,عندما كتب على الجنون أن يرشد الحب و تزوج الحب والجنون
و أتيت أنا إلى هذا العالم لأعيش ما أعيشه الأن
تمر بي الأيام و أخشى ما قد يأتي, و يحتلني خوف بربري , فتثور فرسه روحي الغجرية و أفترش
فانيـــــة الجســـــد
استيقظت على غير عادتها حين سمعت صوت الآذان
يتجلجل صداه في الأنحاء .. لأول مرة منذ أعواما طويلة تشعر به قريبا جدا منها ..
تشعر وكأنه يخرج من بين نفحات قلبها .. أزاحت الغطاء عنها متمردة وذهبت تجلس
وحيدة في الصالة كعادتها .. شعرت
بأن كل شيء حولها غريب؟! جوفها البارد ‘ نظرات
عيناها التي تصرخ دوما بالأمان تنتقل حائرة هنا وهناك .. قررت أن تتجول في
الحديقة قليلا وما إن فتحت باب منزلها حتى افترستها موجة باردة عاتية ‘ جلست فوق
أرجوحتها وصرير الصمت ينهشها بأنيابه ببطىء.. التفت حولها يمينا ويسارا ‘ لم تجد
المدينة كعهدها السابق؟! هناك شيئا ليس على ما يرام؟ وكأنها أصبحت في مدينة
الموتى!!
لملمت أطراف ردائها تستجمع دفئا يستحيل الحصول عليه ..وفي وسط ذلك الصمت الذي يخيم على المكان وعلى ارجوحتها الأثيرة أغمضت عينيها .. وتذكرت ..
اخذت الذكريات تتداعى الى ذهنها وبداخلها تعصف ملايين من البراكين والاسئلة ..
ترى من باع ؟؟!!!
من خان ؟؟؟؟
أي حب هذا الذي وإن مضى رغم جرحه يستدعى معه الأمان ؟؟
نظرت
إلى ساعتها التي ترتديها بمعصم يدها اليمنى فوجدت عقارب الساعة تشير إلى الثانية
صباحا .. تعجبت كيف لها أن تكون الثانية وهي ذهبت إلى فراشها في الثانية
صباحا!! عادت مرة آخرى إلى
دوامة ذكرياتها
‘ عبست ملامحها حين تذكرت بأنها قضت أعوامها الآخيرة كزهرة يُسحق ريحقها دون أي
مقابل .. منذ طفولتها وهي تعاني من حياة بائسة شريدة ‘ منذ طفولتها وهي مُحطمة
القلب .. فماذا سيتغير حين تكبر؟! غانية هي ؟! نعم هي كذلك .. ولكن هي حاولت مرارا
وتكرارا أن تنقذ نفسها ولكن في كل مرة كانت تغوص في خبث القاع أكثر وأكثر ..
والسبب هو ..
دائما هناك هو ..
دعني احدثك سيدي
يا من كنت سببا مباشرا فيما انا فيه
دعني أذكِّرك وأذكِّر نفسي
يوم أن قلت عني عاهرة ..
اتذكر اول مرة قلت عنى عاهرة .. يوم احببتك كما اريد وكما يكون الحب لا كما تريد انت , يوم
ان اصبحت انا , و تكشفت ضئالتك انت ..
صدقنى لا ترهق نفسك بالبحث لك عن عصر جديد لك فيّ , فقد انتهيت من عندى ..
ربما لو اصبحت رجل اخر فأمامك فرصة ما دون ذلك لا اظن .
اسمح لى ان اضع على كتفي عبائتى , اسدل على راسي خماري و أرحل . انت تعلم ان
طريق
العاهرات طويل , و ان مكانى فيه بفضلك محفوظ ,ربما اعود , اعود كما كنت من
قبلك أرض اختلط سوادها باحمرها , خصبة يشقها نحر تحت الشمس ..
لاعود من جديد وطن
وطن يزهر في ارض جديدة ويصنع عالما من جديد ..
اتسعت ابتسامتها اكثر وهي تظن انهعا قد انهت ما لديها ..
