الحلقـــــــــة الرابعــــــــــــة
كنزي بتحدي واستفزاز لحمزة:لااا وهطلع واشوف الاوض دي
فيها ايه
حمزة بتبريقة مخيفة وصريخ:كنززززززززززززي
تطلع كنزي بسرعة تفتح اول اوضة في وشها وتتفاجأ لما
تلاقي قدامها
صورة في النص كبيرة متعلقة لحمزة وواحدة وبينهم بنت
صغيرة عمرها تلت سنين .. بتبص
حواليها في الاوضة لقت انها اوضة أطفال ..
حمز بصوت مرهق جدا ومبحوح: لااا متفتحهاش يا كنزي
ارجوووكي
ويقع حمزة على ركبته ..
كنزي متفاجأة ‘ دخلت الاوضة لقت سرير صغير ولعب مالية
الاوضة على الارض ‘ على اليمين
دولاب صغير وجمبه تسريحة صغيرة مليانة صور لحمزة مع
واحدة وبنت صغيرة ..
فوق السرير صورة كبيرة للبنت الصغيرة وهي بتضحك.. فتحت
كنزي الدولاب لقت
فيه لبس كتيير .. ولقت على التسريحة ورقة مكتوب فيها:
"حمزة حبيبي لو جيت وملقتنيش انا و لي لي متقلقش
هنكون في النادي مستنيينك عشان الندوة
بتاعتك.. هتوحشني اووي لحد ما نشوفك..
ملاحظة صغنتوتة خالص لي لي محضرالك مفاجأة حلوة اوي .."
بتقفل كنزي الورقة وتاخدها في ايدها وتنزل من على
السلالم وهي مش مستوعبة اي حاجة
بتلاقي حمزة واقع على الارض على ركبته وعمال يعيط ويقول:
غصبن عني انا اللي قتلتهم!!
كنزي بتقف قدامه وتقول:مش فاهمة؟
حمزة بعياط:مي مراتي والاوضة اللي كنتي فيها دي اوضة لي
لي بنتي .. كانوا احلى حاجة في
حياتي بس انا مقدرتهمش ولا عرفت قيمتهم الا في الآخر ‘
بعد ما ضاعوا مني !!
كنزي بضيق:مش فاهمة!
حمزة بيرجع بذكرياته لورا لخمس سنين ..
حمزة في الجامعة واقف مع صحابه .. واحد من صحابه بيقوله:
ايه يا عم حمزة هتفضل مشغول كده دايما؟
حمزة: انت عارف بخلص من ندوة ‘ الاقيني اتدبست في ندوة
تانية اعمل ايه!
صاحب حمزة:اللي علي علي بقى يا باشا
حمزة:المهم انا رايح المكتبة ‘ عايز ادور على كتاب كده
اقابلكم بعدين بقى..
يجري حمزة على المكتبة ويفضل يدور على كتاب وهو بيدور
ميخدش باله من بنت كانت مسكة
كتب كتير فيخبط فيها ..
تقع كل الكتب اللي في ايد البنت وهو يقول بكل اشمئزاز:
مش تفتحي يا انسة!
البنت: يعني غلطان ومعندكش ذوق وكمان لسانك طويل!!
حمزة بكل غرور:افندم؟! انتي بتكلميني انا؟!
البنت:ايوووة بكلمك انت!! يعني وقعت الكتب ومكلفتش نفسك
تشيلهم او تعتذر وكمان لسانك
طويل!!
تيجي بنت من ناحية تانية جري وتقول:في ايه يا مي؟
مي:مش شايفة البني ادم ده يا ولاء!
ولاء اول ما تشوف حمزة تتخض وتقول لمي بصوت واطي:شششش
انتي مش عارفة ده مين!
مي:مين يعني!! شهريار زمانه؟!
ولاء:ده حمزة شهاب كاتب وأديب معروف اوي في الجامعة وليه
ديوانين شعر ورواية!
