كمانيليو

كمانيليو
قريبا في المكتبات

الخميس، 24 أكتوبر 2013

الحلقــــــــة الثانيــــــــة عشــــــر "لــــــــو؟!"

الحلقـــــــــــة الثانيـــــــــة عشـــر


كنزي بابتسامة مكسورة:لا .. عن اذنك
وتطلع لفوق بسرعة قبل ما يلاحظ حمزة دموعها..
بعد ما تطلع يفضل حمزة يبص على مكانها الفاضي وعلى اسطوانة أم كلثوم اللي لسه شغالة ..
يقوم ويطلع ويخبط على كنزي..
كنزي من جوة بتمسح دموعها بسرعة وقالت:ايوة؟
حمزة من برة بحنان:ممكن نتكلم شوية؟
كنزي باستغراب:في حاجة؟
حمزة برقة أكتر:محتاج أتكلم معاكي شوية
كنزي بإرتباك:حح حاضر ‘ خمسة وانزلك
حمزة بشك:ليه؟
كنزي:اا ا هدخل الحمام
حمزة بشك اكتر:ممم طيب ‘ متتأخريش
كنزي:حاضر
تروح كنزي الحمام وتغسل وشها وبعدين تفرد شعرها على كتفها وتنزل..
حمزة أول ما يشوف شعرها مفكوك يُعجب بمنظرها ويقول:
أول مرة اشوف شعرك مفرود ‘ على طول ربطاه يا ديل حصان ‘ يا ضفيرة يا مش عارف
عاملة فيه ايه..
كنزي بكسوف:اه ‘ يعني مش عارفة ايه اللي  خلاني افرده
حمزة بابتسامة:بالعكس حلو كده
كنزي تمسك في شعرها وتحاول تلمه على جانب واحد من كتر الكسوف
حمزة يضحك ويقول:ههههه خلاص يعني ‘ مكنتش اعرف انك بتتكسفي اوي كده
كنزي بإرتباك:ها؟! انا..
حمزة:اه حتى خدودك محمرة اهي
كنزي:تؤ ‘ الله .. قولي بقى كنت عاوز ايه؟
حمزة بشك:منزلتيش بسرعة ليه؟
كنزي بتوتر:اا اه عادي يعني .. ليه؟
حمزة يبص جوة عيونها اكتر ويقول برقة :انتي معيطة؟
كنزي بخضة:ها؟ انا ! لا لا لا
حمزة:للدرجادي هو واحشك
كنزي بتعجب:هو مين؟
حمزة:اللي بتحبيه ومش عارفة تنسيه؟
كنزي بضيق:ممكن نغير الموضوع؟
حمزة باندهاش:بتهربي من الموضوع! مش عادتك.. اعرف انك شجاعة وبتواجهي دايما ‘ ايه
اللي حصل؟
كنزي ماسكة دموعها وبتقول:أحيانا فيه مواضيع بتلاقي انه مش صح انك تواجهها
حمزة:ليه؟
كنزي:عشان لسه مجاش آوانها
حمزة بضيق:يعني لسه بتحبيه
كنزي بضيق:يووه يا حمزة ما قلتلك اقفل على الموضوع ده
حمزة بضيق شديد:طالما مضايقك اوي كده يبقى لسه بتحبيه..
كنزي تقوم تقف وتقول:انا لسه مش فاهمة ايه الموضوع اللي انت كنت عايزني فيه؟! وعمال
تسألني اسئلة ؟؟
حمزة بيبص جوة عيونها ويقول:طب ليه الدموع اللي جوة عينك وحابساها دي؟
كنزي اول ما تسمع الجملة ‘ غصبن عنها الدموع تستسلم وتنزل مرة واحدة ..
يقرب حمزة ليها وبكل حنان يمسح دموعها ويقول:
لو حابة تتكلمي انا ممكن اسمعك ؟
كنزي لنفسها:يااااه اقلك ايه بس!!! ارجووك انت كده بتعذبني اووووي...
حمزة برقة:عايز اسمعك ‘
كنزي:ليه؟ ليه النهاردة بالذات عايز تسمعني؟
حمزة:سامع قلبك نفسُه يحكي...
كنزي:مينفعش
حمزة:ليه؟
كنزي:عشان فيه حجات عشان تتولد لازم الأول فيه حجات تمووت..
حمزة بعدم فهم:مش فاهم؟!
كنزي:ولا حتى لما اتكلم هتفهم يا حمزة..
حمزة برجاء:جرررربي؟
كنزي:خلي كل حاجة بآوانها .. انا بجد تعبانة ومحتاجة انام
حمزة يمسك ايد كنزي ويقلها:هتنامي بجد؟
كنزي:ايوة
حمزة:مش عايزة برضو اقرب منك؟ مع انك قدرتي تدخل جوة حياتي وتشووفيني من جوايا!
كنزي:انت اقرب مما تتخيل..
حمزة:فعلا؟
كنزي:فعلا يا حمزة بس انت مش واخد بالك.. تصبح على خير
وتسيب ايده وهو واقف يفكر في مكانه