ولكن
ولكن
مازالت تراتيل الصلاة تتطاير من حولها وبداخلها ؟! ابتسمت مرة ثانية حين ومض
آمامها آخر مشهد للقاء الناحر بينهما .. طلب منها في تلك الليلة ان ترقص فوق جسر
الهاوية وكأنه يريد أن يذيقها من العذاب سوطا آخر .. وافقته لأنها كانت تراه رجلا
دمث الخلق ! رأت في أحضانه الناكرة دفأ كاذب لعين .. فسقطت في بئر أوهامه .. رقصت وخلخالها
كان يدق بوهج الحب لقلبه .. لم تعلم حينها أنه في تلك الليلة ومع كأس الخمر سيتجرع
ما بقى من شرفها ! ألقى مالا على الطاولة وقال وقد تكشفت أسنانه الصفراء العوجاء:
انتهيت
منك ولم أعد أرغب في لقاء آخر
كانت
تلك الصدمة التي قسمت ظهر البعير .. جعلها كأضحية قُتلت بسكين بارد .. فخارت خريرة
القوى .. لم تصدق ما قال! فصرخت تستنجد ببقايا رجلا قد يكون مازال يقبع بداخله:
وحبي؟
أي حب
هذا أيتها العاهرة الذي تتحدثين عنه؟ هل للعاهرات قلوبا وجلة؟!
بأي
ثقة سوف أجعلك زوجة؟!
استيقظت
من شرودها على ضوء الشفق وهو يحي من جديد من بين سكنات دُجى الليل ..
ساعة مناسبة للغاية حتى تهرب و تذهب لترتاح من هذا الطقس .
قامت واتجهت إلى غرفتها وفتحت خزانة ملابسها لا تراها فالنور مطفئ , تلتقط ما طالته يدها ..
تسير حافية على ارض تترنح ما بين برودة و حرارة بهدوء كقطة حتى لا يسمعها احد
تدخل الحمام , لا تشعل الضوء , قررت ان تستحم فى الظلام كما كانت روحها تفعل دوما فى زمن من الازمان , فى معبد ما فى ارض ما لا يعرف احد شيء عنها الان .
تخلع ملابسها كما لو انها تخلع عمرها
وسؤال ينهشها من الداخل ماذا افعل هنا ؟!
هذا مكان لا يشبهنى , و زمان لا يحدثني , يا الهي ماذا انا بفاعله ؟؟!!
تتنهد بعمق .. تفك خصلات شعرها مموج , اسود عنيد .. هو شعرها لذلك يشبهها , تمرر اصابعها خلاله لعل علق فيه حزن فكان له ان يسقط مع ما يتساقط من شعرها .
تفكر ان تقصه , لكنها تذكرت ان المرأة لا تقص شعرها الا لو كانت تنهى او تبدأ علاقة جديدة
و هى لا ذلك و لا ذاك , لكنها تتذكر كم مرة قصته حداداً على خيبة قلبية جديدة , هزت رأسها بعنف , لا تريد ان تتذكر ..
ستترك شعرها هكذا .. كيف للحزن ان يتشبث بها لو قصر شعرها .
تتقدم و تفتح الماء لتدخل فى أحضانه , مياه باردة قد تكون قادرة على اطفاء بعض من هذه النيران , و هى و ان كانت تقف فى الظلام , فوهج نيرانها يريها كل شيء ..
ينزلق الماء على كتفيها راسماً حدودها
و حده الماء هو اعظم فنان و حده القادر على التشكل بكافة أشكال الكون , كيان لا لون له و لا طعم , و لا حياة بدونه
هذه المياه تعرفها , و تعرف تاريخها
هى الان تقف تحت الماءو تفكر ..
كيف ضاع من العمر ما ضاع و كيف انها تقف وحيدة تماما فى هذه الصحراء
كثيرا
من الفتيات اللاتي كانوا يرافقهنها في رحلة الليل وآخره قالوا أن الماء وحده هو من يجعلهن يشعرن نقائهن
اللاتي فقدوه ! هي ترى برودة المياه الآن وتلابيبها التي ترقص فوق تضاريس نهديها
الذي كان مطمع للكثير رُغما عنها .. ولكن على الرغم من ذلك لا تلمس تلك البرودة !