مي:انا ميهمنيش هو ايه لو هو انسان ميفهمش في الذوق
والاحترام
ولاء بابتسامة مرتبكة:معلش يا استاذ حمزة ‘ اللي ميعرفك
يجهلك
مي بعصبية: انتي بتعتذري على ايه !! وبعدين هو شهرته
هتخليه يهزأ في خلق الله كده؟!
حمزة بإحراج واعجاب في نفس الوقت بمي: اعتذر يا آنسة مي
ولاء باندهاش من حمزة همست في ودان مي:يالهوي ّ خليتي
الولد بجلالة قدره يعتذرلك.. خلاص
بقى عديها..
مي بإحراج:حصل خير ..
حمزة باستعجال: لينا لقاء تاني
وبعدها اختفى بسرعة
ولاء لمي:انتي عارفة انتي عملتي ايه؟!
مي باستغراب:ايه عملت ايه يعني!!
ولاء:يا بنتي حمزة ده معروووف عنه انه شاب تقيل كده
ونادر اما بيعتذر لحد
مي:مغرور يعني!
ولاء:مغرور اييه بس ‘ هو حالة كده بصي صعبة انها تتفهم
مي:بصي انا مبحبش انه عشان مشهور وكده اسمحله بفرصة انه
يشوف نفسه علينا! وبعدين
حسيته ماشي يقول بنظرات عينه وسعوا انا محدش قدي!
ولاء:انتي مجنووونة اكيد ‘ ده تلت ارباع بنات الجامعة
دايبين فيه..
مي:براحتهم هما بقى
ولاء:لا انتي بجد غريبة
مي:يلا يلا ‘ ورانا محاضرات
تمشي مي ووراها ولاء وبعد ما يمشوا يخرج حمزة من ورا
الرف بتاع المكتبة من وراهم ويكون
مبتسم ..
*********************************
تمر الايام تاني قدام حمزة وهو بيحكي لكنزي وبعدين يفتكر
يوم تاني.. اليوم ده كان حفل توقيع
روايته التانية .. مي كانت ما بين الحاضرين .. الكل كان
بيحاول ياخد توقيع من حمزة ماعدا مي..
حمزة انتبه لمي اللي واقفة بعيد وبتتفرج.. ساب الناس
وراح ليها وقال:
مش عايزاني اوقعلك؟
مي:لا !
حمزة بضيق رفع حاجبه وقال:امال جاية هنا تعملي ايه؟!
مي:جاية اشوف الكاتب اللي ضيعت من وقتي وقريت ليه روايته
حمزة بغرور:اوعي تقولي انها معجبتكيش؟!
مي:وانت ليه واثق اوي انها هتعجبني؟
حمزة:لان النقاد أشادوا بيها جدا!!
مي:انت عارف يا أخ حمزة
حمزة بسخرية:هه أخ؟!
مي:انت عارف مشكلتك ايه او عيبك؟
حمزة بابتسامة هادية:اية؟
مي:ان انت فاكر ان الكون كله مُسخر ليك
حمزة باندهاش:ازاي؟
مي:كونك انك مبدع وابقى كذابة لو قلت غير كده ‘ ده
ميدلكش الحق انك تتفاخر اوي بنفسك كده
حمزة:ولما انتي شايفة كده ‘ ايه برضو اللي جابك
مي:افتكرت انك هتتكلم
عن الرواية وهتتكلم فكرتها جاتلك ازاي وهتتكلم عنها اكتر وتوصف
الشخصيات .. بصراحة افتكرت اني هستفيد..
حمزة بضيق:ولما جيتي لقيتي ايه؟
مي:لما جيت لقيت كاتب بيخسر نفسه بنفسه..
حمزة:ازاي؟
مي:لقيت كاتب هامه انه يشوف الناس ملهوفة وبتجري تاخد
توقيعه اد ما مهتم يشرح جمال كتابته!
