الحلقـــــــــــة الخامســـــــــة "لـــــــو؟!"

الحلقــــــــة الخامســــــــة

حمزة:بصراحة اكتر ‘ انتي السبب

مي باندهاش:نعم!؟ انا؟ هه بردو مش قادرة افهم ليه

حمزة وعينه في عين مي وبيقول:مش يمكن لانك عملالي علامة استفهام كبيرة اوي؟!

مي بخجل وخوف وارتباك في نفس الوقت:مين؟ انا؟! انا اللي هو انا؟

حمزة يمرر ايده في شعره ويقول:بصراحة اة ! أول بنت تهاجمني بالشكل ده ‘ وتتعمق اوي في

قراية رواياتي وشِعري لدرجة انها بتناقشني زي ما تكون قادرة تقراني ما بين السطور ..

مي:اكيد فيه كتير زيّ يا أستاذ حمزة ‘ مش بس انا كده ..

حمزة:طب معلش هكون تقيل عليكي واطلب تاني اعزمك على حاجة بس المرادي لوحدنا

مي بفرحة داخلية:لو سمحت يا استاذ حمزة قدر ظروفي ‘ اني مش هينفع اخرج

حمزة:ليه؟

مي:عشان مفيش ما بينا حاجة تخلينا نتقابل على الكازينوهات ونقعد بقى !

حمزة: ومين قالك اني انا كمان كده اصلا؟!

مي:امال اللي انت بتطلبه مني ده ايه؟

حمزة: انا عمري ما عملت كده مع اي بنت اصلا

مي باحراج:احم

حمزة:وبعدين متخافيش اكيد مش هاكلك يعني

مي بارتباك:ع ععن اذنك .. انا عندي محاضرة

ولمت مي حاجتها بسرعة وبارتباك ومشيت بسرعة .. ولاء كانت واقفة بعيد ومستنية مي واول ما

مي راحت ليها قالتلها بلهفة:ايه ؟ ها ؟ كان عاوز ايه؟

مي بإحراج وفرحة :كان عايز نقعد سوا ‘ كان عايز يقعد معايا لوحدنا

ولاء:الله بجد ‘ بجد بجد يا مي يعني بجد بجد؟

مي:ايه يا ولاء انتي سفيتي ولا ايه؟

ولاء بكل حالمية:هييييييح اصل ده حمزة يا مي حمزززة

مي بابتسامة مليانة خجل:منا عارفة انه حمزة ‘ بس تعرفي انا عاجبني اني مميزة كده عن كل

البنات اللي حواليه يعني..

ولاء:بس يا حبيبتي خلي بالك لحسن هوبا تلاقيه مبقاش موجود

مي:يبقى ساعتها ميستهلش حبي ولا قلبي

ولاء:ليييه بقى ان شاء الله؟

مي:عشان المفروض لو هو بيحبني بجد هيستحمل كل العذاب بتاعي

ولاء بتفكير شوية:اممم تصدقي فعلا؟!

مي:طب يلا يا هبلة

ولاء بتمشي خطوة وفجأة تقف وبعلو صوتها:مي!!

مي بتتخض:اية؟ في ايه؟

ولاء بصوت عالي ومندهشة:انتي بتحبي حمزة؟!!!!

مي بتجري تحط ايدها على بق ولاء وتقولها:يخريييييبتك ايه اللي بتقوووليه ده؟

ولاء بتبص لمي وبتتكلم بس كلام مش مفهوم لان مي حاطة ايدها على بقها

مي:ايه؟ بتقولي ايه؟

ولاء بتطلع اصوات بمعنى انه شيلي ايدك

مي:عارفة يا فضيييحة انتي لو عليتي صوتك ‘ هقتلك

ولاء بتهز راسها بمعنى:ماشي

واول ما تشيل مي ايدها تقول ولاء بسرعة شديدة:

ايه ايه هموووت يخربيتك ‘ كل ده عشان بقول انك بتحبي حمزة ايييييييه

مي بتبص يمين وشمال وتشوف اذا فيه حد بيسمعهم ولا لا بعدين تقول:

اخرررسي بقى هتفضحيني يا بتااااعة انتي

ولاء بتغمز لمي وتقول:بس انتي بتحبيه ‘ صح؟ ياجااااااامد انت يا حمززززة ياللي قدرت

تسرررق قلب مي..

