الحلقة الاولى من قصة
"الحُب خلف الاسلاك الشائــــــكة"
انا ندى ‘ اتولدت في قرية في الصعيد.. ماما قاهرية ويمكن ده اللي كان
بيخليني احس اني مش صعيدية
خالص وكنت بتكلم قاهري زي ماما.. بابا كان راجل متدين جداااا وشديد شوية ‘
لا شويتين.. لاااا بابا
كان شديد اووووي وكنت بخاف منه جدااااا..
كبرت على اني اخاف من بابا في كل حاجة في حياتي.. وماما كانت الوسيط بينا..
انا البنت المتوسطة وقبلي هدى وبعدي شذى واخرالعنقود سما..
بيتنا كان دايما مفتوح لكل الناس وعشان كده بابا كان بيخاف علينا اوووي
وكان بيخلينا نلبس
دايما لبس محتشم وباكمام طويلة عشان لو حد جه منكنش مكشوفين.. لسه فاكرة
اليوم اللي بابا
شخط فيه ليا عشان طلعت بالغلط من اوضتي وانا لابسة نص كم..
كنت في سادسة ابتدائي وكنت بذاكر في اوضتي ‘ محدش كان عندنا في البيت وفجأة
عطشت اوووي
ومخدتش بالي ان بابا حرج علينا
اننا منخرج من الاوضة واحنا لابسين نص كم..
الحر وجو المذاكرة نسوني الموضوع ده وروحت المطبخ عشان اشرب مية ووانا
راجعة لقيت بابا
بيبرقلي جامد وبيزعق بعلو صووووته: انتي اززززاي تخرجي من الاوضة اكديه!
انا بخوف وارتباك:اا اانا اسفة يا بابا بب بس اا اانا كنت بذاكر و و ووكنت
ع طشانة ومخدتش بالي
ا ااني لابسة نص.. انا مش هعمل كده تاني..
وجرررريت على اوضتي بسرعة وانا بتنفس بصعوبة وبحمد ربنا انه مضربنيش.. رغم
ان بابا
شديد اوووي الا انه عمره ما ضربني زي اخواتي ‘ بس دايما الخوف كان بينا..
انا عمري
ما اتجرئت واتناقشت معاه في اي موضوع يخصني..
بعد ما دخلت الاوضة لقيت بابا بينادي على ماما وصوته عالي وجهوري:ياااا
صفية
ماما طالعة بتجري من اوضتها باسدال الصلاة:ايوة يا عبد الكريم
بابا بنفس الصوت الجهوري:انا كام مرة جوولت انك تجولي للبنات ميخرجوش بنص
كم! معنديناش
بنات تنكشف اكديه..
ماما بخوف وصوت مهزوز:اكيد مكنتش تقصد يا عبد الكريم .. بنت صغيرة لسه ومش
واعية هي
بتعمل ايه!
بابا بصوت جهوري:انا جولت كلمة ومتنيهاش تاني! ومفيش حاجة اسمها اصِغار!
بناتك كبروا
وبجوا عرايس دلوجيت..
ماما:حاضر حاضر..
***************************
بعد الموقف اللي حصل ده بقيت اخد بالي كوويس اوووي وانا خارجة من اوضتي اني
اكون مغطية
شعري ولابسة اكمام طويلة ولبسي يكون واسع جدااا.. كتير كنت بفكر هو بابا
بيلبسنا كده ليه واحنا
بيت فيه كله ستات ‘ بس باب البيت اللي كان دايما مفتوح لاي حد هو ده اللي
كان السبب..
بعدها باسبوع بابا كان عازم عمي ومراته وولاده ‘ وعندنا في الصعيد الستات لوحدهم
والرجالة
لوحدهم منفصلين..
انا في الاوضة مع بنت عمي ولاء..
ولاء:ما تيجي نلعب برة الدار
انا:لا يا ولاء مش هينفع
ولاء:ليه بجى؟
انا:عشان اخواتك هيكونوا اكيد في الحوش
ولاء:طب وفيها ايه؟ احنا لساتنا صغيرين!! مش كبار يعني ‘ انا ابويا عادي
انا بتردد:تفتكري يعني؟
ولاء:ايوة؟
انا:بس انا خايفة بابا يشوفنا
ولاء:وهو يعني احنا بنعمل ايه؟! احنا يادوب بنلعب في الحوش حبة صغيرين بدل
ما احنا جوه اكديه
انا بتردد:مش عارفة
ولاء بتشجيع:يلااا يلاااا
وخرجت انا وولاء واختي شذى وهدى لعبنا فعلا في الحوش وفجأة جه ابن عمي
واللي هو اخو ولاء
يسألنا..
