قصة سيلينا
قصة خيالية لـ
فاطمــة طلال
قصة خيالية لـ
فاطمــة طلال
الحلقة الاولى
في القرن الخامس عشر في مدينة ايطاليا وفي قصر كبير جدا مليء بالحاشية والخدم ..
تدخل احد الخادمات على حجرة كبيرة وواسعة .. جدرانها مطلية باللون الذهبي .. يوجد في منتصف
الغرفة سرير كبير جدا وبجانبه مقعدين فخمين ومن الجانب الاخر توجد منضدة كبيرة .. وفي اخر
الحجرة توجد مكتبة تحتوي على الكثير من المجلدات والكتب..
الخادمة:مولاتي الفطار جاهز
الملكة :هل استيقظت الفتيات؟
الخادمة:نعم مولاتي استيقظت الاميرة سيلينا منذ الصباح الباكر .. اما الاميرة ريناتا فمازالت لم تستيقظ
الملكة:حقا! كيف لم تستيقظ بعد؟ يجب ان تنتهي من كل الاستعدادات لحفل زفافها.. اذهبي واجعليها
تستيقظ فورا..
الخادمة:امرا وطاعة مولاتي..لكنك لم تقولي لي هل تريدين الفطار هنا ام تحت في الحديقة؟
الملكة:اين الملك؟
الخادمة:الملك مارسيليو خرج منذ الصباح الباكر هو ايضا..
الملكة وهي تفكر:يا ترى اين ذهب؟
الخادمة:هل من اوامر اخرى مولاتي؟
الملكة:لا اذهبي انتي وافعلي ما طلبته منك!
الخادمة:امرا وطاعة..
وهناك في الحديقة تجلس سيلينا تتأمل جمال الطبيعة.. وطبعا سيلينا هي الاميرة الصغيرة وتكبرها
ريناتا بعامين.. وتبلغ سيلينا 18 عاما.. فتاة رقيقة الملامح ‘ خصلات شعرها كسنابل القمح لونها بني
تميل احيانا للاصفرار حين تنعكس اشعة الشمس فوقها. عيناها واسعتان ولديها أنف مستقيم ‘ وشفتاها
صغيرتان ولكن ممتلئتان..
تأتي احدى الخادمات اليها وتقول: اميرتي الصغيرة هل تريدين شيئا؟
سيلينا بكل رقة:اشكرك .. تستطعين ان تذهبي وتكملي عملك ولا داعي من وقوفك هنا.. اذا احتجت
شيئا سوف اقوم به بنفسي..
الخادمة:اخشى ان يأتي الملك ولا يراني هنا ‘ فيظن اني مهملة وتاركة عملي!!
سيلينا:لا تخشي شيئا سأقول له باني انا من طلبت ذلك..
الخادمة بقلق:هل انتي متأكدة؟
سيلينا:نعم اذهبي انتي..
الخادمة:اشكرك اميرتي الصغيرة.. اشكرك جدااا
تبتسم سيلينا لها وتعود مرة اخرى تتأمل الطبيعة وفجأة تسمع نداء اختها من نافذة الطابق العلوي:
انتي ايتها البلهاء الصغيرة اما كفاك تأملا في حديقتك المملة وتأتي هنا لتساعديني؟!
سيلينا:اولا انا لست بلهاء ‘ وتعلمين جيدا ان التأمل هو غذاء الروح.. ثانيا لن اساعدك اذا لم تكفي
عن مناداتي بالبلهاء..
ريناتا:هيا اسرعي الى هنا والا شكوتك لوالدي وقلت له بانك لا تريدي مساعدتي في شيئا!
سيلينا:هههههه اضحكتيني جدااا ..لن افعل ان لم تتوقفي عن مناداتي بالبلهاء..
ريناتا:حسنا اعتذر جدااا اميرتي الصغيرة.. هل اعجبك هذاا اللقب؟؟
سيلينا:يمكنك ان تناديني باسمي فقط ‘ فانا لا احب تلك المظاهر والالقاب التي تشعرني باني تحفة
من ممتلكات الملك مارسيليو!!
ريناتا:عزيزتي سيلينا ليس هناك وقت لفلسفتك الان.. فزفافي بعد ثلاثة ايام..
سيلينا:حسنا سوف اساعدك من اجل ماتيو وليس من اجلك انتِ..
ريناتا:اااه ماتيوو افتقده جداااا
سيلينا:لا تستعجلي سوف تتزوجينه وتملي منه قريبا
ريناتا:ولماذا امل منه! ان كنت اعشقه!!
سيلينا:لانك باختصار شديد تملين من الاشياء سريعا.. وفكرة انك سوف تصحو كل يوم لتري ماتيو
ستملين منها سريعا وتبدأي تتذمري كعادتك..
ريناتا:ما اسخفك.. قد اكون فعلا اكره الروتين ولكنني لن اكره ماتيو..
سيلينا:حسنا ربما اكون اخطأت في التقدير هذه المرة..
ريناتا:نعم هيا اصعدي ‘ ليس لدينا الكثير من الوقت..