حمزة:انتي اول واحدة تقولي كده ‘ اي بنت متعود منها تيجي
تتكلم في اي كلام ‘ او تبقى هتموت
واتكلم معاها كلمتين..
مي:اديك قلت اي بنت .. عن اذنك بقى
حمزة باهتمام:رايحة فين؟
مي:هروح
حمزة:ليه؟
مي:مش خلاص خلصت!
حمزة:بس انا حابب اتناقش معاكِ
مي باستغراب:بخصوص؟
حمزة:بخصوص الرواية طبعا ‘ تسمحيلي اعزمك على اي حاجة
ونتناقش في الرواية
مي بارتباك:ممم بس انا مش متعودة على كدة
حمزة:انا حابب اوريكي إني بعرف اتناقش عن الروايات اللي بكتبها..
مي:اممم
حمزة:للدرجادي خايفة مني؟
مي:مش فكرة خايفة ‘ بس فكرة مبدأ ‘ على العموم لو حابب
تتناقش فعلا يبقى نخليها في مكتبة
الجامعة..
حمزة:ايه مكتبة الجامعة!
مي:ايوة وهجيب صحابي اللي قروا القصة عشان يستفيدوا كمان
حمزة: بب بس ...
مي مقاطعة حمزة:ولا انت خايف بقى؟
حمزة بتحدي:لا طبعا
مي بحماس:يبقى بكرة في المكتبة الساعة 11 الصبح حلو؟
حمزة:تمام حلو
تمشي مي ويفضل حمزة يراقبها لحد ما تبعد عن عيونه خالص
******************************************
تاني يوم في الجامعة مي بتكون مجمعة صحباتها ومستنيين
حمزة..
حمزة يجي واول ما يدخل المكتبة ‘ تبدأ البنات بالهمهمة
.. تحس مي فجأة بضيق ومتكونش فاهمة
ليه..
حمزة لمي:ادي اللي كنت عامل حسابه
مي باستفهام:اللي هو ايه؟
حمزة:اول ما ادخل ‘ البنات ياكلوني بعنيهم
مي بضيق: افهم من كده انك عايز تنسحب
حمزة بتحدي:لا طبعااا! ‘ بس انتي مال وشك احمر كده ليه؟
مي بخوف:مين؟! انا؟!! لا طبعا تلاقي الدنيا حر بس
حمزة باستفزاز:الدنيا بردو .. على العموم ماشي
مي باستفزاز اكتر وتحدي اكتر:طيب يا بنات زي ما انتم
عارفين ان رواية الكاتب الشاب حمزة
شهاب ((لا تقتلني )) نزلت وكلنا طبعا قرأناها والنهاردة
اجتمعنا معاه عشان نتناقش ويشرحلنا
اكتر عن الرواية.. اللي حابة تسأل ياريت تسأل في محور
الرواية ومش عايزين اي اسئلة خارجة
عن الحدود دي..
حمزة:احم ‘ ازيكم في الاول
الكل:الحمد الله
حمزة:اتفضلوا ‘ لأي سؤال
مي: ممكن حضرتك تشرحلنا ايه سبب انك دايما بتفه من
المرأة في رواياتك وبتحطها في خانة انها
مش اكتر من خادمة في البيت؟!
حمزة وهو مستفز لطريقة طرح سؤال مي: ومين قال اني بعمل
كده؟ انا بشوف ان الست كونها ست
فهي المسؤولة الأولى والاخيرة عن البيت قبل اي حاجة
تانية..
مي:يعني منظورك زي منظور سي السيد؟! ان الست بيتها
وراجلها وبس؟
حمزة بضيق:لا طبعاا ‘ بس الست الأولى ليها بيتها
مي:تمام ‘ اتفق معاك بس طريقة شرحك للموضوع في الروايات
بيحسسنا انك شايف ان الست
هي مجرد أداة في البيت لتلبية احتياجات الراجل وبس!
حمزة بنرفزة:مين قال كده!