مي بإحراج:بصي انا بصراحة جوايا ليه مشاعر غريبة

ولاء بكل ثقة:قوليلي انا يا ماما ‘ مش هتلاقي احسن مني يفهم في الحب وسيرته

مي بارتباك:اممم ‘ يعني من اول ديوان ليه قريته وانا مشدودة ليه مش زي  اي كاتب عادي بقراله

وبصراحة انا مكنتش اعرف انه هو معانا هنا في الجامعة..

ولاء بكل تلقائية:عشان هبلة

مي:اخص عليكي يا ولاء

ولاء بتمسك خدود مي بدلع وتقول:خلاص يا كتموتوووو كملي ها وبعدين

مي:لقتني بقرأ كل كلمة ليه وبحاول افصصها ‘ بحاول اقراه هو شخصيا من بين السطور ‘ بحاول

اتعرف عليه من بعيد لبعيد..

ولاء بكل حب:هيييييح وايه كمان؟

مي:بقيت بدوّر على كل كلام بيتكتب عنه واقراه بكل اهتمام ‘ وادوّر على رأي النقاد فيه واحاول

اعرف اكتر عنه ..

ولاء:هيييييح وايه كمان..

مي لسه هتكمل كلامها بعدين بصت لولاء وقالت بنرفزة:هو ايه اللي هييح وايه كمان هيييح وايه

كمان؟!!!

ولاء:الله يا مي ! بسمعك

مي:انا ماشية بقى ..

ولاء:على فين؟

مي:هروّح البيت ‘ حاسة كده اني مرهقة شوية

ولاء:بركاتك يا عم حمزززة

مي:والله يا ولاء لولا انك صحبتي اللي بحبها كان زمان خفستك دلوقتي تحت رجليا

ولاء باندهاش:خفستك!! دي بأي لغة؟

مي:معررررفش هي طلعت معايا كده

ولاء:لا بجد خفستك!! ده انتي عليكي كلام يبااااي

مي:طب امشي بقى يا ولاء بدل ما اعرفك معناها

ولاء بضحك:هههههههه هوحشك ‘ انتي حرة

مي:ماشي يا تلمة..

************************************

مي تمشي وتروح ناحية الاتوبيس عشان تركب ‘ فتلاقي حمزة فجأة جمبها..

حمزة:مروحة؟

مي بخضة:حمزة!!

حمزة:اه

مي بارتباك:خير؟ فيه حاجة؟

حمزة:هتروحي؟

مي:اه؟!

حمزة:خلاص هروّحك

مي:ايه ده ليه؟

حمزة:يعني بما انك قارئة مميزة عندي ‘ فلازم اطمن عليكي

مي بابتسامة:ويا ترى بتعمل كده مع كل قرائك؟

حمزة:اممم لا ‘ بس زي ما قلتلك انتي قارئة مميزة

مي اول ما يجي الاتوبيس تركب وتفتكر ان حمزة بيهزر بس تتفاجأ لما تلاقي حمزة ركب معاها..

مي:انت بتعمل ايه يا مجنون؟!

حمزة:قلتلك

مي:بس ... انت عربيتك كده ....

حمزة:ايوة سبتها في الجامعة واديت المفاتيح لصاحبي وهركب معاكي واوصلك بما اني عارف

انك استحالة تركبي معايا..

مي:وكل ده ليه؟!

حمزة:عايز اكون جمبك

مي:هههه ليه؟ عشان انا حالة مختلفة ومجرد ما هتعرفها ممكن تكتب عنها رواية وتنساها او ممكن

حتى تنساها من غير ما تكتب رواية اصلا..