صعدت سيلينا الى ريناتا وبدأو في الاستعداد الى حفلة زفاف ريناتا على الامير ماتيو ماريا بوياردو
وهو امير مدينة توسكانا والتي تتوسط ايطاليا..
سيلينا:سوف افتقدك كثيرا يا عزيزتي
ريناتا:انا ايضا.. لا اعلم كيف سوف استيقظ بعد غد ولا اراكِ..
سيلينا:سأتي لزيارتك كثيرا
ريناتا:اتعلمين من ايضا سوف افتقده؟!
سيلينا:من؟
ريناتا:الجد لوديفكو
سيلينا:ااه انا ايضا لقد اشتقته جداااا .. مارأيك في زيارة له في الغد؟ لتأخذي منه البركة قبل زفافك؟
ريناتا:حسنااا فكرة رائعة ‘ سوف اقول لماتيو ونذهب في الغد..
وفجأة سمعوا صوت والدهم وهو يصرخ ويتوعد:الاوغاااااد يريدون قلب نظام الحكم ونشر الفوضى
في سائر انحاء ايطاليا بمعتقداتهم الغبية.. لن اتركهم وسأقف لهم بالمرصاد!!
ريناتا في فزع:ما هذا؟ عن من يتحدث والدك؟
سيلينا:لا علم سوف اذهب لارى ماذا يحدث!
ريناتا:انتظري يا سيلينا فانه غاضب الان ولربما يصب عليك جم غضبه!!
سيلينا:سأذهب لارى ماذا يحدث لن اقف مكتوفة الايدي هكذا..
وذهبت سيلينا حيث يقف والدها في منتصف مكتبه في الطابق الاسفل ويهدد ويتوعد:الاوغاد يريدون
سحب بساط الحكم من تحت قدمي.. لن اتركهم يفعلونها..
سيلينا:ابي ماذا حدث؟
الملك:ماذا تريدين الان ؟
سيلينا:اريد ان اطمئن على احوالك يا والدي؟
الملك:انهم ينشرون الفساد في سائر انحاء ايطاليا بمعتقدات النهضة التي يريدون ايحداثها ويريدون
سحب البساط من تحت قدماي..ولكن هيهات سوف اقف لهم بالمرصاد.. غدا سوف اشن الحرب عليهم
سيلينا:ولكن يا ابي بعد غد زفاف اختي!
الملك:لن تتزوج قبل ان تهدأ امور ايطاليا..
سيلينا:ولكن زفافها تأجل قبل ذلك وايضا بسببك انت يا والدي.. وان تأجل مرة اخرى سوف تحزن
ريناتا..
الملك:مابالك انتِ ايتها الغبية الصغيرة؟! اقول لك عرش مملكتي تحت التهديد وتريدين انتِ ان تكمل
اختك مراسم زفافها؟!!
سيلينا:نعم يا ابي انا لارى شيئا في ماتقوله يمثل خطرا على حكمك! الشعب يريد ان يبيد عصور الظلام
التي تعيشها ايطاليا وانت ترى في ذلك تهديد لعرش مملكتك!! انا لو في مكانك لكنت ادخلت عصر
النهضة بنفسي الى ايطاليا وملكت جميع زمام الامور في يدي..
الملك بغضب:يالك من متعجرفة صغيرة .. من ملىء عقلك بهذه المعتقدات السوداء؟! انه ذلك الرجل
العجوز لوديفكو! أوليس ذلك!!!!
سيلينا:ليس هو ..
الملك بغضب:اغربي عن وجهي والا قتلتكِ الان..
تاتي الملكة وتتدخل:هل جننت يا مارسيليو؟
الملك:الم تسمعي كلام فتاتك الحمقاء!
الملكة:فتاتي الصغيرة اصعدي الان الى اختك واتركيني مع والدك ..
....
ذهبت سيلينا الى ريتانا ووجدتها تبكي فقالت لها:ماذا بكِ؟
ريناتا:يريد تأجيل زفافي مرة اخرى! لم اكن اعرف سابقا ان والدنا اناني الى هذه الدرجة..
سيلينا:لا تخافي سوف تتزوجين في وقتك..
ريناتا:كيف؟
سيلينا:سوف نهرب غدا الى الجد لوديفكو ويأتي معنا ماتيو وتتزوجين هناك..
ريناتا:ماذا؟؟ اجننتي!!
سيلينا:ان بقيتي هنا لن تتزوجي ماتيو .. لان الحرب سوف تقوم!
ريناتا:اي حرب هذه التي تتحدثين عنها؟؟
سيلينا:حرب العصر الذهبي على عصور الظلام الدامسة التي تنغمس فيها ايطاليا..
ريناتا:اختاه اتعرفين شيئا لا اعرفه؟؟
سيلينا:لقد سمعتهم كثيرا يا اختي يتحدثون بانه فاض بهم الكيل من الجهل الذي يقبعون داخل اغواره!!
ريناتا:ربااااه وماذا سنفعل؟؟
سيلينا:قلت لك سنهرب...
استنوني في الحلقة القادمة....
استنوني في الحلقة القادمة....