عثمان:بتعملوا ايه؟
ولاء:بنلعب يعني هيكون بنعمل ايه!
عثمان:طب هلعب معاكم
ولاء بفرحة:مااشي يلاا
انا بخوف وجسمي كله بيترعش:لا بلاش
ولاء:ليه بجى؟؟
انا بخوف شديد:هو كده وخلاص
عثمان:ليه مش عايزاني العب معاكم يا بنت عمي؟
انا وجسمي بيترعش:عع عشان انت ولد واحنا بنات
ولسه عثمان هيتكلم لقيت بابا واقف قدامنا ومبرق اووووي نفس التبريقة بتاعت
اما اعمل حاجة غلط
وبيقول بصوته الجهوري:
انتي مين اللي سمحلك تتطلعي الحوش وتلعبي يا بنت!
انا بخوف شديد:مم اا انا اصل ...
بابا بصوت جهوري:انا جولت لعب في الحووش لا! وحديث مع الصبيان
لااااااااا!!!
انا:اا انا والله يا بابا مم متكلم تتش هوو هو جه وكلمنا .. صح ؟صح يا
ولاء؟
ولاء بخوف:ايوة يا عمي هو عثمان جه شافنا بنلعب فجال يلعب معانا
انا وجسمي كله بيترعش وبحاول ابص في اي مكان غير عين بابا:ااه ااه والله زي
ما ولاء بتقول كده
يا بابا..
بابا بصوت جهووري:انا جلت لما يكون حداتنا رجالة متطلعوش من البيت ولا
تلعبوا في حوش وكلام
فاضي ‘ ومهما كان مين يجولك تلعبي في الحوش طالما فيه رجالة في البيت يبجى
تُجعدي في اوضتك..
مفهوووووووووووم!
انا بخوف شديد:مم ممفهوم
بابا :اتفضلي خشي جوووه بسرعه يلاااااااا
وكأني ما صدقت بابا يقولي كده وجريت على الاوضة وجت ورايا ولاء واول ما
قفلنا الباب علينا..
ولاء:ايه ده! باباكِ صعب اوووووي!!
انا بارتباك:قلتلك بلاش يا ولاء
ولاء:وانا ايش عرفني انه عمي هيجعد يزعج فينا اكديه وبعدين مجراش حاجه
اما اخويا عثمان
يلعب معانا!! اياك بيلعب مع حد غريب؟! ده انتي حتى تُبجي بنت عمه..
انا:هو بابا كده يا ولاء مش بيحبنا نلعب مع ولاد ولا حتى نتطلع في الحوش
وفيه رجالة في البيت..
ولاء باستغراب:بصراحة اني مش فاهمة ازاي امك المصرواية تتجوز عمي الصعيدي
ومستحملاه!
انا بعدم فهم:مش عارفة مش عارفة..
**********************
في اليوم التاني صحيت على صوت بابا وهو بيقرا القران ‘ صوته كان حلو اووي
وجميل وهادي
وكنت بستغرب الصراحه هو ازاي صوته هادي اوي كده وهو بيقرا القران ولما بيجي
يتكلم معانا
صوته بيكون قوي ومخيف!
قمت غسلت وشي واتوضيت وبعدها صليت وبعدين سما اختي الصغيرة دخلت عليا تقلي:
بابا عايزك يا ندى
انا بخوف:انا!!
سما:ايوة انتي
انا:ليييييه؟؟ هو انا عملت حاجه؟؟؟
سما:معرفش!
انا بخوف:طيب هاجي وراكي اهوو
وفعلا هي خرجت وروحت وراها بسرعة وانا عمالة اضرب اخماس في اسداس ‘ يا ترى
بابا هيقلي ايه
وهيزعقلي على ايه المرادي..