حمزة يغمز لمي:وممكن اكتب حاجة تانية خالص

مي بعدم فهم:ايه؟

حمزة بابتسامة منشكحة:لما يجي وقتها ..

مي تبص للشارع وتقول بسرعة:انا نازلة هنا سلام

تنزل مي وتلاقي وراها حمزة نازل..

مي بضيق:لو سمحت يا حمزة بقى ‘ لحد كده وكفاية

حمزة:انتي ليه مصرة تحسسيني اني برمي نفسي عليكي؟!

مي بخنقة اكتر:انا مش قصدي يا حمزة..

حمزة بعد لحظات ابتسم وقال:خلاص هسيبك على راحتك ‘ هشوفك بكرة؟

مي بعد لحظات صمت:ماشي

حمزة بيجري في الشارع ويقول:بكرررررة هشووووفها بكررررة هشوووفها

مي بتضحك من قلبها وتقول بصوت عالي:مجنووون ‘ ياااارب حد يعرفك يشوووفك ويفضحك

حمزة وهو لسه بيجري:بكررررة هشوووفها بكررررة هشوووفهاااا

************************************

حمزة بيفوق من الذكريات ويلاقي كنزي قاعدة قدامه ودموعها نازلة ..

كنزي:يعني انت المؤلف المعروووف حمزة شهاب اللي اختفى فجأة عن ساحة الأدب من غير

اسباب معروفة ومجهووولة لحد وقتنا ده؟! رغم نجاحه العظيييم!!

حمزة بيمسح دمعة نازلة ويقول:للاسف انا هو

كنزي :كمل وبعدين؟

حمزة بإرهاق:مش قادر يا كنزي ‘ سبيني في حالي يا كنزي بقى

كنزي: عايزة اعرف ايه اللي حصل؟ عايزة افهم فين مي وبنتك ماتوا ازاي؟

حمزة يفتكر ويعيط اكتر ويقول بعصبية:سبيييييني بقى سبيييييني

كنزي:ولما اسيبك؟ تفتكر هتقدر تهرب من ذكرياتك؟! محدش بيعرف يهرب من ماضيه يا حمزة

ولازم توااااجه ده بقى

حمزة بعصبية:انتي ليه مبتفهميش اني تعباااان ومش قااادر

كنزي:هسيبك دلوقتي ‘ بس عايزاك تعرف حاجة واحدة بس يا كابتن ‘ مهما هتهرب هيجي يوم

عليك وتتعب .. فواجه الامر بشجاعة عشان تعرف تكمل حياتك..

حمزة بعنين كلها تعب وإرهاق:بقالي زمن مش عارف اكمل حياتي ولا طريقي

كنزي:عشان مُصر تهرب من ماضي ومش راضي تواجهة

حمزة بتعب:مش قااااادر

كنزي:تصبح على خير يا حمزة ..

تروح كنزي ناحية الكنبة بتاعتها وتغطي نفسها وتنام ..

يقوم حمزة من مكانه ويطلع لفوق وهو طالع يلاقي باب اوضة بنته لي لي مفتوح ‘ يرجع خطوة

لورا زي ما يكون مش عايز يقرب للاوضة.. يقف متنح قدامها ودقات قلبه بتزيد من الخوف..

يتقدم خطوة ويبقى عايز يقفل باب الاوضة وكأنه عايز يحبس كل الذكريات جواها ..

يمسك الاوكرة بتاعت الباب ولسه هيقفل الاوضة ‘ يقف لحظة يبص لكل ركن في الاوضة ويقرر

انه يدخل جوة الاوضة..

اول ما يدخل دموعه تنهار وكأنها ما صدقت ان حمزة اتجرأ ودخل الاوضة بعد فترة طويلة كان

قافلها ومبيدخلهاش..

اول ما دخل رجعت بيه الذكريات لورا تاني...

******************************************

بعد شهر راح حمزة الجامعة وكان متفق كعادته انه هيشوف مي وفضل مستني عند المكتبة وكل

شوية يبص لساعته  ويبص يدور على مي..