*************************************************

تصحى كنزي تاني يوم على صوت آلة في الجنينة ‘ تصحى بسرعة وبلهفة وتبص من الشباك
على الجنينة ‘ تلاقي حمزة قاعد في الجنينة بيظبط فيها..
تبتسم لا إرادي وتغسل وشها وتتوضى وتصلي وتلبس وتنزل ليه..
حمزة وهو بيشتغل في الجنينة فيلمح كنزي واقفة بعيد بتتفرج:
ايه ده ‘ واقفة من امتى؟
كنزي:محبتش اعمل دوشة
حمزة بتعجب:مش عادتك ‘ ده انتي الدوشة نفسها
كنزي بابتسامة واسعة:ايه الهمة دي؟
حمزة وهو بيقلد طريقة كنزي:مفيش يا كابتن ‘ انا لقيت الجنينة ايه بقى محتاجة تظبيط قبل ما تتزرع
فقلت اظبطهالك..
كنزي تضحك:ههههه وبقيت كمان بتتكلم زيّ؟
حمزة:من عاشر قوم بقى
كنزي:هروح احضر ليك الفطار ولا فطرت؟
حمزة:لا مستنيكي تصحي عشان نفطر سوا ‘ بس خليكي مرتاحة انتي لسه مخفتيش اوي وانا هروح
اعمله بنفسي..
كنزي:لا عادي ‘ انا قلتلك مبحبش اعيش جوة دور العيّا ده كتير..
وتروح كنزي تحضر الفطار..

***************************************

حمزة وكنزي يكونوا بيفطروا في الجنينة ‘ يبص حمزة برقة لكنزي ويقولها:
احكيلي بقى عن العيّا بتاعك ‘ انا اعرف انه جالك بس معرفش التفاصيل
كنزي بابتسامة:لما جالي اتصدمت انه في الرحم ‘ كنت هتقبله بصدر رحب 100% لو كان في  اي
مكان تاني ..
حمزة:اشمعنى؟ ماهو هو!!
كنزي:لا في الرحم يعني انا مضطرة يا احارب المرض ده بكل قوة اتوجدت على الأرض ‘ يا استسلم
واختار الطريق الأسهل واشيل الرحم واتحرم طول عمررري من اني ابقى أم..
حمزة:طب ليه مقلتيش لحبيبك اللي بتحبيه على مرضك وتتجوزوا بعض!!
كنزي بابتسامة فيها مرارة:عشان وقتها قلبه مكنش ملكه!!
حمزة بعدم فهم:مش فاهمك ؟ وضحي اكتر؟؟
كنزي:وقتها هو مكنش يعرف حاجه عني ‘ انا حبيته في صمت ومن بعيد لبعيد
حمزة بصدمة:معقووول!! ازاي قدرتي تخلي قلبك يدق ويحب ويجازف ويعشق لحد مش حاسس
بيكي ومن بعيد لبعيد؟!
كنزي:في الحب ‘ انت ممكن تعمل اي حاااجة ‘ اي حاااجة .. لو حبيت فعلا لازم تكون على أتم
استعداد انك تجازف وتعمل اي حاجه وتخاطر عشان الحُب ده يعيش..
حمزة:منين بتجيبي كل القوة دي؟
كنزي وهي بتشاور على قلبها:ده اللي بيقويني ‘ وهو ده بردو اللي خلاني اتحدى كل الدكاترة واصر
اني اتعالج بالأدوية من غير ما اشيل ارحم ‘ الدكاترة كانوا مستغربين من الأمل اللي جوايا ..
حمزة:ويا ترى الأمل ده كله جه ليه؟
كنزي:في الوقت اللي عييت فيه عرفت ان اللي بحبه حصلتله ظروف وتعب جدااا ‘ احساسي اني
لازم اخف واعيييش عشانه هو ده اللي اداني الامل اني اقاوم مرضي.. كلنا يا حمزة بيبقى
عندنا النقطة دي في حياتنا.. كلنا في عز ضعفنا بيبقى عندنا القوة اللي محبوسة جوانا وممكن
تخلينا نعدي اي ضعف بس مستنية مننا اننا نفتحلها سكة..
حمزة:وخفيتي؟
كنزي:تخيل بقى؟! اني فعلا خفيت!! رغم ان الدكاترة اكدولي ان نسبة الشفاء من الدوا لوحدها
مش كافيه واني لازم استأصل الرحم!!
حمزة بقلق:بس ممكن يرجع تاني؟
كنزي:وممكن لا!! ليه اعيش جوة خوفي انه هيرجع!! منا محتاجة اكتر اني اعيش بأنه مش هيرجع؟!
حمزة:بس انتي بتعرضي نفسك دايما يا كنزي للخطر! زي ما جيتي برضو وخبطتي عليا ؟
كنت مستغرب ازاي واثقة اووي كده فيا اني ممكن مأذكيش؟
كنزي بإرتباك:بب بيبان يا حمزة..
تقوم تقف كنزي وتقول:طب انا هقوم اشيل الحجات جوة بقى
حمزة:وانا هقوم اقعد شوية اقرأ