انا وعيني باصة في الارض:ايوة يا بابا
بابا بصوت قوي:من النهاردة هخليكي تحفظي قرءان معايا
انا بفرحة:حاااضر يا بابا
بابا:بارك الله فيكي.. روحي افطري وابقي تعالي ليا عشان نبتدي
انا:حاضر يا بابا
وفعلا فطرت بسرعة وجريت لبابا عشان يحفظني قرءان.. وزي ما قلتلكم صوته كان
حلو اوي
لما كان بيقرأ كنت بحفظ منه بسرعة اوووي..
وعقبال ما خلصت ابتدائي واعدادي كنت حفظت نص القرءان ..
كنت برجع من المدرسة على البيت على طول ‘ مكنتش بخرج اروح في حتة ولا حتى
كنت بزور
صحابي في بيوتهم لان بابا كان مانع ده كله ولما كنت اكلمه في الموضوع يقولي
بصوته القوي المخيف:
وانا ايش ضمني بجى بيوت الناس دي فيها ايه!!
انا:ايوة يا بابا بس بيت صحبتي اللي انا عايزة اروحله ده مفهوش ولاد!
بابا:بردو انا جلت لاااااا يعني لاااااا!!! وكلمتي متنهاش تاني.. النقاش
خُلص...
سبت بابا وروحت لماما عشان احاول اقنعها تقنع بابا..
انا:يا ماما والله بيت صحبتي ده مفهوش ولاد وهي عاملة عيد ميلادها وانا
عايزة اروح ليها زي بقيت
صحباتي..
امي بضعف:مقدرش اكلم باباكي ولا افاتحه يا بنتي وطالما قال لا تبقى كلمته
واحدة ومفهاش رجوع
انا:يووووه بقى يا ماما ‘ انا عايزة اروح لصحبتي دي ‘ اشمعنا كل البنات
بتوع الفصل رايحين ليها وانا
لا!!
تدخل اختي هدى وتقول:وماما في ايدها ايه يعني يا ندى؟! ما انتي عارفة ابوك
اما يقول لا يعني لا
ومفهاش رجوع..
انا بتوسل:يعني انتي يا ماما متقدريش تقنعي بابا
ماما بضعف:محدش يقدر يرجعه يا بنتي.. معلش يا حبيبتي بعد بكره ولاء تيجي
ليكي البيت والعبي
معاها..
انا:افففففف انا مش عايزة العب مع ولاااااء.. انا عااااايزة اروح عيد ميلاد
صحبتي
هدى:مفيش نصيب يا ندى ‘ اسكتي بقى بدل ما بابا يسمعك ويزعق
وفجأة سمعنا صوت زعيق بابا وسما بتعيط اووووي .. انا اتخضيت وقتها وافتكرت
انه سمعني
ولما ماما وهدى جريوا على برة عشان يشوفوا في ايه ‘ خفت اطلع انا كمان..
بس بقيت ابص من ورا الباب وبابا وهو بيضرب سما وبيزعق ويقلها:
كام مرة اجووول معندناش بنات تلعب في الحوووش وكمان لابسة نص كُم
ماما بضعف:خلاااص يا عبد الكريم اكيد متقصدش والبنت لسه صغيرة
بابا بصوته المرعب وتبريقة عينه:يعني ايه صغيرة!!! ماهي مصيرها بكرة تكبر
ولو متعودتش من
دلوجت مش هتتعود بعدين..
ماما بتحاول تشد سما من بين ايديه وتقوله:حرااام عليك كفاية ضرب في البنت..
صوت عياط سما وتبريقة بابا وضعف ماما كل ده خلى جسمي كله يترعش وحمدت ربنا
اني
مأصرتش على موضوع مرواح بيت صحبتي وجريت على اوضتي استخبى تحت الغطى واحاول
انام...
صوت سما ومنظرها وهي بتضّرب كانت هي الصورة الوحيدة المتبقية قدامي حتى بعد
ما غمضت
عنيا..
*************************
كبرت وانا شخصيتي مهزوزة ‘ بخاف من كل حاجة وخصوصا بابا.. المسافة اللي
كانت كبيرة
وانا صغيرة بقت اكبر واكبر.. لحد ما دخلت ثانوي وهناك .........
استنوني الحلقة اللي جاية..........