 وبعد ساعات من الوقفة جمب المكتبة شاف مي من بعيد .. جري عليها

مي اتأخرتي كده ليه؟!

مي باندهاش:حمزة؟! انت كنت مستنيني؟

حمزة بابتسامة:من بدررري

مي بارتباك:احم ‘ شفت ولاء؟

حمزة بضحكة لانه فهم ان مي مرتبكة:لا مشفتهاش .. المهم النهاردة نادي المسرح هيعرض فيلم

حلو اوي اجنبي متاخده عن رواية لكاتب اجنبي ‘ تحبي تتفرجي معايا..

مي بتوتر:مممم

حمزة:انا مش بقلك تعالي السينما ‘ ده نادي المسرح يا مي !؟ متخلنيش احس انك بتتهربي مني انا

مش اي حاجه تانية..

مي بخجل:اوك تمام

حمزة بسعادة:خلاص ‘ الساعة 1 الضهر الفيلم هيبتدي ‘ هستناكِ عند نادي المسرح

مي:ماشي ..

*********************************

مي بعد ما خلصت محاضرتها وعلى الساعة واحدة راحت نادي المسرح ‘ لقت حمزة واقف على

بابه..

حمزة بلهفة:كنت مرعوووب لمتجيش

مي بابتسامة مشرقة:ليه حد اداك ميعاد قبل كده واتضربت فيه ‘ عشان كده مرعوب؟

حمزة:هههه بصراحة لا ‘ بس معاكي انتي كل حاجة مختلفة

مي بخجل وارتباك:طب ايه مش هنتفرج على الفيلم ..

حمزة:اه يلا

***********************************

بعد ما خلصوا الفيلم حمزة:ها عجبك الفيلم؟

مي:اممم عجبني بس فيه حجات معجبتنيش فيها

حمزة:زي؟

مي:اممم زي كون ان البطل رفض تضحية البطلة ..

حمزة:مش يمكن احساسه بالكبرياء منعه من ان يحس ان البطلة بتضحي عشانه ؟!

مي:في الحب مفيش كبرياء ‘ والتضحية مبدأ متجزأ على الاتنين وبالتساوي

حمزة مبتسم وهو بيسمع لمي ..

مي باندهاش:ايه مالك؟

حمزة:معاكي بتعرفيني على دنيا تانية وغريبة

مي:مش عارفة ليه حاسة اني هبدأ اتعدي منك

حمزة:ههههه ازاي؟

مي:هبقى مغروورة زيك

حمزة باندهاش:ايه ده انا مغرووور؟!

مي:ايه ده محدش قالك كده قبل كده؟

حمزة:تخيلي اتقالي كتير

مي:وعملت ايه؟

حمزة:ولا همني

مي:ههههه عشااااان مغرووووووور

حمزة:بيكي..

مي كانت ماسكة دفتر في ايدها وقع اول ما سمعت اخر كلمة من حمزة..

مي بارتباك شديد:اا انا  انا شكلي اا ااتاخرت

حمزة بضيق:لا متأخرتيش يا مي ‘ انتي بس اللي بتهربي كل ما احاول اقرب منك اكتر! بقالي

شهرين كل يوم بحاول اقرب اكتر وانتي حاطة حدود ما بينا..

مي:عشان مش عايزة اكون مجرد بطلة في رواية ليك وتنساني بعدين..

حمزة:وانا عايزك فعلا تكوني بطلة بس في رواية حياتي انا..

مي بضيق:حمزة انت متأكد من ده؟ ولا عشان انا حالة مختلفة شدتك وخلاص؟

حمزة:متأكد يا مي ! ومن اول مرة شفتك فيها وده دق ..

وشاور على قلبه..

مي:بس انا محتاجة وقت اتأكد

حمزة بقلق:من ايه؟

مي:انت في شخصيتك فيه حجات مش متأكدة اذا كنت هتغيرها عشاني او لا!

حمزة باستغراب:زي ايه؟

....................

استنوني الحلقة اللي جاية