*****************************************

كنزي بتروح المطبخ وتتنهد:
اووووف ‘ وبعدين بقى معاك يا حمزة.. لا وبعدين معاااكي انتي يا كنززي .. فوووقي بقى فوووقي..
وافووق ليه؟! مش ده اللي انا كنت بحلم بيه من زمان؟!
زمان حاجة واللي انتي فيه معاه ده دلوقتي حاجه تانية..
لييييه؟ ليييه مكتوب دايما اني ابعد عنه؟! ما الفرصة اني اكون قريبه ليه اهي جت؟! ليه ارفضها وابعد
عنها؟!!
عشان حمزة لسه ضعيف ‘ حمزة لسه مخرجش من جراحه ‘ انتي بتستعبطي ولا ايه!!
وعمره ما هيخرج لو مساعدش نفسه ‘ وانا بساعده انه يساعد نفسه ..
بس لازم هو اللي يختار ده بنفسه ومتهيألي عشان يقدر ياخد قرار زي ده انتي محتاجة تنسحبي
بقى من حياته ..
بس مينفعش..
ليه بقى مينفعش؟
ع ععشان انا لسه مخلصتش مهمتي..
متهيألي انتي خلصتي مهمتك من زمان ..
تفوق كنزي من كلامها مع نفسها على صوت حمزة اللي دخل عليها المطبخ فجأة ‘ فتتخض ويقع
الطبق اللي في ايدها فجأة على الأرض..
كنزي من الخضة:اا اانا انا اسفة انا اسفة بجد انا انااا كنت سرحانة خالص
حمزة:ششش متخفيش ‘ براحة ‘ انا اللي اسف اني دخلت عليكي كده مرة واحدة بس مكنتش عارف
انك سرحانة..
كنزي بإرتباك:ايوة انا اسفة فعلا ‘ انا مخدتش بالي .. اا ا انت انت كنت بتنادي عليا من زمان؟
حمزة:لا
كنزي:اه
حمزة يوطي عشان يلم الطبق فتقول كنزي بسرعة:سيبه عادي انا هلمه
حمزة:لا عادي مش مهم
كنزي:اا اانت كنت عاوز حاجه؟
حمزة:مفيش كنت هسألك لو تحبي نتعشى برة ‘ النهاردة
كنزي بتعجب واندهاش:ايه؟
حمزة:يعني ‘ فيه مطعم كده هو بعيد اه ‘ بس قلت نغير جو شوية
كنزي:اممم
حمزة:ايه مالك؟
كنزي:هاه...
حمزة باستغراب:مالك يا كنزي؟
كنزي:لا لا عادي
حمزة باستغراب اكتر:اانا كنت فاكر اني لما هقلك هلاقيكي فرحتي على طول
كنزي:انا فعلا فرحت
حمزة:مش حاسس؟
كنزي:معلش اصل لسه مخضوضة..
حمزة:يعني موافقة نتعشى برة؟
كنزي:موافقة
حمزة بفرح:تمااام

