كمانيليو

كمانيليو
قريبا في المكتبات

السبت، 2 فبراير 2013

ما بين وهم الحب وشبح الزواج التقليدي "قصــة قصيــرة"


مابين وهم الحب وشبح الزواج التقليدي؟!!

كانت تضع الحمرة فوق شفتيها باتقان ‘ وتضيف مساحيق التجميل الى وجهها الملائكي .. لم تكن بحاجة الى كل هذه الرتوش ولكن
الواقع البغيض الذي فُرض عليها جعلها تريد ان تفرض هي ايضا على برائتها سئامة الواقع!!
دخلت والدتها عليها والابتسامة تعلو وجهها : ها خلصتي؟ المفروض ننزل دلوقتي ليهم؟
هي بكل استسلام: مش اتفقنا انكم هتروحوا قبلي وانا احصلكم؟
الام: ماشي بس متتأخريش احنا اتفقنا معاهم على الساعة 7 بليل
هي بكل ملل: ماشي يا ماما عارفة..
تذهب الام وتعود هي الى ذكرياتها الاليمة .. يأتيها صوت رخيم مشوش بذكريات كثيرة تتزاخم في مخيلتها ‘ هي
تعرف ذاك الصوت جيدا لانه في يوم من الايام كان صوت يحي الروح بداخلها.. كلماته تتناثر حولها في هيئة صور امام عيناها
صورة تحمل صوته وهو يقول لها: بحبك يا عمري ومستعد استنى عمري كله عشانك ‘ صورة اخرى وهو يقول: عارفة انتي احلى
حاجة حصلت في حياتي . وصورة ثالثة وهو يقول: انتي بجد اللي بتعرفي تفهميني وبرتاح اوي وانا بتكلم معاكي . ومع كل صورة
دمعة تحرق قلبها .. هي مرغمة ان تنساه وتشعر وكانها تخونه الان ولكنها ليست بذلك فهو من تركها وادار ضهره لها . وفرض
من بعده واقع اخر هو قطار الحياة الذي يركض دون ان تستجيب له .. واتى الوقت الذي يجب ان تستجيب لنداء الطبيعة ان تكمل
نصف دينها وان تدير ضهرها هي ايضا لذكرياته السامة التي تقتل نضارة قلبها وروحها..
ذهبت وهي لا تعلم كيف ستستقبل رجل غريب وتجلس معه لتتحدث عن نفسها؟! أوليس هي من كانت ترفض رفضا قاطع ان تكون
سلعة تُعرض لرجل ياتي من اقاصي المدينة ليبدي رأيه بكل غرور؟!
أوليس هي من ترفض فكرة الزواج التقليدي؟ أوليس هي من تؤمن بالحب؟ والان تقودها رجلاها الى مصير المستقبل وحده يعلم ما
هو!!
ذهبت الى المكان وجلست امامه‘ شاب في الثلاثين من عمره يبتسم من وقت الى ان حتى يذهب عنها الخجل. يسألها بعضا من
الاسئلة  وتجيبه دون ان تعي الى اجاباتها او اليه!! كل ما كان يدور في خُلدها هو اين ذاك الحبيب القاسي الذي القاها في غور
حزنها وتركها شريدة!! اين هو ذاك الفارس الذي ظنت بأنه سيمتطي جواده الابيض ويأتي ليأخذها الى عالمها السحري
استيقظت من شرودها على سؤال من ذاك الرجل الذي كانت تشاركه واقعيا: انتي ارتبطتي قبل كده؟
ذعرت لسؤاله وبُغتت لجرأته وقالت في نفسها: ايه ده؟ هو على طول كده بيسألني سؤال زي ده؟
قالت له مندهشة: نعم؟
فاعاد السؤال من جديد فقالت لنفسها: انتي بتتنيل تعيده ليه ما انا عارفة بس اقله ايه ده ‘ مش كفاية اني مش طيقاك وكمان هسيبك
تتدخل في حياتي كده؟! كان ممكن اجاوبك بكل سهولة لو انت حد انا عاوزاه فعلا يتدخل في حياتي! بس انا لسه قاعدة معاك مبقاليش
ساعة؟؟ يبقى منين اخليك تعرف تفاصيل حياتي؟! وممكن مشوفش وشك تاني بعد كده اصلا؟ يبقى ليه اقلك على حاجة انا شيفاها
مش من حقك تعرفها دلوقتي؟؟
طب اكذب ولا اقوله الصراحه؟ لا انا مش هجاوبه انا مش مرتاحه اساسا للفكرة دي!!
ابتسمت له نصف ابتسامة وقالت: ارتبطت ازاي يعني؟
هو: يعني ارتبطتي رسمي قبل كده؟
هي: لا
هو: ولا حبيتي؟
هي لنفسها: اففففف اما انت رخم بصحيح ثم قالت له: ومين منا محبش؟!!
هي لنفسها: انا كده مدتلوش حُلال نافع لا كذبت عليه ولا قلتله الحكاية بالظبط وبجد انا مش مسامحة نفسي اوي على الموقف  البايخ
اللي حطيت نفسي فيه ده ..
انتهى اليوم وتركت ذاك العريس لاهلها ليرفضوه بكل احترام معللين بان ابنتهم لم تشعر بالقبول والرضا وعادت الى البيت وجلست
وحدها في غرفتها تبكي بدموع حارقة وتقول لنفسها: حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا .....
حتى اسمه اصبح كالشوك الذي ينهش لحمها حين تتلفظه او كسعيرات الجحيم يخنقها ‘ انا بجد مش مسمحاك وبجد مش هحط نفسي في موقف زي ده تاني!!
ونامت ودمعة تسيل فوق خدها متساءلة هل سيأتي يوم ويأتي الرجل الصحيح لها ليبني معها امبراطورية بالحب؟ اما ان الوقت
والعُمر سيرغماها على شبح الزواج التقليدي فتسلم نفسها لرجل لا تعلم هل سيقبل ماضيها ام لا؟!!!