تتعجب ؟! هل أخذ التبلد كل ما تبقى من مشاعرها ؟! أم حرارة جسدها النحيل يحترق
شوقا لخلع عباءة العُهر؟! خرجت من الحمام وارتدت ثيابا ساترة رقيقة فلطالما كانت
تشعر أنها نقية من الداخل
ولكن
الظروف هي التي جعلت من طريقها يعرج إلى
الدرك الأسفل .. وقفت أمام المرآة فصعقت لما رأته من أمامها! وجهها يحمل ملامحها
ولكنه على غير العادة ‘ خطا رفيعا من الأعلى إلى أسفل ذقنها يقسم وجهها ببشاعة..
وحل حياتها يرتسم بدقة فوق شفتاها .. وظلام دامس ينغمس داخل بريق استشهد داخل
مقلتاها.. حاولت أن تلمس نفسها فلم تستطع.. ذُعرت ‘ هل كان الأمس آخر رمق لها في
الحياة؟!
كم تبدو الدموع الآن شيء تافه مبتذل لكنها لا تسطيع ان توقفها ..
ففي غمرة أحداث حياتها تظل صورته دائما هي عنوان كل يوم..
عجيب هو ما قد يشكله إنسان في حياتك, كيف أن تحترق كل يوم و تحكي له عن هذا الاحتراق وهو لا يصدق أو لا يبالي ما زالت الاسئلة تتسارع بلا اجوبة شافية
دائما لا تجد الراحة حتى وان اجابت
هل حقا الأمر يستحق فعلا ما خضته وما سأخوضه؟
هل سأنال يوماً ما اتمناه؟
هل حقاً سأجده في أحضاني كما أتمنى ؟ هل سأعيش معه لحظات العشق بلا ندم ولا خوف؟
أتمنى أن أستشعر خشونة كفيه على نعومة جسدي , لترسم على صفحات روحي ملامح حب يصل إلى حد الانصهار
إن ما يثير بحق في نفسي حفلات الظلام الهمجية هو إحساس عميق بالحزن , و ما يثير العجب أن في حالة الحب تلك وأكون وحيدة هكذا .
شوقي له مجنون , منذ أن أحببته و أنا أحكم عالمي بالمخبولين , طردت كل الحكماء , و نبذت كل الأصدقاء و الأوفياء
و فتحت أبواب مدينتي على مصراعيها و أسكنت الجنون و ذريته
كيف لا ؟
أليس هذا هو القدر ,عندما كتب على الجنون أن يرشد الحب و تزوج الحب والجنون
و أتيت أنا إلى هذا العالم لأعيش ما أعيشه الأن
تمر بي الأيام و أخشى ما قد يأتي, و يحتلني خوف بربري , فتثور فرسه روحي الغجرية و أفترش
نفسي لها سهل بلا حدود تجري فيه بلا قيود لعلها بعنفوانها تهجر بربرية الخوف
شعور
غجري بداخلها أوحى لها أن تلتفت إلى فراشها لترى جثتها هامدة دون
حراك
أمامها! كطيف غير مرئي يرقد في سلام ! اقتربت بخطوات مترددة ومرتبكة إلى نفسها وفي
وهلة تطايرت ذكريات حياتها فجأة من عنق زجاجة عمرها كوحش يكبر ويتشكل أمامها ليفترس
روحها المتبقية فوق ثرى بقاياها .. فقط الأن أدركت توقف عقارب الساعة عند الثانية
صباحا ! الآن فقط أدركت لما حولها ضاع في سراب الموتى .. هي أتت غانية ورحلت بائسة
في صمت عن الحياة من حولها .. الحب لم يزر مسائها يوما ما ولم يذيقها الحنان .. هي
تجرعت فقط فُتات الشوق الذي كان يلقيه شبه الرجل الذي رسمته يوما ما فارسا .. ولكن
هو أيضا أرادها فتاة لليلة واحدة ينتهل من نهر غنجها ثم يلقيها عارية الخُلق ‘
مجردة من الحياء.. بخل عليها أن يمنحها ولو نهارا نقيا واحدا .. ومع إدراكها
للحقيقة كانت الصلاة من حولها تأخذها بكل نقاء إلى أثير بعيد.. فركضت روحها شوقا إلى
السماء على الرغم من حمل الأثام التي وُشمت فوق جيدها ..