*****************************************

اول ما تخرج كنزي من المطبخ تقول لنفسها:
هو ده اللي المفروض تنسحبي! وافقتي ليه على العشاااا!!
عشان مبسوووطة انه بدأ يتجاوب معايا ‘ مكنش ينفع اصده!!
رجعتي تستعبطي تاني
لاااا مبستعبطش معنى انه حمزة يبدأ يخرج للعالم تاني ده في حد ذاته انجاز!!
لا مش انجاز لان مفيش انجاز بيبقى مبني على الغش
اناااا مبغشهوووووش
تؤ يووووووووه بقى انا هفضل اتكلم مع نفسي لحد كده لامتى ‘ انا بايني اتجننت ولا ايه.. انا هروح
احضر نفسي للعشا..

*************************************

تطلع كنزي وتختار فستان اسود ناعم  قطيف وطويل وبأكمام واسعة وتلبس شال فرو أبيض عليه
وتفرد شعرها وبعد ساعات تنزل ..
حمزة بصوت عالي:واو
كنزي بإحراج:ايه ؟
حمزة:حد قالك قبل كده ‘ ان عينك فيها نور كأنه حتة من ضي القمر؟
كنزي بكسوف:ده اعتبره اعجاب من الكاتب العظيم حمزة شهاب؟
حمزة بابتسامة هادية:الكاتب حمزة شهاب مات من زمان ‘ الموجود دلوقتي انسان تاني بحاول
اتعرف عليه من جديد..
كنزي:طب خلينا نتعرف عليه سوا
حمزة بجرأة:يمكن انتي تعرفيه اكتر مني؟
كنزي بتعجب:انا؟!
حمزة:اه لانه ظهر بظهورك في حياتي
كنزي بابتسامة وإحراج شديد:طب ايه مش يلا نروح نتعشى ولا هنقضيها كلام؟
حمزة:لا طبعا ‘ اتفضلي..

****************************************

بعد ساعات يرجع حمزة وكنزي البيت تاني وهما مبسوطين مع بعض ..
حمزة:شكرا ليكي
كنزي:انا؟
حمزة:ايوة ‘ كان بقالي كتير محستش بكل الحاجات دي
كنزي:وشكرا ليك انت ‘ لانك من غير ما تحس بتخليني مبسوطة
حمزة وهو بيتاوب:طب انا هموت وانام
كنزي:تمام تصبح على خير ‘ انا هقعد برة في الجنينة شوية
حمزة:بس برد عليكي يا كنزي وانتي لسه عيانة كده
كنزي:متخفش انا متقلة في اللبس
حمزة:مصممة؟
كنزي:اها ‘ محتاجة اقعد شووية
حمزة:طيب بس متكتريش ‘ لولا اني عايز انام كنت جيت وقعدت معاكي شوية
كنزي:لا لا نام انت ولا يهمك
حمزة:تصبحي على خير
كنزي:وانت من اهله
تطلع كنزي تغير لبس الخروج وتلبس لبس تاني وتتقل في اللبس وتاخد دفترها وتطلع الجنينة
تقعد شوية تكتب..
بعد ساعة كنزي قاعدة وقدامها الدفتر مفتوح وبيخرج فجأة حمزة بعد ما افتكرت انه نام..
حمزة بكل تلقائية:مجاليش نوم وانا مش مطمنن عليكي كده
كنزي من الخضة بتاخد الدفتر عشان تخبيه بس بيقع على الارض وبيلاحظ حمزة ده..
لسه هتجيبه من الأرض بيشيل حمزة الدفتر بسرعة من على الأرض ويقراه ..
كنزي بخوف وتلعثم:ااه ح ححمزة ‘ لو سمحت الدفتر ..حمزة.. ارجوووك الدفتترررر
حمزة بيقلب بعصبية في الدفتر ويقرأ وميسمعش كلام كنزي
كنزي بعصبية:مش من حقك تقرأ من غير استئذاني
حمزة بيبرق لما يوصل لصفحة معينة في الدفتر ويبص لكنزي ويقول:
زي مش من حقك يا حضرة الصحفية انك تعملي التمثيلية القذرررررررة دي عشان تعملي سبق
صحفي على كاتب مشهور فجأة اختفى من عيون الناس والدنيا كلها!!!!!!
.......................

استنوني الحلقة اللي جاية