مي بجرأة:يعني انت مش مع البطل بتاعك في روايتك لما جت
مراته وطلبت منه انها تشتغل
وهو رفض..
حمزة بارتباك بيمسح عرقه ويقول:لا مش بالظبط ‘ بس انا
شايف انه هو نوعا ما عنده حق
مي بسخرية:هه يعني كلامي انا صح اهو؟
حمزة بنرفزة:لا مش بالظبط يا انسة مي ! البطل في الرواية
كان شايف انه طالما قادر يصرف
على بيته فليه مراته تروح تشتغل..
ولاء صاحبة مي:عشان كيانها كأمرأة ؟
حمزة:وماله كيانها في البيت؟ ايه اللي هيحصله؟ هيتهز
مثلا؟؟
مي:وده يخليني ارجع واقلك ان رأي في حضرتك كان صح
حمزة وهو بيجز على سنانه: وليه متقوليش انك مصممة ان
رأيك فيا هو اللي يبقى صح وبتحاولي
تزنقيني بالاسئلة من الصبح عشان اظهر زي ما حضرتك حابة؟!
مي:لا ابدا احنا بتناقش
بنت تانية تكون مضايقة من طريقة مي:بصراحة يا مي ‘ انا
متفقة جدا مع رأي حمزة..
مي بضيق:اشرحيلي اكتر وجهة نظرك
البنت:احنا اتعودنا ان الست اهم حاجة هو بيتها وعيالها
وولادها ‘ والشغل ده بيبقى ملهوش لازمة
طالما زوجها قادر يتكفل بالطلبات كلها والمسؤوليات..
مي:بس يا استاذ حمزة ‘ انت قصدت تهمش من دور الزوجة
وتحصره بس في انها بتقضي يومها
وحياتها في خدمة الزوج والتفاني في خدمته ‘ زي رواية
حضرتك الأولى " كوني أنا" واللي
بردو اتعمدت انك تهشم من دور البطلة فيه وتمحور الدنيا
كلها حولين البطل؟! وده اللي بيديني
فكرة ان ابطالك الذكورية دايما انانية!!!
حمزة بتوتر:هه مش عارف ليه يا انسة مي بدأت احس انك
بتهاجميني انا شخصيا مش رواياتي؟!
مي:انا معرفش حضرتك اصلا عشان اهاجمك ‘ انا بقرأ روايتك
اللي هو انت بتكتبها .. تصوراتك
بتطلع جواها وشخصيتك برضو بتطلع جواها وده اللي بيخليك
ممكن تكون حاسس اني بهاجمك
لشخصك ‘ لكن لو لاحظت انا بهاجم أبطال رواياتك..
حمزة يبص في ساعته ويقول:ياااه واضح ان النقاش خدنا
ومحستش بالوقت ‘ انا فعلا مضطر
استأذن عشان عندي محاضرة..
مي بابتسامة مليانة انتصار وهدوء:بنشكرك كلنا طبعاا على
وقتك ومناقشتك ..
حمزة:انا اللي بشكرك ‘ ولينا مناقشة تانية حدديها زي ما
تحبي وقوليلي عشان نكمل لان اكيد
في كلام كتير ملحقناش نناقشه..
مي:طبعااا ده لو حضرتك مضايقتش مننا..
حمزة بابتسامة:لا طبعا ازاي..
*************************************
بعد ما الكل بيمشي من المكتبة بيرجع حمزة لمي ويقولها:
انا بصراحة حاولت احضر المحاضرة ‘ بس معرفتش امشي
مي باستغراب:ليه؟
حمزة:بصراحة اكتر ‘ انتي السبب
مي باندهاش:نعم!؟ انا؟ هه بردو مش قادرة افهم ليه
حمزة وعينه في عين مي وبيقول:مش يمكن لانك عملالي علامة
استفهام كبيرة اوي؟!
................
استنوني الحلقة اللي جاية